منشورنا السابق الذي يستهدف إحياء ذكريات المحظرة وأمجادها؛ كان سببا في فتح نقاشات جانبية حول "المصطلح المحظري" الخاص بكل جهة من جهات الوطن.. وخصوصا جهتي الشرق والجنوب.
كنت أظن أن "الثقافة النواكشوطية" قد قضت على معظم تلك الاختلافات؛ بعد دخول الجميع في "مطحنة نواكشوط الكبرى".. ولكن اتضح أن كثيرين ما زالوا يستغربون المصطلحات التي لم يتعلموها في محاظرهم.
ذلك الحوار استدعى إلى الذهن نماذج من تلك المتقابلات، بدءاً من: تدمكي/ تكمكي.. المرابط / طالبنا.. صورات طايبين / صورات طايبات.. الدواية / السمغة.. الغسلة / الدريسة.. وصولا إلى تسمية الأثمان والأحزاب: (فما كان جواب قومه / قل الحمد لله..) مثلا.. ثم هدية المرابط: لربعة/ لربعية.. وأخيرا الحدث الأعظم في العام الدراسي: قرود / خرود!!
والآن يمكنني أن أن أتمثل في الذاكرة ذلك الشعور الذي كان يستفزنا للغاية، حين نخالط تلاميذ من "جهة مختلفة" يحملون ثقافتهم "الغريبة" في تسمية الأثمان والأحزاب مثلا.. كأنما نريد أن نصرخ: يا للهول! ما هذه الغزو الفكري والثقافي الخطير؟!
