(لو أن كـل معـدٍ كـان شاركـنـا) / عبد السلام ولد حرمه

جمعة, 03/23/2018 - 02:18
عبد السلام ولد حرمه

عبد السلام ولد حرمه (*)

 

(لو أن كـل معـدٍ كـان شاركـنـا)
خمسة عشر عاما مرت على حرب الإبادة والتدمير ونشر ثقافة الكراهية والتمييز الطائفي التي شنها التحالف الصليبي الصفوي البغيض على دولة العراق استجابة لنوازع الحقد الدفين وشهوة الموت والانتقام وما في دماء صاحب حضارة ال 200 عام من عقدة النقص والفقر الحضاريين، يتحريض من طابور خامس من عرب الجنسية : أنظمة و عائلات حكم مثل الارض الواطئه تشرب ماءها وماء غيرها من الاراضى العاليه .. قوى فكرية وسياسية.. مثقفين وأكاديميين شكلت لهم الجريمة فرصة تاريخية رجيمة لمسح كل الخطوط الحمراء والانتقال على رؤوس الاشهاد من ضفّة إلى أخرى، واعتماد منطلقات أساسها اللواذ بالعدو وجعله حليفاً وطوق نجاة! والتهليل ل «نهاية التاريخ» ومَقْدَمِ (إنسانه الأخير) المحمول على أزيز صواريخ مُجِنحة وغربان موت وجحيم خراب انهمر من قوس حقدٍ امتد من دييغو غارسيا وسط المحيط الهندي، حتى لعْديدْ والسيلية في الخليج العربي..
خمسة عشر عاما ومعاول الدمار وتفكيك الدولة والمجتمع، مستمرة ومعها يستمر نمو الأعشاب الضارة التي تمتص جذور الخصب والغنى الحضاريين الغائرة الجذور في بلاد الرافدين، أعشاب ونباتات لن يتسطيع إيقاف زحفها سوى المقاومة العسكرية والسياسية التي انطلقت في أول يوم للاحتلال، وقدمت مئات الآلاف من الشهداء، ووطدت عقيدتها الكفاحية بخبرة كل هذه السنوات، واستعصت على الاجتثات، و ابعد من ذلك هي الاقدر إن وجدت الدعم والمساندة على وقف الاحتلال والتدخل الإقليمي في البلاد العربية الذي بلغ أوجه اليوم، واستعادة صفحة تطوي عهد الذل والاستكانة، يسمع فيها صهيل خيل بني شيبان، ونودع فيها عهد الذين تخلوا عن شرف المشاركة في معارك الأمة وخلد اسمهم الشاعر الكبير الأعشى في وصفه لمعركة ذي قار التي كانت أول منازلة انتصر فيها العرب على الفرس في السنوات الأولى من القرن السابع الميلادي قبل بعثة الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقال عنها: (هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ) يقول الأعشى:
وقاتلوا القوم ان القتل مكرمة***إذا تـلوى بـكـف المعـصم العرف
وجند كسرى غداة الـحنو صبـحهم***منا كتائب تُزجي الموت فانصرفوا
لما رأونا كشفـنا عن جماجمـنا***ليـعرفوا أننـا بكر فينصرفوا
قالوا: البـقيّة والهندي يحصدهم***ولا بقيّة إلا الـسيف، فانكشفوا
جحاجـح، وبـنو ملـك غطـارفـة***من الأعـاجم، في آذانـها النطف
لما أمالوا إلى النشاب أيديهم***ملنـا ببيـض فـظـل الهام يخـتطف
وخيل بـكر فما تنـفك تطـحنهـم***حتى تولوا، وكاد اليوم ينـتـصف
لو أن كـل معـدٍ كـان شاركـنـا***في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف.

 

_____

(*) مثقف وأكاديمي وقيادي سياسي موريتاني شهير.