يستعد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية لإطلاق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية الاثنين المقبل في حفل كبير بالدوحة بحضور نخبة من المثقفين والباحثين وخبراء لغة الضاد والمعجميين العرب.
ويعد خبراء اللغة العربية هذا الحدث مفصليا في تاريخ المعاجم العربية وربما العالمية، بالنظر إلى تاريخ اللغة العربية الطويل وعراقتها وصعوبة إعداد معجم يؤرخ لألفاظها وتأكيد التواريخ والتحقق من المصادر.
وينفرد المعجم التاريخي برصد ألفاظ اللغة العربية منذ بدايات استعمالها في النقوش والنصوص، وما طرأ عليها من تغيرات في مبانيها ومعانيها داخل سياقاتها النصية، متتبعا الخط الزمني لهذا التطور، وبالنظر لتاريخ اللغة العربية الطويل وضخامة حجم نصوصها يجري إنجاز المعجم على مراحل.
وستعرض مواد المرحلة الأولى الممتدة من أقدم نص عربي موثق إلى نصوص العام 200 للهجرة، والمتضمنة زهاء 100 ألف مدخل معجمي عبر بوابة إلكترونية متطورة تقدم أنواعا عدة من الخدمات اللغوية والمعجمية والإحصائية غير المسبوقة.
وشارك في بناء المعجم المستند إلى أكبر مدونة للغة العربية ومن دون العودة لأي قاموس قائم قرابة 300 من أساتذة الجامعات والخبراء والعلماء في عدد من الدول العربية، من الأردن والإمارات وتونس والجزائر والسعودية وسوريا والعراق وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن.
ويتزامن موعد إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية مع عقد الدورة الـ12 من اجتماعات المجلس العلمي الذي يضم نخبة من كبار علماء العربية ويناقش إجراءات الشروع في بناء المرحلة التالية من المعجم الممتدة حتى العام 500 للهجرة وما بعدها حتى زمننا الراهن.
وسيلي حفل إطلاق المعجم مؤتمر علمي بعنوان "المعاجم التاريخية للغات.. مقارنات ومقاربات" تقدم فيه أبحاث عن المعاجم التاريخية للغات عالمية كالإنجليزية والألمانية والفرنسية، وتتمحور أبحاثه الأخرى حول معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في سياق مقارنته بمعاجم عالمية بحضور أعلام في الصناعة المعجمية الغربية والعربية.
تجدر الإشارة إلى أن المركز العربي للأبحاث أطلق مشروع المعجم في 25 مايو/أيار 2013، ومنذ ذلك التاريخ والعمل جار، حيث وضعت أساسات المعجم العلمية والمنهجية والتقنية، لتعبيد الطريق أمام الخبراء لبناء أول معجم تاريخي للغة العربية وفتح آفاق جديدة وواعدة لصناعة معجمية عربية متطورة.
ويأمل القائمون على المشروع أن يربط المعجم حاضر الأمة بماضيها، ويسد فراغا في تاريخ لغتها، ويمكن الأجيال المتعاقبة من فهم تراثها الفكري والعلمي والحضاري. وبناء معجم بهذا الحجم وهذه المواصفات والإمكانيات يعني من جملة ما يعنيه بناء ذاكرة أمة لغويا وفكريا.
المصدر : الجزيرة