ردشة الأربعاء: مع الشاعر والإعلامي والمترجم محمد إمام

جمعة, 11/24/2017 - 14:51

المصدر: (الأخبار)

إعداد / محمد فال سيدنا

[email protected]

ضيف الحلقة الخامسة من #دردشة_الأربعاء هو الشاعر والإعلامي والمترجم ذ. محمد ولد إمام حاصل على المرتبة الأولى من شعبة الكتاب الصحفيين من "المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء" نواكشوط 2014، و "الليسانس" من قسم الإعلام ــ شعبة العلاقات العامة ــ بجامعة عين شمس بالقاهرة، وقد نال شهادة اللغة الإنجليزية العامة (18 مستوى)، من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية (برامج خدمة المجتمع).
يحمل ضيفنا ترخيص "مترجم معتمد" وخبير في اللغة الانجليزية لدى المحاكم الموريتانية.
 
ترجم له "معجم البابطين" للشعراء العرب المعاصرين 2015 بالكويت، حائز على الجائزة الأولى في الشعر العربي من كلية الآداب، جامعة عين شمس بالقاهرة.
 تم تكريمه من طرف:
ــ رئاسة الجمهورية الموريتانية (الرئيس) 2014
ــ معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة.
وغيرها من المؤسسات الأدبية والإعلامية، كما شارك في عشرات المهرجانات، والندوات الفكرية في موريتانيا وخارجها.
يكتب في عدد من المواقع والمنتديات العربية، ونُشرت له عدة قصائد وبحوث في كثير من المجلات الأدبية في العالم العربي من أهمها مجلة (العربي) الكويتية.
 
أجرينا معه الدردشة على النحو التالي:
محمد فال سيدنا: السلام عليكم ورحمة الله، شكرا لكم على قبول الدردشة معنا، ونحن في الحلقة الخامسة من "دردشة الأربعاء".
بداية نذكركم بأن الدردشة لا تتجاوز ساعة (60 دقيقة) فلو تفضلتم بالاختصار في الأجوبة قدر الإمكان، ونبدأ بالسؤال الأول معكم:
ــ كيف تابعتم المقطع الذي يظهر فيه شاب ــ قال بعضهم إنه موريتاني ــ تتم تعريته من طرف فرقة من رجال الأمن على شارع عام؟ وهل لكم تعليق على تلك الحادثة؟
 
الشاعر والإعلامي والمترجم الأستاذ محمد ولد إمام
الشاعر والإعلامي والمترجم الأستاذ محمد ولد إمام
محمد ولد إمام: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم، ويشرفني أن أشارك معكم في هذه الدردشة، وشكراً على استضافتي فيها.
بالنسبة لسؤالكم، فقد كانت الحادثة صدمةً، وأي صدمة! فهذا النوعُ من الممارسات دخيلٌ على قيمنا وعلى عاداتنا، فحتى في الحرب مع الأعداء لا يصل الأمر إلى هذا المدى من إهانة الكرامة الإنسانية، فضلاً عن كونه في حق مواطن مسلم مسالم خرجَ نصرةً للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام!.
 
محمد فال: يرى بعض المتابعين أن الموريتانيين العاملين بمؤسسة "الجزيرة" القطرية يبيعون رأيهم وميلهم السياسي والفكري... ليتوافق مع ميولات وسياسات النظام القطري مطلقا، ما رأيك؟
 
محمد ولد إمام:أعرف عدداً لا بأس به من الزملاء الإعلاميين في قناة الجزيرة، وعملتُ مع بعضهم في مشروع القناة الرقمية التابعة للشبكة، وللأمانة؛ لم ألمس منهم غير المهنية، في جمع ومعالجة الأخبار، وكما يقولون في غرف التحرير وكليات الإعلام، فإن الخبر مقدسٌ والرأيَ حر. ولا أعتقد أن مؤسسةً بهذا الحجم يمكن أن تصل إلى ما وصلت إليه في عقول وقلوب الجماهير العربية، دون أن تكون مميزةً في الطرح والتناول، بمنأى عن الممارسات التي دأب عليها الإعلام العربي قبلها من تماهٍ مع النظم القائمة أياً كانت، على حد قول الرائع نزار:
نُبايعُ أيَّ عقيدٍ يجيءُ ونلعقُ جزمةَ أيِّ نظامْ!.
 
محمد فال: فإلى الأدب والشعر خاصة؛ أي تجربة شعرية أثرت في مسارك، وما علاقة الشعر بالإعلام تاريخيا، بغض النظر عن تجربتك الشخصية؟
 
محمد ولد إمام: أثّرتْ في مساري تجربتان أساسيتان، الأولى كانت مع النشأة التقليدية، وحفظ النصوص الشعرية كالمعلقات ودواوين الشعراء الستة والشعر الموريتاني القديم السائر في نفس الاتجاه التعبيري التقليدي في القالب والصور، وكان المتنبي هو أبرز مؤثر في، ويعرف المقربون مني مدى ولعي به، وأذكر أن المازني في كتابه حصاد الهشيم كتب ملاحظة واردة فيّ فالمتنبي لم يُدرّس لي في المحظرة مثلاً ولم أمتلك ديوانه إلا متأخراً ورغم ذلك أجدني أحفظ أغلب أشعاره وهي ألصق بي من كل الدواوين التي عُلِّمتُها بل وضربتُ حتى أحفظها عن ظهر قلب! ثم كانت التجربة الثانية مع الاطلاع على الآداب العصرية منذ ما يعرف بمدرسة الأدب الكلاسيكي مع شوقي أساساُ وزمرته، إلى الشعر الحر، حيث تعرفت على طرق جديدة للتعبير، وفنون مختلفة من الصور، وضروب شتّى من الأخيلة، وقد توسع ذلك مع قراءة الشعر الأجنبي، رغم أنه لم يستهوني ولم أستطع تذوقه بصراحة.
وبالنسبة للشق الثاني من سؤالكم، فالصحافة كما تعلمون كانت الحاضنة الأولى للأدب الحديث، فقد كانت منبر الشعراء ووسيلتهم للوصول إلى الجماهير، والعلاقة هنا متبادلة حيث تحتاج الصحافةُ إلى الشعر لجذب جمهوره، كما يحتاجُها الشعرُ للانتشار.
 
