الدهماء ريم
أعددتُ ملخصات في مرات سابقة ملخصات مترجمة للغة العربية، عن روايتين سرديتين، من ضمن ثلاث روايات عن الحقبة الاستعمارية في موريتانيا وواقع التعايش معها اذ ذاك، لثلاث شخصيات مختفة، " نِصْرانِ" ، "بيظانيه"، " بولاري"، بقلم المؤلفة وخبيرة الأنثروبولوجيا " Sophie Caratini ، صوفي كاراتيني".. والكتب هي: "ابنة الصياد".. " La Fille du chasseur " الصادر (2011م) الثاني من حيث ترتيب النشر، وكان على لسان فرد من مجتمع البظان، ثم الكتاب الثالث، وهو رؤية جندي من وحدة الرماة السود، موريتاني بولاري، بعنوان " الدوائر السبع، ملحمة سوداء".." Les sept cercles, Une odyssée noire " و صدر سنة (2015م). ،..
في حين كان كتابها الأول من حيث الترتيب: "الحدود الأخيرة للإمبراطورية، تربية صحراوية".. " La Dernière Marche de l’empire, une éducation saharienne " وهو رؤية ضابط فرنسي من “الجمَّالة، المهاريست" ألقت به المغامرة الاستعمارية في صحراء موريتانيا من 1933-1935م. ضمن آخر وحدة من"المهاريست" تم إنشاؤها في شمال موريتانيا لإخضاع آخر معاقل التمرد القبلي علي فرنسا وإكمال الفتح الصحراوي.
الكتاب من فئة الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وصدر سنة (2009م) باللغة الفرنسية في 381 صفحة، نشرته مطابع L’Harmattan,٬ قبل الكتابين السابقين.
وكما في المرات السابقة سأحاول بإذن الله نشر ملخصات مضغوطة عن الرواية،.. لنطلع سويا على بعض تفاصيلها، علمًا أنها أقل ثراء من حيث الأحداث،.. فهي أقرب إلى سجل يوميات وانطباعات شخصية لشاب فرنسي، عن بيئة مغايرة لبيئته وجنس بشري مختلف عن جنسه وعقيدة لا تتقاطع في كثير مع معتقداته.. مع الأخذ في الاعتبار ضيق المساحة الزمنية التي تواجد فيها الضابط على الأراضي الموريتانية (3 سنوات) بالمقارنة مع ابنة الصياد، والرامي البولاري (تجربة عُمْر)،.. إضافة الى كونه المُؤثِّر وليس المؤثَّر فيه، وبالتالي انطباعه يُعبِّر عن فعل استعماري، وليس معاناة من مكابدة آلام ومشقات الاستعمار كما ورد في الروايتين السابقين.
وعلى نمطهما يستعير الراوي العسكري قلم خبيرة الأنثروبولوجيا ليسجل انطباعاته وتفاصيل حياته، خلال فترة خدمته في بلادنا، طبعا أكرر أن هذه الكتب أقرب للاستقصاء الإنساني الاجتماعي منها للتاريخ، وسأتجنب نشر كل ما قد يثير الحساسيات، أو يوقظ نائما من الروايات الشفهية للنزاعات البينية،..
الكتاب وقعت أحداثه في الشمال الموريتاني بين عامي 1933م و1935م،.. يدور حول المآثر العسكرية الفرنسية، وحول "الفتح الاستعماري الملحمي للصحراء"،.. يسرد بإسهاب الواقع اليومي للاحتلال والعلاقات الانسانية بين المستعمِر والمستعمَر. وحقيقة الحياة في حيز غير مهم للفرنسيين، في الشمال الموريتاني المتطرف بيئيا.
هذا الكتاب، حصلتُ عليه بواسطة أخي وصديقي الباحث الفذ محمدن أحمد سالم، استعاره من مُعْتَصَمٍ لنَفائس الكتب يملكه أستاذي الجليل احمد محمود محمد (جمال)، صاحب الصورة، فلهما منِّي جزيل الشكر والعرفان، وعلى أية حال من يملك فكرة عن أمْسِنا (جمال وأنا) لن يستغربَ إن حصلتُ على كتاب من مكتبته، فلم أفعل سوى احياء تقليد قد سبقني إليه اسلافي.