سَيْرًا على وجعي المنفيِّ من دمهِ
مضيءُ دربي تَوَارَى خَلْفَ مُعْتِمِه
عَنْ مِعْصَمِ النُّور حدَّثْتُ الرَّؤَى..فذَوَى
وَرْدٌ تَشَبَّعَ مِن لَذّات مِعْصَمه
أرْغَمْتُه أنْ يَدُقّ البَابَ مِثل يَدي
لِيَفْتَحَ الصُّبْحَ عَن أنَّاِت مُرْغِمه
دَنَا مِن اللّيل يَسْتَسْقِي مَوَاجِعَهُ
فَاسَّاقَطَتْ قَطَرَاتُ الليلِ فِي فَمه
فَقَامَ يُسْلِمُنِي للّيل ثانيَةً..
وَمَا أنَا لِدُجَى المَعْنَى بِمُسْلِمِهِ
مَعَالِم الدَّرْبِ أخْفَتْها مَعالمُنا..
كُلٌّ يُلَوِّحُ لِلآتِي بِمَعْلَمِهِ
وحِينَ يَبْتَسِم المَنفِيُّ عَن لُغَة
بِكْرٍ..تَذُوبُ المَعَانِي فَوْقَ مَبْسَمِهِ
للْهَارِبِين مِنَ الأغْلَالِ مَا كَسَبَتْ
يَدُ الضَّيَاعِ إذَا غَنَّوْا بِمَوْسِمِهِ
لِلْفَقْرِ ذَاكرَةٌ أخْرَى تُمَوْسِقُهُ..
وَكُلُّ مُبْتَعِدٍ يَدْنُو بِمُلْهِمِه
للْقَمْحِ -إِنْ عَادَ- فينا ألفُ نافذةٍ
تُقَرِّبُ الريحَ زُلْفَى عِنْد مَقْدَمِه
ولِلْجِيَاع مَسَاءَاتُ الكلامِ تَشِي
بِما يَقُول المُنَاجَى عَن مُكَلِّمِهِ
العَابِرُون سَبيلَ اللهِ كَمْ عَبَرُوا..
وَمُتْخَمُ الْجَيْبِ لَم يَعْبَأْ بِمُعْدِمِهِ
بَيْتٌ مِنَ الطّينِ فِي الأَعْلَى..عُيونُ أَبٍ
هُنَاك..تَرْقُبُ مَنْ يَأتِي بِسُلَّمِهِ
سَيّارةٌ تَحْتَسِي البنزينَ مِن يَدِهِ..
والرّاتِبُ الغَثُّ لا يَكْفِي لِتَوْأَمِهِ
أمٌّ تُوَزِّعُ بَعْضَ الرِّيقِ مِن فَمِها
حِرْزاً لِغَائبِها..تَأْسَى لِأَيِّمِهِ..
حَيَاتُهُم..! وعلى الأَفْوَاهِ أَسْئِلَةٌ..
وكافِرُ الشِّعْر لم يُؤْمِن بِمُسْلِمِه
لَمْ أَفْتَح الجُرحَ..لَكِنْ هَاهُنَا بِفَمي
عِيسَى القصيدةِ قَد آوَى لمَرْيَمه
شيخنا عمر