المصدر: العين (داليا عاصم)
يعقد المجلس الأعلى للثقافة في مصر بمقره في دار الأوبرا المصرية، الإثنين، أمسية ثقافية بعنوان"المرأة المصرية والكتابة.. في مئوية باحثة البادية ملك حفني ناصف"، وذلك في السادسة مساء.
تقام الأمسية بمشاركة عدد من الكاتبات والكُتَّاب، من بينهم: الكاتبة إقبال بركة، الشاعرة الدكتورة شيرين العدوي، الدكتورة عزة بدر والكاتبة هالة البدري، ويدير الأمسية الناقد الدكتور أحمد درويش مقرر لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس، وتقام الأمسية ضمن سلسلة "ندوات وأمسيات" التي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة.
تجدر الإشارة إلى أن "باحثة البادية"هي أديبة مصرية وداعية للإصلاح الاجتماعي وإنصاف وتحرير المرأة المصرية في أوائل القرن العشرين، ولدت في 25 ديسمبر 1886 وتوفيت في 17 أكتوبر 1918، ولدت في حى الجمالية بالقاهرة، وهي كُبرى 7 أبناء حفني ناصف بك رجل القانون والشاعر وأستاذ اللغة العربية وأحد مؤسسي الجامعة المصرية، اعتُبِرت ملك ناصف أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل، كما اعتُبِرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية في العام 1900.
عُرِفت بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى، وهذا ما ساعدها في عملها. نظَمَت أول قصيدة لها في رثاء السيدة عائشة التيمورية التي تُوفيت عام 1902، لتكون أول قصيدة تنشر لها في الجرائد ويبدأ اسمها في التردد بالمحافل الأدبية.
بدأت تعليمها في المدارس الأجنبية، ثم التحقت بالمدرسة السَّنية، حيث حصلت منها على الشهادة الابتدائية سنة 1900، وهي أول سنة تقدمت فيها الفتيات لأداء الامتحان للحصول على تلك الشهادة، وكانت ملك أول فتاة مصرية نالت هذه الشهادة، ثم انتقلت إلى القسم العالي (قسم المعلمات) بالمدرسة نفسها، وكانت أولى الناجحات في عام 1903، وبعد تدريب عملي على التدريس مدة عامين تسلَّمت الدبلوم عام 1905، كما حصلت على شهادة في التعليم العالي لاحقا، وقد عملت مدرسة في القسم الذي تخرجت فيه بالمدرسة السَّنية حتى زواجها.
أصيبت بمرض الحمى الإسبانية، وتوفيت في 17 أكتوبر 1918 عن عمر ناهز 32 عاما في منزل والدها بالقاهرة، ودُفِنت في مقابر أسرتها في "الإمام الشافعي"، وقد شيعتها إلى مثواها الأخير سيدات عصرها، على رأسهن هدى شعراوي، بذلك كانت ملك حفني ناصف أول امرأة تتم إقامة حفل تأبين لها والذي أقيم في جامعة القاهرة، وقد رثاها حافظ إبراهيم وخليل مطران بقصيدتين، وكذلك الأديبة اللبنانية مي زيادة، وتم إطلاق اسمها على عديد من المؤسسات والشوارع في مصر تقديرا لدورها في مجال حقوق المرأة.