دون الكاتب محمد الأمين ولد أحظانا:
لم تكن لتفوت الشاعر الموريتاني الكبير أحمدو بن عبد القادر لقطة ربما فاتت الكثيرين من أبناء لغة الضاد، وهي وقوف وزيرة خارجية النمسا على أعلى منبر كوني لتلقي خطابا باللغة العربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة (2018 ). دلالة الحدث تغني عن مضمونه. لم اختارت [بنت جرمان] كما سماها الشاعر وهو يعلق على الحدث المدهش، هذه اللغة؟رغم أن من أبناء هذه اللغة يلقون خطاباتهم بلغات &أعجمية& على نفس المنبر.
لقد سجن الشاعر أكثر من مرة وهو ينافح عن ترسيم اللغة العربية في موريتانيا، وهو اليوم يرى أبناء بلده يتباهون بتدريس المواد العلمية باللغات الأجنبية، ويسمع أبناء لغة الضاد وهم يتفننون في تدنيس قواعدها،وخفض مرفوعها بعد نصبه.
لقد أنفق أحمدو زهرة عمره في الدفاع عن هذه اللغة التي يرى أبناءها اليوم يجأرون بهجرانها، ويصعرون لها خدودهم جهلا وإنكارا.. في المقطوعة التي أنجبتها تلك اللحظة؛ لحظة وقوف وزيرة خارجية النمسا لإلقاء خطابها بلغة الضاد؛ جواب وانطباع وموقف لا يخطئه المتبصر!.)
هي الضاد: / شعر: أحمد ولد عبد القادر
1- هَنِيئًا لِشَمْسِ الضَّادِ أنْ تُرْضِعَ الْعِلْمَا وَقَدْ خَلــــــَّدَتْ نُورَ الْبَيَانِ لَهَا وَسْمَا
2- عَجَائِبُهَا سِحْرُ الْجَمَالِ وَوَحْيُــــــــــهُ يُطَرِّزُهَا لَـــــــحْنًا وَيَنْسِجُهَا نَغْمـــــا
3- عَلَى مِنْبَرِ الدُّنْيَا تَلَالَتْ بُرُوقُهَـــــــــأ وَأطْرَبَتْ الأكْوانَ أصْدَاؤُهَا الْعُظْمَى
4- لَئِنْ عَانَقَتْهَا [بِنْتُ جُرْمَانَ] وَانْتَشَت وَهَامَتْ بِهَا حُبًّا فَمَا جَنَحَتْ ظُلْمَــــا
5- رَأتْ جَبَرُوتَ الْحُسْنِ يَبْرِى حُرُوفَهَا بَوَارِقَ عِزٍّ لاَ تَتِيهُ ولاَ تَعْـــــــــَمــى
6- تُشَعْشِعُ فِي الآمَادِ أبْهَى مَجَــــــــرَّةٍ تُسَابِقُ سَيْرَ الدَّهْرِ مُــــذْ بَزَغَتْ قِدْمَا
7- فَمَابَالُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ بَعْضِ أهْلِهَا تَصَدَّوْا لَهَا جَهْلاً وَظَنُّوا بِهَا سقْمَــا؟!
8- لَقَدْ هَــجَرُوهَا ضَلَّـــــةً وَتَــــــنَكَّرُوا لِطَلْـــعَتِهَا الْغَرَّا فَكَانُوا لَهَا خَصْمَــــا
9- وَلاَ ضَيْرَ أنْ يَشْقَى طَرِيدُ حَضَارَةٍ لَهُ مِنْ صَرِيحِ الزَّيْفِ مَا يُوجِبُ الذّمَّا
10- وَتَبْقَى عَلَى الأيَّامِ مَعْـــــلَمَةُ الْهُدَى وَجَوْهَرَةُ التَّارِيخِ وَالْفَلَكَ الأسْمَـــــــى
11- هِيَ الضَّادُ وَالْفُرْقَانُ أصْدَقُ شَاهِدٍ بِمَـا عَظُمَتْ شَأنًا وَمَا وَسِعَتْ عِلْــــما.
20/أكتوبر/2018م