الأندلسي يرثي فقيد المجتمع والوطن بـ"كلمات متهدلة"

جمعة, 09/13/2019 - 22:20

بسم الله الرحمن الرحيم

استيقظتُ هذا الصباح
على مصاب جلل 
في خبر على مجموعة وتسابية
و لا يعرف الوتساب أنه دق
مسمارا في قلبي 
إنه رحيل الخال و الوالد
أحمد بن الحافظ بن أبنو
رحمه الله و غفر له
و لآبائه و أمهاته و عامة المسلمين

كلمات متهدلة

صُروف الليالي حاسِراتُ العمائمِ
و سَيفُ المنايا خلفَ شَهمٍ وعالِمِ

يَبيتُ      على     أقدامِهِ    مُتوَثِّبا
يَحنُّ إلى   بَترِ    العُلا   و العزائمِ

كأنّ   له دَينًا   على   كُلِّ   فاضلٍ
و   أنَّ   لهُ   ثأرا   بمَوروثِ  حاتِمِ

فتحتُ عُيوني بعد صُبحٍ  وليتني
كففتُ جُفوني عن حديث ابن آدمِ

أَيُخبرني   هذا   الصباحُ   بهاتِفي
بزلزلة   الأركانٍ  ،  هدِّ    المَعالمِ

 بأن   يَمين   الخالِ   وَلَّت  و أنني
رمتني سِهامُ  الحادثات  بصارمِ

أما كان خالي باسم الثغر واقفا
يوزِّعُ  بالأخلاقِ   دِفقَ   المَكارمِ

فتى تَندغٍ في البشر والنور والندى
و بثِّ  المعالي  و ابتكار  الكَرائمِ

فتاها  إذا  نادت   لأيِّ    عظيمةٍ
و أسرعها   بذلا  و بشرا  بقادمِ

فتى  حِلّةِ  الأجواد  كفِّ  يَمينها
إذا حُرِّكت بالجود نحو السلالمِ
—-
أأحمدُ لا شُلت  يَمينٌ  مددتَها
على ضِفّتيْ نَهرٍ ضَحوكٍ و حالمِ

أحمدُ لا غابت بيوتٌ  فتحتَها
و لم يكُ بابٌ بينها غيرَ باسِمِ

أحمدُ ما غابت جيوبٌ ملأتَها
سُرورا فهشت بابتسامِ الدراهم

عطاياكَ لم يَنطق بها غيرُ صَحْبها
و تَكرارُها   بثَّ   الندى    بالنمائم

رَكائبُ    أقوامٍ    إليكَ    توجّهت
و عادت بأحمالٍ فأنتَ ابنُ فاطِمِ

سليلةِ     بيَّاهٍ ،   هنالكَ   سجدةٌ
بها يَسلكُ الأجوادُ خطوَ الغمائمِ

جدودُكَ آباءُ المعالي تصدروا
فكانوا لنا أقطاب أُسِّ الدعائم

أأحمدُ كفّي   ما  تزال  برجفةٍ
إذا مخرت في مدحك المتلاطمِ

و ما كان في ظني فراقُكَ بعدما
فقدتُ  لذيذَ الأمهاتِ و داعمي

و لكنها  الدنيا  سرابٌ  لباسُها
و بسمتُها في ثغر جَهلٍ و ظالمِ
——
إلى الله بين الخُطبتين توجهت
أكُفُّ دُعاءٍ من مريضٍ  و سالمِ

تُريد لكَ الحُسنى و جناتِ عدنها
و     رفقةَ    آباءٍ   كرامٍ     خُضارمِ

و تسألُ    للأبناءِ    حفظَ   مَكانةٍ
بأعلى مُقامٍ في جبينِ العواصمِ

أأحمدُ إني قد شَهدتُ شَهادةً
بها خلعتْ نفسي رِداءَ التمائم

شهدتُ   بأن الله   حيٌّ     و أننا
بيوتُ رحيلٍ في انتظارِ القوائم

يودِّعُ هذا نِصفَ قلبٍ و  نصفُهُ
سيَلحقُه  في    لهفةٍ   غيرَ  نادمِ

يُلاحقنا    موتٌ   تَبيتُ   نصالُه
بأحنائنا    تَلتفُّ  بين  الجوازِمِ

سلامٌ  على   وَجهٍ   به كنتَ  قِبلةً
تَعزُّ  على   أحفادِ  مَعنٍ  و عاصمِ

سأهمِسُ أني ما عرفتُ رحيلكم
لصدري بعيدا عن بُكاء الأعاجمِ

صلاةٌ على مَن عاش للصبر أُسوةً
فأخرجنا   من  حالكات  القواصمِ

إبراهيم/محمد أحمد (الأندلسي)