بدي أبنو في زيارة إسبانيا

أحد, 11/05/2017 - 14:35

نواكشوط – "السدنة":
يؤدي الشاعر والمثقف الموريتاني الكبير الدكتور محمد بدي أبنو زيارة علمية إلى إسبانيا هذه الأيام، وذلك بعد أنشطة علمية في عدة دول عبر القارات.
بدي أبنو لم يفوت زيارة "مالقة" و"غرناطة" و"قرطبة" ليسجل بعد الانطباعات عبر الصورة والكلمة.. ولو أن الرجل كان منذ سنوات قد ذرف نصيبه من الدموع على الفردوس الضائع.
فيما يلي تنشر "السدنة" بعض هذه الانطباعات (صور وملاحظات):

 

****

لفت انتباهي اليوم في قرطبة هذا النصب التذكاري الطريف. وضع قبالة مدخل قصر الإمارة (قصر عبد الرحمن الداخل الذي أصبح مع حفيده عبدالرحمن الناصر قصر الخلافة ثم أضحى لاحقا قصر "الملوك المسيحيين").  كتبت على النصب قطعتان مشهورتان لولادة ولابن زيدون مع ترجمتهما إلى الإسبانية :    ‎"أغارُ عليكَ من عيني ومني  ‎ومنكَ، ومن زمانكَ والمكانِ  ‎ولو أني خَبَـأتُكَ في عُيـوني  ‎إلى يوم القيامة مـا كــــفاني" ولادة    ‎يا من غدوت به في الناس مشتهرا..  ‎قلبي عليك يقاسي الهم والكدرا ! ‎إن غبت لم ألق إنساناً يؤانسني..  ‎وإن حضرت فكل الناس قد حضرا !  ابن زيدون   ملاحظة هامشية : في قطعة ولادة كتبت هكذا (خبأتك) وهي طبعا لا تستقيم وزنا في الوافر دون تخفيف الباء. والصيغة التي كنت أعرف هي (ضممتك). وربما تكون الاخيرة هي الشائعة بسبب الوزن.

 

***

 

هذا قصر الإمارة الذي أسسه عبد الرحمن الداخل في قرطبة على ضفاف الوادي الكبير. وزرع فيه نخيلا يقال إنه أول نخل زرع في أوربا. وللداخل كما هو معروف أبيات يخاطب فيها النخيل ويبكي فيها "غربتهما".  ولكن الظاهر من بعضها أنه يناجي نخيل الرصافة وقصرها (ضاحية قرطبة) : ‎تبدت لنا وسط الرصافة نخلة " ‎تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل ‎فقلت شبيهي في التغرب والنوى  ‎وطول التنائي عن بني وعن أهلي ‎نشأت بأرض أنت فيها غريبة  ‎فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي ‎سقتك غوادي المزن من صوبها الذي  ‎يسح ويستمري السماكين بالويل"  (الرصافة : الضاحية التي أسس في ضواحي قرطبة وشيد فيها قصرا لم يعثر بعد في العصر الحديث على مكانه. بينما تم العثور سنة 1911 على مكان أثري آخر لا يقل أهمية : مدينة الزهراء التي أسسها حفيده عبد الرحمن الناصر - أطلق عليها اسم زوجته الزهراء - على بعد أميال قليلة من قرطبة).

****

 

في مدخل قلعة الجسر بقرطبة (حاليا برج يمتد على طوابقه متحف عن التاريخ العلمي الوسيط في المدينة) جنب الجامع - الكاتدرائية (يفصلهما الجسر الروماني الإسلامي الذي يعبر الوادي الكبير) : 
صاحب العصى محيي الدين ابن عربي الصوفي وشماله ابن رشد الحفيد والجالس في أقصى اليسار موسى ابن ميمون (ميمونيد) أما الجالس يميناً فالفونسو (الأذفونش القشتالي) العاشر الملقب بالحكيم.

*****