(إيجاز صحفي)
انطلقت صباح اليوم الخميس (15 فبراير 2018) بالعاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي المنظم من طرف "بيت الشعر - نواكشوط"، وذلك وسط حضور رسمي وثقافي كبير.
وجرت فعاليات الافتتاح بحضور وفد ثقافي إماراتي رفيع المستوى برئاسة سعادة عبد الله محمد سالم لعويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة مصحوبا بكل من الأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير الشؤون الثقافية بالدائرة، ومحمد عبد الله لبريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، وعبد الفتاح صبري مدير النشر، ومحمد جنيدي من مؤسسة الشارقة للإعلام.
ومن الجانب الموريتاني المكلف بمهمة في رئاسة الجمهورية الشاعر محمد ولد الطالب، والأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط، ونخبة من البرلمانيين، وأشهر أساتذة جامعة نواكشوط ومديرون في قطاع التعليم العالي والثقافة، ورؤساء المنظمات الأدبية والثقافية في البلاد، تقدمهم كل من رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين محمد ولد أحظانا، ورئيس جمعية الضاد ناجي محمد الإمام، والأمين العام لمجلس اللسان العربي المختار الجيلاني، فضلا عن حشد كبير من كبار الشعراء والأدباء والمثقفين.
وبدأ حفل الافتتاح باستماع الحضور في جلسة عربية في الهواء الطلق، إلى فرقة عماد ولبابة التي قدمت نشيد بيت الشعر، أعقبه استماع الحضور إلى واحدة من أشهر المعزوفات التاريخية الموريتانية، وسط تفاعل كبير من طرف الضيوف والجمهور، الذي أطل على التراث الموسيقي للبلاد عبر عزف الفرقة على آلة "الآردين".
بعد ذلك، وفي قاعتي الأنشطة والمطالعة في بيت الشعر، واللتين تم ربطهما بدائرة تلفزيونية مغلقة.
بدأت وقائع الأصبوحة الشعرية الأولى لهذا المهرجان، واستمع الحضور إلى كلمة دائرة الثقافة بالشارقة، والتي ألقاها الأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير الشؤون الثقافية بالدائرة، والذي رحب بالحضور، وقال "من شارقة النور والعلم والمعرفة جئنا لنحتفي معكم بالشعر والشعراء واللغة، دعما لها ومساندة للأدب ولإدامة الحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية".
وأكد أن "هذا المشروع الذي انطلق من الشارقة لتأسيس بيوت للشعر في المدن والبلدان العربية برعاية ودعم حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، كان – ولا يزال – مشروعا فريدا في التاريخ العربي المعاصر"، مضيفا "لقد تأسس بحكمة المحافظة على اللغة والهوية، وفتح أبواب الأدب والشعر، خاصة نحو التآخي والترابط أكثر بين الشعوب العربية، وتأكيدا على أن الحرف العربي جامع لا مفرق، وأن الشعر سيظل رمزا شامخا لإعلاء شأن الهوية العربية".
وأقال محمد إبراهيم القصير "إن بيوت الشعر العربي هي مثابة للتشجيع والرعاية والدعم والمساندة، والكشف عن الإبداع، وخلق أجيال متواصلة، لرفد نهر الشعر العربي بالجديد والابتكار المستدام.. ولقد جاء تأسيس هذا البيت في نواكشوط دليلا باهرا على عمق العلاقات بين بلدينا: الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية.. وفي إطار اهتمام القيادة الرشيدة في البلدين.. ولقد جاءت الثمار مبشرة وعظيمة.. فهنيئا لنا هذه النجاحات التي تحققت في نواكشوط والأقصر والمفرق والقيران والخرطوم وتطوان ومراكش، ونتطلع للمزيد القادم في مقبل الأيام في مدن أخرى".
وقال إن "هذه البيوت صارت مصابيح نور حركت الراكد، وأسهمت في بعث الهمم وإثارة النور والمعرفة، لمزيد من الإبداع وانتشار الفائدة".
واختتم محمد إبراهيم القصير كلمته بقوله "ها نحن اليوم نلتقي بمناسبة الدورة الثالثة لمهرجان نواكشوط للشعر العربي ولنقيم معا مهرجانا للألق والشعر والإبداع لنجدد عهدا بالتواصل ونحتفل معا بحصاد لم يكن ليتحقق لولا هذا البيت، وهذا المشروع.. في مهرجان الشعر هنا سنلتقي بشعراء وأدباء مهتمين، وسنجدد لحظة الفرح، ونقف معا على مواقيت الوعد الذي تيقين وترسخ.. فهنيئا لنا بكم وبما تحقق وأنجز. وهنيئا أيضا للشعراء الموريتانيين ومحبي الشعر أن أصبحوا على قدر العطاء، فمدوا شعاع إبداع بالفرح والتألق، وصاروا أكثر تواصلا مع بيت الشعر، لتكتمل الرسالة، ويعم الخير".
