المجهر نيوز
عن دائرة الثقافة بالشارقة، صدرت مجموعة شعرية جديدة حملت عنوان: (عكاز الريح)، للشاعر والإعلامي محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، تضم المجموعة بين دفتيها 32 نصاً شعرياً توزعت بين التفعيلة والقصيدة العمودية.
والقصائد التي احتواها الديوان هي: «بكائية الغيم، سادن في الأساطير، شارع في موطن الروح، شمعة في الريح، الأقنعة، عكاز الريح، كسرتين من الأوهام، قارب الغيم، ثلاثون فصلا من القهر، المتشظي على الطرقات، دمعة الكبرياء، تجلّى الغيم، النساء، نقطة في أقاصي المحيط، ولست بعيدا، المجنون بالبحر..» وغير ذلك من القصائد.
وإن المتتبع لتجربة البريكي يلاحظ الأثر الكبير في الرؤية الشعرية بالتفجير اللغوي والصوت الشعري الذي ينبثق مما يعتمل في الذات الشاعرة ومن الأسئلة الموشحة بالأحتراق، فالخطاب الشعري في هذا العمل الشعري لا يبتعد عن الهم الجمعي وتشظيات الروح وأحلامها وبوحها من خلال التقاطات ومشاهدات الشاعر لما اختزن في مخيلته الخصبة وصياغة لتلك المعاني العميقة تجاه الأشياء والعمل على أسطرتها بحسّ وإحساس ينبع من التصور لمعنى الحياة والإنسان والعشق المتقد في خلايا الشاعر، وكذلك ما تحمله تلك القصائد من عمق في الدلالة والمعاني والرموز الكثيرة في نهره الشعري الدفاق.
والشاعر محمد البريكي يعد من الشعراء الذين لهم بصمات واضحة في القصيدة العربية سواء الفصحى والشعبية أو الدراجة، فهو شاعر مشتعل بجمرة اللغة وجمرة الشعر المتوهجة، نراه عازفا أكثر اتقانا حين يمسك بوتر الحرف الذي يسحرك بموسيقاه التي تشنف الآذان بتجلياتها، شاعر يسافر بك مع أحلامه التي يرسمها بمفرداته ليمضي بنا مع رحلة الروح التي عايشت تفاصيل البحر والصحراء، يتنقل من غصن إلى غصن كطير يترك على أغصان القلوب شذى موسيقاه الروحانية.
ومن أجواء الديوان نقرأ: (عنيدٌ أنا مثلُ النهارات إنّما/ إذا ما تجلّت فالقصيدةُ مقصَدُ/ فلي وقفةُ الأهرامِ في كلِّ خفقةٍ / ولي في ابتهالاتِ المشاعرِ مسجدُ/ ولي عزّةُ الطاووس تمشي مواجدي/ خفافاً وهذا الماءُ للحرفِ مشهَدُ/ ولي مصر والنيلُ العظيمُ ولي ولي/ ولي في صدورٍ تحفظُ الودَّ معبَدُ/ ولي في هواها مثلُ ما لكَ سيّدي/ ولكنّني لن أجعلَ الماءَ يجمُدُ).
جدير بالذكر أن محمد البريكي يعد من الأصوات الشعرية البارزة في المشهد الخليجي والعربي، وقد صدر له في مجال الشعر الفصيح (بيت آيل للسقوط ) و(بدأت مع البحر )، وفي الشعر النبطي (همس الخلود)، و(سكون العاصفة)، و(ساحة رقص) و(زايد) بالإضافة إلى عدة كتب منها (على الطاولة) دراسات و(الشارقة غواية الحب الأبدي) و(بيوت الشعر.. مشاهد وإضاءات) والعديد من الكتب التي أعدها ضمن إصدارات بيت الشعر في الشارقة. وقد ترجمت بعض قصائده الشعرية إلى عدة لغات منها الفرنسية والإسبانية، قامت بترجمتها الشاعرة والمترجمة المغربية عزيزة رحموني، والمترجمة التونسية هاجر كافي والمترجمة المصرية الدكتورة منار حسن فتح الباب.