عبد السلام ولد حرمه
(تدوينة)
لا جدال في رسوخ هذا الشيخ الجليل فيما حصله اهل الصحراء من معارف جمة وما أجادوه من فنون وما عرفوا به من وفرة التحصيل ودقة الإدراك واستصحاب النصوص واستحضارها، فقد كان من ابرز نابهي تلامذة محظرة الشيخ الأجل لمرابط اباه ولد محمد الامين ومنها تخرج اماما في اللغة والنحو والفقه، وواصل مساره الرباني على عادة شيوخ البلاد وأئمتها، وقد أدركته رحمه الله 2002 في المعهد العالي الدراسات والبحوث الاسلامية يدرس على طريقة مشاييخ البلاد الموسوعيين الموصوفة في كتب مؤرخينا، ( ما اردْ لوح)
ومع الوقار الشديد وخفوت الصوت وملازمة لثام الحياء الذي لازم المروءة عند اسلافه وحافظ هو عليه وزاد مروءة وتواضعا وورعا مع الطرافة الأدبية والعمق المعرفي، وملازمة التدريس والتحصيل اليومي في فصول المعهد وفِي محظرته رحمه الله، والعناية بالكتب ونسخ المخطوطات النادرة، التي اذكر منها نسخة قديمة من طرة العم ولد حمد فال على الألفية بخطه كان يعتمدها في درسه النحوي بدلا من طرة الحسن ولد زين التي اشتهرت في اغلب محاظر البلاد.
كنت من الزاهدين في معالي الأمور والقاعدين عن اقتناص ما توفره ملازمة أمثال هذا الشيخ من فرص لا تعوض، بل كنت قليل التردد عليه في السنوات الاخيرة رغم معرفتي ان كل مجلس معه أفضل من مطالعة اَي كتاب، وتحصيل اَي باب من أبواب المعرفة، حتى طالعتني وفاته هذا المساء المطلي بمرايا الفزع وغبار وباء يمرر نصل مديته الحاد على آلاف الناس بلا رحمة، ويقترب في البحث الخبيث عن ضحايا جدد داخل بلادنا، حفظنا الله منه و جنبها لوثته.
رحم الله شيخنا وأستاذنا الشيخ محمد عبد الله ولد عبد الله واسكنه فسيح جناته
انا لله وانا اليه راجعون