الدهماء والبطريق /قراءة.... / ذاكو وينهو

أربعاء, 10/17/2018 - 00:43

8 أكتوبر 2018

 

....كفرت الدهماء بالنموذج الوثن ....حررت كلماتها من بيت الطاعة وممارسة البغاء اللغوي في المعبد المعتم واجترارالصور المومياء .... نزعت عن حروفها تمائم الدجل البلاغي وتشريع السطو على تركة الآخرين....دخلت مدينتها في هدوء وفي الدهماء ...لتتمتع بالتجوال الحر بعيدا عن سجن حراسة التامين ...رشت المبيد على الحشرات الملتصقة بجذوع الكلمات .......حررت كل الاستعارات والتوريات والتشبيهات والمحسنات من شراك المختطفين وسارقي الآثار القديمة ...شكلت مدينتها بمعمارية جديدة ...تمتعت باكتفائها الذاتي ...لا تستورد ادوات بناء ولا طلاء ولا غراء ولا الوان ...هي التي تخلق في معملها السحري كل هذه الاشياء ...احيانا تراقص المعنى ...تختله...ثم تتوقف وتمنحه فرصة اخرى للاختفاء ...لتتمتع اكثر بالقدرة على اقتناصه لكن في الوقت الذي تريد...اما انا فدخلت هذه المدينة كالبدوي يجد نفسه فجأة بين العمارات وفي قلب احياء راقية...سيتكرر فزعه من كل صوت ...من منهبات السيارات ...من ارتفاع الاذان في المكبر...من ابواق الترويج ...سيحاول ان يرى كل شيء في لحظة واحدة..فيزيغ بصره ...ويفقد السيطرة على حركاته وانفعالاته ...امام باب المدينة وانا ادخلها من جديد رايت صورة البطريق ...كلمتا ( بطريق والساحل ) تدلان على اننا عرفنا البحر ذات زمان وان ابتعدنا منه ...كنا نقول "البطريق" لنفخ "الزداح"...ثم انقلبت عليها كلمة بطرون ....لماذا اختارت الدهماء الدهماء ...أتذكرت قول اويس - وله قصة ذات متاع - لعمر بن الخطاب اكون في الدهماء؟؟!!! لكن ما لفت نظري ايضا هو اختيار البطريق ووقوفه على ميم الكلمة ...البطريق مع الدهماء رمز للعطاء ...رمز لصناعة الانسان النبيل ...رمز لنبع المعرفة ...بياضه لون الطبشور وسواده لون السبورة السوداء ...لا تتقززوا ايها الناس من الاسقاط .. الدهماء تعرف ان الطبشور "امضى اسلحة الفرسان "...تنقسم كلمة (الدهماء الى قسمين الده + ماء) البطريق يقف على حلقة ميم (ماء) ...خرج من الحلقة الفارغة والدوران العبثي الى المجهول...ووقف على بداية كلمة ( ماء) ...الماء هو الحياة ...والماء وطن البطريق...بقية الكلمة (الده) التي ينظر البطريق اليها هي رمال الشاطئ والمحار وما يقذفه البحر من قاعه من اشياء غير متجانسة...هي ارض اللقاء الكبير...والبيض ...والعاصفة والثلج ...في قلب عاصفة الرعد تصمد البطاريق لتكتب ملحمة خلود في اخطر قصص وجود...وهي تخاطب الزمهرير قائلة : مهما قسوت ، صغيري هنا س(ألده (من الولادة وهمزة القطع للقطع)) فيصبح عندنا (الده + ماء = الدهماء)...  

 

  من هي الدهماء....؟؟؟!!!

5 أكتوبر 2018

دهماء لا تهمني أبدا سيرتك الذاتية ....لا يهمني من تكونين يا بهية...لا أسأل أبدا من أي الحضارات أشرقت أيتها الجذوة العصية...كوني من شئت: سومرية... إغريقية ...افريقية ....يا خمرة بابلية...أبحرت في شرايين الحقب الذهبية...يا نغمة عسلية...في رحاب الابدية ..علمتني كم هو حلو دلال الأبجدية.... أنا لست مسافرا لاكتشف التضاريس الجسدية ....لا تهمني الفصول...لا يعنيني طقس البشرية ... أنا تائه في رحلة غبية ...ابحث عن حطام فكر وبقايا عبقرية...علمتني يا دهماء لغة المطر ...علمتني الإصغاء الى صمت الحجر ....علمتني كيف يعشق الطير الشجر ...وكيف يغازل الأرض القمر....علمتني ماذا تقول حبات المطر ....يا وردة لا كالورود وزهرة لا كالزهر....عفوا أنا لا أتغزل ...أنا لست رجلا...أنا إنسان...ابحث عن إنسان....ابحث عن سر مكتوم ....يرهقني ... يأسرني... يسحرني..... جنون أن يكون لك عنوان ... أن يكون لك وطن معلوم ....علمتني مسامرة النجوم .... وحديث الغيوم إلى الغيوم.....انك هالة....انك طيف يحوم...انك وهج يعوم ...لا لوم ....يا لست ادري كيف أناديك ؟؟؟ لا لوم .... أنت من هبات الحي القيوم ....الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.....بوحي أيتها الوحيدة ....أيتها الفريدة ....أيتها المجيدة ...علمينا لغة العشق ...علمينا كيف يكون وحم الحنين ... إني قرأتك في كتب الأولين ....حكاية.....إني رايتك في كتب المتأخرين ...سحابة...تغسل وجع الحرف المكلوم.. ...لا معنى لك حين تصبحين كالآخرين ....نحدك بالسنتمتر ...بالكيلوغرام ...بالزمن الذي يلف في جوفه كل الميتين ...أنت حالة لا تنتمي الى سجل المولودين والمتوفين والمتزوجين والمطلقين....هذه أشياء وأنت لا تتشإين ... أنت المسافرة بلا محطة ....لأنك باختصار يا سيدتي لا تنزلين ....لا تهبطين ....انت ومض ينظف نبض السنين ...به ندى من عرق يوسف بن تاشفين....سخف أن ننظر إليك كالآخرين ...وسخف أن نكون نحن أيضا كالآخرين ..يا هدية السنين إلى السنين ...يا حرفا تشظى في سفر الخالدين.... دهماء بما ذا تحلمين....

 

___

من صفحة الكاتب ذاكو وينهو على الفيسبوك