من صفحة الكاتبة الدهماء ريم
نهب المحلات الموريتانية في سين لوي لا يمثل حالة شعبية ولا علاقة له بالمواطن السنغالي العادي.
“كَت-اندر” لمن لا يعرفه، حي شعبي للصيادين أبًا عن جدٍّ، هو الأكثر كثافة في السنغال، وهو الأسوأ على الإطلاق، بنى شهرته على التخلف والعدوانية والهمجية.. ويكاد يكون خارجا على القانون و عجزت الشرطة عن ترويضه.
الحي محشور بين البحر و النهر في حزي ضيق وقذر عند أقدام جسر “مصطفى مالك كَي” في سين لوي ، حُرِّف اسمه إلى “كَيندر” ، وحُرِّف اسم شارعه الرئيسي من “ولد ابن المقداد” إلى “آبو مكَداد”،
المار من الحي – ان توفرت له الشجاعة – يكاد أن يطأ رأس طفل عند كل خطوة،.. فكأي مجتمع انتاج بدائي يجاهد كل صياد ليوفر من ظهره بيولوجيا فريق عمل مجاني، لكن غالبا ما يشتغل على أربع جبهات أسرية فيُنتِجُ فائضا عن حاجته و حاجة الحي من الشباب.
لا جديد في نهب شباب “كَت-اندر” لمحلات مواطنينا كلَّما حاول خفر السواحل منعهم من تجاوز الحدود، لكن الجديد أن عمليات النهب تقلصت وتيرتها جدا بعد أن ألزمت السلطات الموريتانية نظيرتها السنغالية بالتعويض للمتضررين،.. علمًا أن التاجر الموريتاني يعي جيدا هو الآخر خطورة مغامرته بالتجارة في “كت-اندر”،.. الأرباح خيالية وسريعة نظرا للكم البشري المهول المحيط به، لكن مزاج اليابسة غير مؤتمن في الحي إذ يُسيِّره مزاج البحر، خصوصا أنهم الآن في حالة فطام حاد عن السواحل الموريتانية والفِطام مُؤْلم للفطيم ومُتعب للفاطِم.
تصريح وزير الصيد السنغالي موجه لامتصاص الامتعاض الداخلي بعد مقتل مواطنه.