ناجي محمد الإمام
من النادر أن يغمس الكاتب الصحفي (الكبير،فعلاً)محمدفال عُمير Ould Oumeïr ،ريشته في المداد ليكتب إلا ما يستحق رُعافَها..
وقد استهل اليوم بطرح "المسكوت عنه" على شكل سؤال/مقاربة ،فكتب:
شاعري المفضل.. ناقشتُ عدة مرات مع أدباء البلد علاقة العاشق البيظاني مع القمر.. و لأن الصورة المرفقة ليل ينيره قمر، ارجع إليك و انت من انت بالنسبة لي، ما هو السر في عدم الولع بالليل المقمر و بالبدر في الأدب الحساني؟ ذكرني ما أبدعت هنا بأن الضوء - ضوء القمر- عدو للحبيب في مجتمع "اسْرِيَّه" و "التخشاش" ..
قد يعتبر بعض الأصدقاء ،ولهم الاحترام، أن بالبلاد والعباد ما يستأهل النقاش والنشر أكثر من المناظر الرومانسية الحالمة و ما تستدعيه من تساؤل عن علاقة عواطفنا و أعراضها بالمتعارف عليه عند الشعوب المماثلة،اختلافا وائتلافا..
إن هذا اللفق الخلاسي المتآلف الموحد في أدق تفاصيل تقاليده يتميز بمظاهر وظواهر شكلية في مظهرها جوهرية في مضمونها، ففي حين يحتفل الآخرون بالحب باعتباره أنبل عاطفة بشرية ويحتفون بفصول وألوان وطقوس ترمز إليه وأشعار وأغاني تمجده،يمارس البيظاني العشق كخطيئة أزلية تحيطها جدران وهمية مخيفة من الممنوعات،فيتحول ،بفعل عامِلَيْ الغريزة والجريمة، إلى لص وقاطع طريق وسارق عبقري.
مما يفسر عداءه للنهار و العطر والقمر والملابس البيضاء ..
يَلّالِ يكانْ أغلانا *شكتْ عن ذو الخمسه حكموك* الخوف وجانب مولانا* والليل ولحنوشه والشوك*
ولعل القاف يوضح بدقة طبيعة التلصص الضرورية للعاشق البيضاني و حاجته العملانية "للبس الظلام"...
ولنا عودة معك ،محمد فال،لهذا الموضوع الشيق بإذن الله.