تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للشعر العربي، مساء أمس الخميس، بحضور سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة.
الشارقة 24:
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للشعر العربي، مساء الخميس، بحضور سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، والدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة المصرية لقصور الثقافة، ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، ونخبة من الشعراء والنقاد والفنانين.
قدم حفل الافتتاح، الشاعر حسن عامر منسق أنشطة بيت الشعر بالأقصر، بينما رحب الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر، بضيوف الأقصر من الشعراء والنقاد ووفد دائرة الثقافة بالشارقة، متحدثاً بعد ذلك عن منجزات بيت الشعر ومسيرته، منذ أن بدأ بمبادرة كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة.
من جانبه، ثمن الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة المصرية لقصور الثقافة، في كلمة نيابة عن وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، الدور الذي يقوم به بيت الشعر بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة، في خلق مناخ ثقافي للجميع، ودعم الشعراء والمبدعين، وأوضح أن جميع قصور الثقافة في محافظات مصر، مفتوحة لأنشطة بيت الشعر عرفاناً لإسهامه الفاعل في تنشيط الساحة الثقافية في الجمهورية، مشيداً بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة، التي تنتشر في عموم مصر والعالم العربي.
بدوره، أكد اللواء عماد أبو العزايم سكرتير عام مساعد محافظ الأقصر في كلمته، أهمية الشعر والكتابة في حياة الأمم، وأضاف أن الآداب هي جسر التواصل بين الشعوب وركنها الحميم، وتابع لقد أصبحت الأقصر ملتقى ثقافياً دائماً، تفد إليه الجموع الثقافية من كل الأقاليم المصرية، معرباً عن سعادته بهذا الحراك الثقافي، مقدماً شكره الجزيل للشارقة لاختيار الأقصر مقراً لبيت الشعر في مصر.
ثم استمع الجمهور بعد ذلك، إلى الأمسية الشعرية التي شارك فيها الشعراء: أحمد سويلم، وأحمد نناوي، وأشرف قاسم، وشيرين العدوي، ومحمد عرب صالح.
بعد ذلك تم تكريم الشعراء المشاركين في الأمسية، وثلاثة من جمهور بيت الشعر الذين واظبوا على الحضور طوال العام الفائت، وهم: جمال علي، والشاعر عبد الرسول عبد الحاكم، والإعلامية أسماء مناع.
ثم اختتمت فعاليات الحفل، بفقرة فنية من الأغاني المصرية التراثية، قدمها الفنان الكبير أحمد إسماعيل.
هذا وقرأ الشاعر أحمد نناوي، قصيدة بعنوان "صلاة في محراب الحب"، حيث جاء فيها:
لوْ أمعــنَ الإنسَــانُ في إنسَـانـِــهِ
لرأى جميـعَ الـخلقِ في وجدانِــهِ
ورأى جمالَ الكونِ فيمَا حَوْلَهُ
وَتَأمَّـلَ العصفُورَ.. في طيرانــهِ
تحلو حياةُ الناسِ إنْ هُمْ آمنوا
ألَّا أخًــا يَـعْلُــــــو على إخـــوانِــــــــهِ
لا شيءَ يمنَحُنَا الحياةَ كبَسْمَـةٍ
يُهْدَي بـها شخصٌ إلى أقرانِـــهِ
وَكَواحَــةٍ خضــراءَ تُلْهِـمُ شاعـراً
يَتْلُـو قصَــائِـدَهُ.. بكلِّ كيـانِـــهِ
وَكَلَحْـنِ أغنيـــةٍ على إيقـــــاعِــــــــهِ
يَتَجَــرَّدُ الإنسَــــانُ مِنْ أحـــزانِــــــهِ
وَكَحِكْمَةٍ لَقِيَتْ صَدًى في نفسِـهِ
ليَصِــيرَ منتصـرًا على شيطـــانِــــــهِ
لولا اختلافُ النَّاسِ في أحوالهِمْ
لانشَقَّ هذا الكَــوْنُ عَـنْ دورانِـــــهِ!
أما الشاعر محمد عرب صالح فقرأ :
قَلْبِي الْبَراحُ وعَيْنَاكِ الزَّنازِينُ
والدَّمْعُ يَشْرَحُهُ الزَّيْتُونُ والتِّينُ
يُنْبِيكِ عَنْ لَيْلَةِ السُّهَّادِ
ما سَطَرَتْ عَلَى قُلُوبِ المُحِبِّينَ
السَّكاكِينُ
وعَنْ أَغَانِي الْغَوانِي السُّمْرِ
نَادِلِةٌ
لا تَسْتَريحُ بِمَقْهَاهَا الفَنَاجِينُ
وعَنْ يَتِيمَاتِ هَذا "الْحَيِّ"..
حِينَ أَتَتْ أَعْيادُهُنَّ، ولَمْ تَأْتِ الفَسَاتِينُ
مَدَائِنُ الْحُزْنِ..
والأَهْدَابُ قَائِلَةٌ:
إنَّ الفُؤادَ فَتَىً بالْحُبِّ مَفْتونُ
يا نَوْرَجَ البَيْدَرِ اسْتَعْطَفْتَ سُنْبُلَةً..
تنسى!
ويَذْكُرُها في جُوعِهِ الـطِّـيـنُ!!
فَإنَّ آخِرَ حَصَّادٍ أَحاطَ بِنَا
كانَتْ تُناجِيهِ بِالْأمْسِ البَساتِينُ
لَكِنَّ مِنْجَلَهُ الْجَوْعانَ أَزْعَجَهُ
رَقْصُ الفَراشِ مَتَى غَنَّتْ رَياحِينُ
فَراحَ يَجْتَثُّ أَحْلامَ الحُقولِ كَمَا..
تُجْتَثُّ مِنْ وَجْنَةِ الدُّنْيا "فِلَسْطِينُ"
وقرأ الشاعر أشرف قاسم من قصيدته ريح على شرفة النسيان:
فلْتغلقي الباب خلفي
كلهم رحلوا
في موسم الحزن
رَكْبُ الفرْحِ
يرتحلُ!
مُعَلَّقٌ
كاغترابِ الحلمِ
في وطنٍ يمضي اليتامى به
مِن دون أنْ يصلوا
نمضي
ويتبعُنا في تيهِنا أُفُقٌ
مِن دمعةِ الغيمِ والأوجاعِ
يغتسِلُ!
نُعلِّقُ الحلمَ مصباحًا
فتطفئه ريحٌ
على شرفةِ النسيانِ
تشتعلُ
نمضي،
على شفةِ الأطفالِ
أغنيةٌ
وفي عيونِ الصبايا
ينطفي الأملُ!
نمضي،
وفي دمنا نيرانُ وَحْشتِنا
وفي استعاراتنا للموتِ
مُعتَقَلُ
هذا مَدانا،
لظىً
والحلمُ مُرتَهَنٌ
وفي انحناءاتِنا الأحزانُ
تعتدِلُ
وتتواصل فعاليات المهرجان حتى 17 نوفمبر الجاري، حيث تشمل فعاليات اليوم الثاني في 15 نوفمبر الجاري، على افتتاح المعرض الفني بعنوان "ملتقى الأقصر الرابع للخط العربي"، بمشاركة 25 من فناني الحروفيات والخط العربي، حيث يتم عرض 30 لوحة فنية، ثم أمسية شعرية بمشاركة أحمد عادل، وجابر بسيوني، وشمس المولى، وصلاح اللقاني، وحاتم عبد الهادي، وعلي مصطفى لون، يديرها الشاعر محمد الكرشابي، بعدها يقام حفل فني للفنانين أحمد إسماعيل، وعبد الله جوهر.