أما الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر بنواكشوط فقد ألقى بدوره كلمة أعرب فيها عن سعادته بانعقاد الدورة الثالثة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي ضمن المبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتأسيس بيوت للشعر العربي خدمة لهذا الفن الرفيع وللغته وللمشتغلين به، انطلاقا من دوره الحضاري في الربط بين أبناء الأمة، ولما حملته نصوصه عبر التاريخ من قيم سامية.
وقال "ها نحن نوقد شمعة جديدة في الزمان والمكان، مع نضج التجربة، والتوسع في الفعاليات، واستقطاب المزيد من الجمهور النوعي، الذي بات يدرك أهمية الثقافة، والشعر خصوصا.. نوقدها بالدعم المادي والتوجيه المستمر من دائرة الثقافة في الشارقة برئاسة سعادة عبد الله محمد سالم لعويس وبمشاركة طاقم عمله المتميز".
وأضاف "كان من حسن الطالع أن يتأسس بيت الشعر في هذه الفترة المتميزة من تاريخ بلدنا، أعنى الفترة التي وصل فيها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز إلى قيادة هذا البلد، الأمر الذي جعل السلطات الموريتانية تدرك أهمية هذه المبادرة بسرعة، فتوجه إلى احتضانها وتحيطها بكل التشجيع المعنوي الذي جسده اللقاء الذي خص به فخامة رئيس الجمهورية سعادة رئيس دائرة الثقافة السنة الماضية".
وذكر ولد السيد بأن اختيار دائرة الثقافة بالشارقة لمدينة نواكشوط لافتتاح ثاني بيت للشعر ضمن المبادرة الكريمة لصاحب السمو، كانت ثقة منها بأن أهل هذه الديار جديرون باحتضان مثل هذه الأفكار الخلاقة والمبادرات البصيرة، لذلك كان تشبث الأدباء كبيرا ببيت الشعر، الأمر الذي شجع القائمين عليه ومكنهم من تحقيق إنجازات كبيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: انتظام دورية النشطات الثقافية مرتين كل شهر في مدينة لم تتعود ذلك من قبل، وقبول الشعراء والكتاب لمبدأ انتظار الدور بحيث لا يتكرر إلقاء الشاعر مهما كانت عظمة فنه قبل أن يحين دوره، وخلق مزيد من التلاحم والتراحم بين الأدباء والمثقفين ومحاولة تضييق الخلاف بينهم، واحتضان نواد شعرية ومبادرات ثقافية ضمن الأهداف التي نشترك وإياهم فيها، والشروع في دراسة السبل الكفيلة بالتواصل بيننا وبين الأدباء والشعراء، الذين يكتبون بالعربية في بلدان الجوار الإفريقي، وخاصة في السنغال ومالي، وربط الأدباء الموريتانيين بما يجري في الساحة الإبداعية العربية عن طريق التواصل المستمر مع بيوت الشعر العربي في الدول الأخرى، والإسهام في تقديم بعض الأعمال للنشر عن طريق دائرة الثقافة وقد نشر بعضها، والبعض الآخر في طريقه للنشر".
واختتم ولد السيد كلمته بتوجيه الشكر للشعراء والمثقفين الموريتانيين، معلنا الاستعداد والترحيب بكل المقترحات الخلاقة التي يتقدم بها الشعراء، مؤكدا سعي البيت إلى أن تصل مبادرة بيوت الشعر إلى أهدافها النبيلة في خدمة فن الشعر ولغته وقيمه: قيم التسامح والمحبة والانفتاح.
وتابع الحضور عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء مسيرة بيت الشعر في نواكشوط.
هذا، وألقى ثلاثة شعراء في الأصبوحة الشعرية قصائد تمثل تجاربهم الإبداعية، وهؤلاء الشعراء هم: سيد الأمين بن ناصر، وباب ولد رمظان، والشاعرة فاطمة سعدبوه
بعد ذلك قام سعادة عبد الله لعويس والأستاذ الدكتور عبد الله السيد والشاعر الكبير محمد ولد الطالب بتكريم الشعراء الثلاثة الذين ألقوا قصائدهم في حفل الافتتاح، الذي أدارته بجدارة الكاتبة لعزيزة بنت البرناوي.