الدكتورة المُكْتَشِفَة مُنَى بنت الحضرمي: حين يُقَزِّمُ الوطنُ عمالقَتَه

سبت, 09/14/2019 - 01:02

 

منى الحضرمي Mouna Hadrami إحدى المفاخر الوطنية القليلة في مجال الاكتشاف والبحث العلمي، حيث سُجِّلَت اكتشافاتُها في موسوعة الاكتشافات الوراثية العالمية حين اكتشفت الطفرة (c.166 A>C, GJA8) المسؤولة عن العمى الوراثي الذي يؤرق البحثُ عن علاجه الأطباء في بقاع العالم حتى الآن، وينتشر لدى سكان قرية من وطننا العزيز، تسمى قرية "دالي گمبا" تقع في شرق البلاد على بعد مائة كلم، شرقي تمبدغه ، وقد أجرت الباحثة عملها التجريبي بالمعهد الفرنسي لطب العيون في باريس ، وذلك في إطار دراستها الجامعية (مرحلة دكتورا) وبكلية العلوم والتقنيات بجامعة انواكشوط العصرية
وقد تم نشر هذا البحث في مجلة عالمية ( المجلة الأوربية لطب العيون: Europeen journal of ophtalmology ) .
وهو موضوع دكتورا الباحثة منى التي تم نقاشها يوم 25 ديسمبر بكلية العلوم و التكنولوجيا بجامعة انواكشوط العصرية ونالت عليها درجة مشرف جدا.

قرية العميان دالي كمبة في موريتانيا

و يتوقع أن يسهم اكتشاف هذه الطفرة المذكورة في تيسير علاج هذا المرض الوراثي العضال، الذي يعيق التمتع بسعادة الحياة لدى مجموعات بشرية تعيش في أنحاء العالم ، منها إحدى قُرى الوطن الحبيب، وقد بشرت بإمكان علاجه في سن مبكرة، وهو علاج بسيط التكاليف.
المدهش حقا هو تقزيم الوطن ومؤسساته لهذه الطاقة العلمية النادرة، في حين يتصل بها الآخرون من أوروبا وآمريكا، ويزورونها في المنزل، ويتقدمون بعروض عديدة، لكنها ظلت تفضل البقاء في أرض الوطن، على دفع فواتير الغربة، غير أنها الآن أصبحت تحس بمضض كبير من تعامل الدولة معها.
* كيف تعاملت معها الدولة بعد هذا الاكتشاف الرائد عالميا:
١ - استقبِلت في القصر الرئاسي من قبل أحد مستشاري الرئيس السابق، فأمطرها بالثناء على على جهدها، لكن هذا الثناء لم يتجسد في أي اعتبار ملموس مادي ولا معنوي.
٢ - استقبلها وزير الصحة السابق، فأمطرها بالثناء على على جهدها، لكن هذا الثناء لم يتجسد في أي اعتبار ملموس مادي ولا معنوي.
٣- حين قدمت بحثها العالمي هذا للترشيح لجائزة شنقيط، رفض مجلس الجائزة ترشيحه باعتبار، أن الجائزة لا تترشح لها الأعمال المنجزة في إطارٍ دراسي مهما كانت جودتها وفرادتُها.
*- كيف تعامل معها الآخرون؟:
١- أثناء بحثها فتح لها المعهد الفرنسي لطب العيون في باريس ذراعيه، ونظم لها زيارات علمية عديدة إلى فرنسا، ووضع مخابره تحت تصرفها، وسهّل لها الولوج إلى مراكز البحث العلمي هناك.
٢ - بما أنها تفضل البقاء في وطنها، فقد فتح لها الفرنسيون آلية للتعاون البحثي، حيث تنجز البحوث لصالحهم بشكل مستمر، وينشرون أبحاثها في دورياتهم ومجلاتهم العلمية.
٣ - زارتها في المنزل بعثة بلجيكية، من ضمنها فريق تابع للتلفزيون البلجيكي أجرى معها مقابلة حول هذا الاكتشاف.
٤ - استجلب اكتشافُها بعضَ الباحثين الآمريكيين منهم باحث اجتماعي اتخذ عريشا في قرية "دالي كمبا" التي كانت ميدان بحث علمي للدكتورة منى.
* العجيب حقا هو أن تضن الدكتورة منى بنفسها على غير هذا الوطن، فيجازيها بالإهمال والصَّد، وهو الوطن المحتاج لمثلها أيما احتياج، سواء كان ذلك في إطار البحث العلمي داخل الجامعة، أو في المعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية...أوغير ذلك.
الباحثون والمكتشفون عملة نادرة في هذا العالم يتسابق إليها، والعار كل العار أن نجد مثل الدكتورة منى يعاني البطالة في بلده، فتلك رسالة بالغة السوء إلى كل الأجيال المهتمة بالعلم الذي هو الوسيلة الوحيدة للصعود بهذا الوطن.
هي مناسبة لمخاطبة فخامة رئيس الجمهورية ، ومعالي الوزير الأول والحكومة الموريتانية.....: بالله عليكم أنقذوا هذا الوطن من تقزيم عمالقته.

من صفحة الأستاذ الولي طه