بيت شعر نواكشوط يخلد اليوم العالمي للشعر بأمسية تغنت بالحب والوطن
(إيجاز صحفي)
نظم بيت الشعر - نواكشوط مساء أمس (الخميس) أمسية شعرية، تميزت بالاحتفاء شعرا ونثرا باليوم العالمي للشعر، الذي أقر العالم الاحتفاء به بناء على مقترح من ثلاثة شعراء عرب.
وقدم الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط تهنئته بالمناسبة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أسس أكبر مبادرة لخدمة الشعر العربي وتشجيع الإبداع والشعراء بفضل إطلاقه مشروع بيوت الشعر في المدن العربية، ومن بينها بيت الشعر - نواكشوط، الذي قدم خدمات جليلة للثقافة والشعر في موريتانيا.
واستعرض ولد السيد ملاحظات متعلقة بما يعتبره نقطة قوة لكل شاعر وهي إتقانه فن الإلقاء، مشيرا إلى أن بعض النصوص التي يقدمها الشعراء لا تصل الجمهور بمستواها الإبداعي بسبب النقص الملاحظ وعدم الخبرة في فن الإلقاء.
وخلال الآونة الأخيرة، كان هذا الموضوع محط اهتمام كثير من الشعراء الموريتانيين، الذين يعتبرون أنه رغم تفوق الموريتانيين لغة وعروضا فإن "إلقاء الموريتانيين" للشعر ليس على مستوى الآليات الفنية صوتيا وأدائيا المطلوبة لجمهور اليوم.
وأحيا الأمسية الشاعران: محمد بن مولود والمختار بن عبد الله، كما قرأ كل من الشعراء: الشيخ نوح وصلاح الدين أحمد بياه وأبو بكر المامي قصائد بالمناسبة، تميزت بأنها قدمت تجارب شعرية متباينة بل مدارس أسلوبية وإيقاعية إلى جانب مميزات أخرى في تجارب هؤلاء الشعراء.
وبدأت الأمسية مع الشاعر محمد بن مولود، الذي قرأ أربع قصائد من ديوانه، بدأها بقصيدته " عصافير القريض"، التي يقول مطبعها:
حنين عصافير القريض بباله
ورعشة جسم في دروب مآله
وصرخة مولود يدب دبيبها
ببيداء ما رق الغمام لحاله
وتيه وأوهام الحروف تبعثرت
فيسأله لا يحتفي بسؤاله
يروح لقلب دائم الوجد متعب
بيمناه حلم والمدى بشماله
ويغدو كما بالأمس يزرع خطوه
كأن احتمال الصخر دون احتماله
ويقطف أنفاسا وحيرة واله
وبعض خصال الشمس مثل خصاله.
وقرأ أيضا قصيدته: "سليل رواد الحرف" التي يقول في مطلعها:
سليل رواد الحرف من جبلوا الأصلا... ومن علموا الناس المكارم والفضلا
ومن روضوا الصحراء من جلبوا النخلا... ومن أبدعوا شعرا ومن أنبتوا فلا
رحلت كما مر الشهاب توهجا ... بديعا ولم يترك سوى صفحة تتلى
عجبت لكل الناس تبكيك دفعة ... كٱنك ملْك الخلق ام انك الاغلى
إلى أن يقول:
ملٱت فجاج الٱرض شعرا وبهجة ... وها أنت كل الارض تتركها ثكلى
وتبكيك بين الشعر ألف قصيدة ... ويبكيك بين النثر أجمله شكلا
كتبت لكل الناس شعرا معتقا ... (وأوتيت ملكا في المحبة لا يبلى)
ومن لطف رب العرش تلقاك روضة ... و لقيت في الفردوس منزلة ٱعلى.
بعد ذلك استمع الحضور للشاعر المختار عبد الله، الذي قدم قراءة في قصائده، بدأها بقصيدة " لعينيك"، التي قول مطلعها:
لعينيك أهدي الشعر.. بوحا.. تخيلا
مسافة ما يروى.. مدى متمثلا
ترانيم من وحي النبوءات.. دفترا
تزركشه الألوان.. زهرا وبلبلا
تمثلت في عينيك سر وجودنا
وأحلامنا الكبرى وعشقا مؤملا
وقصة عشق سطرت.. وتقدست
وسفرا من الأشواق يتلى منزلا
تمثلت في اللا غيم قصة حبنا
وهل يرجع الأشواق أن تتمثلا.
وأنشد قصيدته "ترنيمة المطر"، التي يقول في مطلعها:
في سدرة الشوق نحو البوح أستعر
حبا.. وفي داخلي من نارها شرر
صليت بين الضفاف البيض ملتحفا
قداسة الحرف يعلي صوتها القدر
إلى أن يقول:
صدى المداءات يرميني بنظرته
في لحظة مات فيها السمع والبصر
نور من الطور في ليلي أشاهده
بجانب الطور والظلماء تندثر
فانوس ضوء على الأهداب.. تمتمة
على الشفاه.. وصمت.. حيرة.. ضجر
هنا تجليت حلاجا بجبته
يطوف كل الأراضي شاقه الوتر
وحدي على ضفة الأشواق تسألني
ذاتي عن المنتهى.. لا أفق ينتظر.
وقرأ كذلك قصيدته "سفر في مقلتيك":
أأنا الذي في مقلتيك أسافر
وحدي...أخاطر والحياة مخاطر؟
وأنا الذي بيني وبينك في الهوى
سفر يطول ومنحنى وتسامر
وأنا الذي ذاق التشرد... واختفى
خلف الغياب... أنا الحزين الحائر
وأنا الذي ما زال يعبر مبحرا
موج الحياة... وفي الحياة بشائر.
ولد المختار أنشد أيضا قصيدته "مداءات حبك المشؤوم" التي يقول في مطلعها:
في مداءات حبك المشؤوم
أحرق الحب.. بالعذاب الأليم
ويواصل:
سافر الحلم في الفضاء بعيدا
نحو أفق الحياة.. نحو الغيوم
تاه أفق الرؤى الجميل.. وماتت
أمنيات الهوى بشط عديم
هل أنا يا أنا أنا؟ أم حروف
حدقت في فضائنا المعدوم
لا.. أنا.. بل أنا حكاية لحن
عزفته وساوس التهويم
لست أدري.. وربما سوف أدري
بعد حين وبعد صد الهجوم
سوف أدري.. أرى الذي لا أراه
قبل هذا يسير سير عديم.