لغةُ الدين عندنا العربيَّهْ
و لدينا لغاتنا الوطنيَّهْ
و لدينا ثقافةٌ و تراثٌ
و لدينا عاداتُنا الماليَّهْ
و لدينا -نعم- مفاخرُ شتَّى
صنعتْها عصورُنا الذهبيَّهْ
لغةُ الضاد كم تفيضُ جمالا!!
في جمالٍ حروفُها الأَبْجَديّهْ
تتزيّى كنايةً و مجازًا
و كذاكَ اسْتعارةً مكنيَّهْ
لغةٌ سادتِ البلادَ قرونًا
تركتْها في كاملِ الحرِّيَّهْ
ملأتْها حضارةً و رُقِيًّا
و بهذا أقرَّتِ البَشَريّهْ
لغةٌ لاجْتثاثها تتداعى
حركاتٌ و كلها قوميَّهْ
دعمتْها على انتشارِ رؤاها
قنواتٌ مسموعةٌ مرئِيَّهْ
و جِهاتٌ تشدُّ أزرَ جِهاتٍ
مُفسداتٍ يقالُ تجديديَّهْ
دفعتْ غاليًّا لها و نفيسا
لِرؤوسِ الفسادِ أو جمعيَّهْ
خدعتْها بمنظرٍ و خطابٍ
بَهَرَتْها أشكالُها السطحيَّهْ
أنا في الحرْب لم أخفْ طعناتٍ
خلفَ ظهري أو طلقةَ المِدْفعيَّهْ
أنا أخشى تقهقُرًا لِورائي
أتمنَّى سعادةً أبديَّهْ
لغةً زادني ائتلافُ عِداها
جَلَدًا بلْ و قوَّةً نفسيَّهْ
أبدَ الدَّهر عنكِ لن أتخلَّى
و دِمَائي إليكِ أَغْنى هَدِيَّهْ
زمنُ الصمتِ مرَّ ما لكِ خجلى؟
يا ابنةَ العمِّ لم تَعودي صَبيَّهْ
أسمعيني رخيمَ صوتكِ إني
لا أريدُ الرسائلَ النصِّيَّهْ
و اطبعيني على جبينِكِ نصًّا
أتحاشى الجرائدَ اليوميَّهْ
لغةَ الضاد هل وعيتِ حسابي؟
فحسابي بالهِجرةِ النبويَّهْ
و وفائي لنهجِ أحمدَ طه
و وَلائي للأُسرةِ الهاشميَّهْ
طرِبتْ لي و زغردتْ و تغنَّتْ
مريمٌ بل و زينبٌ و رُقيَّهْ
لِفداهنَّ قد قضيتُ حياتي
و كتبتُ القصائدَ الشعريَّهْ
و رفعتُ البلادَ قدْرًا و شأنا
فتحلَّتْ بألف ألف مزيَّهْ
و لبستُ العلى مُذَهَّبَ تاجٍ
و الندى مثلَ ساعةٍ يدويَّهْ
و لواءُ البيان رفرف فوقي
و أتتْني بنفسها العبقريّهْ
بلغتْ بِي المدى قصائدُ شعري
منحتْني الشهادةَ الجنسيَّهْ
و نوادي البلادِ قيلٌ و قالٌ
و أنا وجْبَةُ البيوتِ الشهيَّةْ
فأنا في السماء لستُ غريبا
و أنا لي أُصوليَ الأرضيَّةْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر المالي
عبد الله محمد درامي
التأريخ:١٨/ديسمبر/٢٠١٨م