ليعش بخير جيل ثمانينيات القرن العشرين، الذي أخذ الأسس والقواعد على ضوء الحطب حينا، وعلى الشموع أحيانا أخرى..!
لقد زامَن أصدقائي اللّوحَ وتراتيله في كنف كل شيخ وقور، والمدرسةَ العمومية وواجباتها بتوجيه المعلم الناصح الأمين، لم يكن لدى الطفولة يومها من وسائل الاتصال سوى التلفزة وما تبث من مسلسلات ترفيهية وتهذيبية مرت بكبار التربويين والمحررين قبل النشر والتوزيع.
وعن نفسي، مازلتُ أذكر أسطرَ بدايات بعض "الأثمان القرآنية" لما لقيت فيها من عناء جميل، وتحيط بي لقطات تصويب مدرس "الإنشاء والخطابة" بحبره الأحمر وخطه المشرقي الزاهي، أستظهر صمت زملاء القسم، وتنافسهم على حل التمارين الرياضية، وسباقهم نحو إحراز الصدارة ضمن الخمسة الأوائل المتفوفين..!
لقد كان رعيلا من المراهقين الأبرياء.. وربما آخر جيل عاش بساطة المدينة والريف..!
وحين أهم بتسجيل بعض محامده؛ أدرك جيدا أن "نصوصا وفصولا" غابت عن ذاكرتي؛ لكن عناوينها كانت بعيدة بعد المشرقين عما يطالعنا في الإعلام الجديد من تحولات اجتماعية غير تقليدية!