بسم الله الرحمن الرحيم
استيقظتُ هذا الصباح
على مصاب جلل
في خبر على مجموعة وتسابية
و لا يعرف الوتساب أنه دق
مسمارا في قلبي
إنه رحيل الخال و الوالد
أحمد بن الحافظ بن أبنو
رحمه الله و غفر له
و لآبائه و أمهاته و عامة المسلمين
كلمات متهدلة
صُروف الليالي حاسِراتُ العمائمِ
و سَيفُ المنايا خلفَ شَهمٍ وعالِمِ
يَبيتُ على أقدامِهِ مُتوَثِّبا
يَحنُّ إلى بَترِ العُلا و العزائمِ
كأنّ له دَينًا على كُلِّ فاضلٍ
و أنَّ لهُ ثأرا بمَوروثِ حاتِمِ
فتحتُ عُيوني بعد صُبحٍ وليتني
كففتُ جُفوني عن حديث ابن آدمِ
أَيُخبرني هذا الصباحُ بهاتِفي
بزلزلة الأركانٍ ، هدِّ المَعالمِ
بأن يَمين الخالِ وَلَّت و أنني
رمتني سِهامُ الحادثات بصارمِ
أما كان خالي باسم الثغر واقفا
يوزِّعُ بالأخلاقِ دِفقَ المَكارمِ
فتى تَندغٍ في البشر والنور والندى
و بثِّ المعالي و ابتكار الكَرائمِ
فتاها إذا نادت لأيِّ عظيمةٍ
و أسرعها بذلا و بشرا بقادمِ
فتى حِلّةِ الأجواد كفِّ يَمينها
إذا حُرِّكت بالجود نحو السلالمِ
—-
أأحمدُ لا شُلت يَمينٌ مددتَها
على ضِفّتيْ نَهرٍ ضَحوكٍ و حالمِ
أحمدُ لا غابت بيوتٌ فتحتَها
و لم يكُ بابٌ بينها غيرَ باسِمِ
أحمدُ ما غابت جيوبٌ ملأتَها
سُرورا فهشت بابتسامِ الدراهم
عطاياكَ لم يَنطق بها غيرُ صَحْبها
و تَكرارُها بثَّ الندى بالنمائم
رَكائبُ أقوامٍ إليكَ توجّهت
و عادت بأحمالٍ فأنتَ ابنُ فاطِمِ
سليلةِ بيَّاهٍ ، هنالكَ سجدةٌ
بها يَسلكُ الأجوادُ خطوَ الغمائمِ
جدودُكَ آباءُ المعالي تصدروا
فكانوا لنا أقطاب أُسِّ الدعائم
أأحمدُ كفّي ما تزال برجفةٍ
إذا مخرت في مدحك المتلاطمِ
و ما كان في ظني فراقُكَ بعدما
فقدتُ لذيذَ الأمهاتِ و داعمي
و لكنها الدنيا سرابٌ لباسُها
و بسمتُها في ثغر جَهلٍ و ظالمِ
——
إلى الله بين الخُطبتين توجهت
أكُفُّ دُعاءٍ من مريضٍ و سالمِ
تُريد لكَ الحُسنى و جناتِ عدنها
و رفقةَ آباءٍ كرامٍ خُضارمِ
و تسألُ للأبناءِ حفظَ مَكانةٍ
بأعلى مُقامٍ في جبينِ العواصمِ
أأحمدُ إني قد شَهدتُ شَهادةً
بها خلعتْ نفسي رِداءَ التمائم
شهدتُ بأن الله حيٌّ و أننا
بيوتُ رحيلٍ في انتظارِ القوائم
يودِّعُ هذا نِصفَ قلبٍ و نصفُهُ
سيَلحقُه في لهفةٍ غيرَ نادمِ
يُلاحقنا موتٌ تَبيتُ نصالُه
بأحنائنا تَلتفُّ بين الجوازِمِ
سلامٌ على وَجهٍ به كنتَ قِبلةً
تَعزُّ على أحفادِ مَعنٍ و عاصمِ
سأهمِسُ أني ما عرفتُ رحيلكم
لصدري بعيدا عن بُكاء الأعاجمِ
صلاةٌ على مَن عاش للصبر أُسوةً
فأخرجنا من حالكات القواصمِ
إبراهيم/محمد أحمد (الأندلسي)