لـن تستطيع معي صبرا -وهل صدقا؟
قال الزمــــــــان لـروح الشعر وانطلقا
في غيمـة أودعـــتْ عصري ظلال يد
بيضاء تـختـزن الإشــــــــــراق والودقا
غنت بـلابلها شــــــــــــــوقا، وبـابلها
من كل فجر بهيج شعـشــعتْ شفقا
مـــــــاد الزمان بها: - والـــتيه يعـزفه
لحــــــنا يردد: ليـــت الرتق ما انـفتقا!
يتـلو ظـــلام دم للـــــــــــــريح ينــزفه
والريح تذروه في قلب المـــسا قــلقا-
يا من تعلق بالإعصار يــــرمــــــقـــني
كالرعد يتبع هول البــــرق إن صــــعقا:
كيف الصعود معـي؟ والبــــوح بـــوصلة
إن تتبع سببا تعـصيه مــــعتــــــــــــنقا
فالرامسات شموع، والنـــــجوم حصى،
والثلج يلفحها، سبــــــحان من خـــلقا!
حتى إذا طرقا بــــــاب الرؤى: وجـــلى
بالصبح بصمـــــــته والأفقَ قــــــد خرقا
صاح الذي يحتسي رجع الضحى أسِفا
يا نـــــــــــائح الظل بحر الدمع ما انفلقا
اسفع بضوئك وجــــــــــــــه الماء إنّ له
روحا ستحفرُ من أرواحـــــــــــــــنا نفقا
احرق جوادك بردُ الحرف يـــــــصرخُ بي
أن نصطلى يا جنـــــــونا يمتطي الورقا
حبــــــــــــــــر الغروب دواة مدها سحرٌ
يجــــــــــــــري ليجرف من تاريخنا مزقا
توفّ يــــــــــــــــومك علّ الأمس تبعثه
ريح القــــــــــــــميص مرايا تنشرُ الألقا
قتـــــــــل الدجى قربت للنفس شقتهُ
والقرب كــــــــــــــــان صعيدا نوره زلَقا
فالصابرون شفـــــــــــوا بالليل حيرتهم
والتائهون أضاعـــــــوا الشمس والفلقا
أقم جــــــــــــــدارهما: ظلي وذاكرتي
وارحــــــــم يتيميهما: الطوفان والغرقا
تحــــــــــت الجدار جمان الدمع تذرفه
أرض تجــــرَّعُ في كهف المدى غسقا
لملــــــمْ خرائطها.. أفرغ على وطني
قُطـــرا فقُـــــطرا ضياء البدر ما اتسقا
علي أضمدُ تيهي بالنــــــــجوم هدى
إذا تنفسها ليلـــــــــــــــي وما وسقا
وأطرق الزمن المبـــــحوح.. وا أسفي
ما أجمل الزمن المبحوح لو نــــــــطقا!
أبقى أنا وعيوني حين يقــــــــــتلني
دهري سيسكنُ من إنسـانها الحدقا
يا ساكنيْ حــــــــدقِي ناداكما وهجٌ
آوى إلى الأفــــــــق المكلوم واحترقا
أهْوَ الأشجّ؟ فهل فاحت نســـــائمه
بستاننا زهره.. هل ينشــــــر العبقا
يا طارقين.. اسكبا من طارق قـــمرا
يرويكما من صلاح الدين منطـــــــلقا
كي تسقيا بلدة ميتا فذلك مـــــــنْ
تأويل رؤياي أني أذبح الأفــــــــــــقا.
نواكشوط 7-10-2014