هنيئا لموريتانيا بالدكتور بدّي ولد ابنو مدير مركز الدراسات العليا ، ذلك المثقف الذي ينزع إلى الفعل في مستقبل يتشاركه مع أمته متمردا على ثقافة اللاجدوى، النخبوية الشكلانية عند المثقف التقليدي الذي يجرّد المعرفة من كل معنى تحرري، إنساني وأخلاقي في حالة من التفرد و التنائى .
وقد تأكد هذا حين عقد الدكتور بدي ولد ابنو ندوة غير مسبوقة بمدينة قرطبة عاصمة دولة الأندلس ذات البعد التاريخي والحضاري ، شارك فيها عدد كبير من قادة الفكر والثقافة ، ليشكل الرافعة العملية بإتجاه صياغة طبقة جديدة تستقطب المثقف التقليدي ، بما يشير إلى أن إعادة إنتاج المجتمع لا يمكن أن تقودها فئة متواطئة ضد جمهورها ، ولا يمكن أن ترتقي بوعي سطحي مفاده أن المثقف يمكن أن يكون نخبويا إذا تميز وابتعد عن الأمة دون الشعور بالأحاسيس .
يقول الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل:"ان الزعامة، على المستوى القومي، ليست سلطة، على الأغلب، وإنما هي قوة ناعمة مبنية على الولاء الطوعي وقناعة جماهيرية ليست بالضرورة تحت سلطة الزعامة القومية ولكنها تنفذ من تلقاء نفسها توجيهاتها وأوامرها بمجرد إشارة أو كلمة. إن الزعامة القومية طاغية على الأنفس وتحتل تلقائيا القلوب، متسللة إلى بيوت الفقراء والأميين وقصور المتنفذين، لافرق ."
أي أن عقل الأمة الفاعل قد يتوصَّلُ إلى إبداع ونهجٍ ينقذها من الغمَّة التي يسود فيها احتكار المنابر وانتشار الآراء المغشوشة في كل سانحة.
غير أنهم يقولون" انه كلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما أبدعت الشعوب " ، وأن المعارك التي تخسرها أي أمة قد تتحول إلى تجارب وتمارين أثناء المنازلات الحاسمة.
وهكذا يهجس المكان "قرطبة" للمثقف الدكتور بدّي ولد ابنو لمناقشة إشكالات معوقات النهضة وتنازع البقاء مع كوكبة من قادة الفكر والثقافة من بينهم الشاعر السوري ادونيس ، ومعجب الزهراني مدير معهد العالم العربي بباريز ، والشاعر محمد الاشعري ، وسعد الدين العثماني رئيس وزراء الحكومة المغربية السابق ..
وهنا يتأكد أن الدكتور بدّي ولد ابنو قد تجاوز المحلية جراء فكره ونضاله وأمانة انتمائه إلى الأمة والشعب .
باباه ولد التراد