محمد فال: يتحدث العربُ المختصون في مجال الترجمة عن تحديات عالقة تتمثل في نقط مختلفة مرتبطة باللغة العربية خاصة، حدثنا - بوصفك مختصا في المجال - عن أهم تلك التحديات
 
محمد ولد إمام: تطرحُ الترجمة عدة إشكاليات إبستيمولوجية من حيث الأمانة في نقل النص وروحه، فمع الترجمة يجب الاطلاعُ على الثقافات الأخرى وطرق التعبير المرتبطة بالخلفية الثقافية للكاتب، فنحن عندما نتعلم لغةً ما فإننا نتعلم معها ثقافة بأكملها ونظرة مختلفة للحياة وفلسفةً إنسانية مختلفة. وكلما تعمقنا في لغة فهمنا ما وراءها من تجاربَ إنسانية وثقافة، فالحقول الدلالية للكلمات والتعابير ترتبط ارتباطاً وثيقاُ بنظرة المجتمع للحياة وكذلك بعاداته ومعتقداته.. والترجمة – من حيث هي أداة لنقل المعلومات المجردة – هي علمٌ دقيق ولكنها أيضاً فنٌ جميلٌ لنقل الآداب والفنون الجميلة، فحسب رأيي لكي نترجم الشعر ينبغي أن نكتب شعراً لا أن ننقل النص الأصلي حرفياً، ولكي نترجم رواية يجب أن نكون روائيين في ترجمتنا لها
 
وتواجه لغتنا العربية تحدي ملاحقة الاصطلاحات التي تولد وتنحت يومياً في شتّى فروع العلوم والفنون والمعارف، وهو تحدٍ قائمٌ لا شك أمام اللغات الأخرى، وإن لم يكن بنفس الإلحاح.
 
محمد فال: كيف أثر ظهور الوسائط الحديثة مثل الفيسبوك والتويتر والواتساب… على انتشار اللغة العربية، وهل كانا في جانب السلب أم الإيجاب بالنسبة لهذه اللغة؟
 
محمد ولد إمام: أعتقد أن ظهور هذه الوسائط أثّرا إيجابياً على استخدام اللغة العربية، ففي أغلب صفحاتنا لا نجد أثراً كبيراً للغة الأجنبية رغم انتشارها في المستويات الإدارية مثلاً، ولكنَّ لهذه الإيجابية جانباً آخرَ مظلماً حيث يضطرنا الاستخدام السريعُ أحياناً إلى إغفال اللغة الصحيحة، أي ما يُعرف بالسرعة مقابلة السلامة اللغوية، وهنا تظهر اختصارات دخيلة وتكسيرٌ للغة، لأن في المستخدمين مختلفَ الأعمار والمستوياتِ العلمية، كما أنّ البعضَ يتهم هذه الوسائط بتمييع اللغة، إلا أن رأيي الشخصي أن استخدامَها وتقريبَها من التناول اليومي أهمُّ من تركها سليمةً ولكنها في برج عاجي عصي على غير المتخصصين.
 
محمد فال: رأيكم ــ مختصرا ــ في:
 - البرامج الأدبية في الإعلام الموريتاني.
 - الشعر الحساني.
- مهرجان المدن القديمة في موريتانيا.
 
محمد ولد إمام: 
ــ البرامج الأدبية: أعترف أنني أكثرُ متابعة للشعبية منها من الفصيحة، ربما لأني أجدها أكثر تنوعاً، كما أن برامج الشعر الفصيح لم تستطع جذب جماهير كبيرة، لعدة أسباب منها أنها تتطلب ثقافة معينة، وأنها نخبوية في أغلبها الأعم.
ــ الشعر الحساني، هو وعاء الثقافة الحسانية، وديوانهم كما يقولون الشعر ديوان العرب، وشخصياً لي فيه نصوص عديدة كما أنني من متذوقيه الأفياء، وأعتقد أنه أكثرُ مناسبةً أحياناً لبعض الحالات من الشعر الفصيح.
ــ مهرجان المدن القديمة لم تُتح لي فرصة حضوره، لكنني تابعتُ بعضَ فعالياته، وأعتقد أن الفكرة جميلة من حيثُ هي محاولةٌ لإحياء التراث وحفظه، ومنتدىً أدبيٌّ أيضاً للشعراء ومنتِجي الثقافة عموما.
 
محمد فال: شكرا لكم الأستاذ محمد ولد إمام على هذه الأجوبة الزاخرة بالفوائد الجليلة، تقبلوا كامل الود ووافر الامتنان…
 
#دردشة_الأربعاء هي "دردشة" خفيفة مع شخصيات علمية، أدبية، وإعلامية، وسياسية… يكون لها تأثير مشهود في الوسائط الاجتماعية. نحاور الضيف حول تخصصه ومجاله، ونطلب رأيه في بعض القضايا المختلفة التي تلوح في جدول الأحداث المرتبطة بالشأن المحلي أو العالمي…
يتم نشر "الدردشة" ــ حصريا ــ في صحيفة "الأخبار" التي تصدر كل "أربعاء".