المقامة الإبراهيمية

جمعة, 03/20/2020 - 22:03

 

حكى الحارث بن هميم * قال بينما أنا أضرب الهيم * في غاشية البهيم * في أغشية غشاء ليل بهيم * مدلهم لاشية فيه مهيم * في مهمه لا حاشية له أهيم* مع رفقة ماشية إذ غشيت بهيم * جناب العلامة الفهيم* الشهميم اللهميم * إبراهيم* مروي الهيم * ومشبع المناهيم * سيد الناشية* رقيق الحاشية* ذي المحامد الفاشية* مجدد العلوم المتلاشية* ومعطي الجليلة والحاشية * من الماشية* والدراهيم* فـ(هل أتاك حديث الغاشية)؟ * و(هل أتاك حديث ضيف إبراهيم)؟  *
 
حديث لو أن الميت نوجي ببعضه
لأصبح حيا بعد ما ضمه القبر
 
حديثه أو حديث عنـه يطربني 
هذا إذا غاب أو هذا إذا حضرا
 
حدثْ ولا حرجْ* عنه إذا خرجْ  فرفع الحرجْ * وأمر فأسرجْ * وأبرد فأغرجْ * فأفتل  وأتلجْ * ونعنع  فأرجْ * فمزج ومرجْ * "شرب النزيف ببرد ماء الحشرجْ" * ثم أوقد فأججْ* وشوى فأنضجْ*

(فبات) طهاة القوم ما بين منضج
صفيف شواء أو قدير معجل

و(بات) صحابي يرتمون بلحـمها
وشحم كهداب الدمقس المفتل
 
(في) ليلة راح فيها عازب الوطر
بات الصفاء بها يسطو على الكدر

طابت مجالسنا فيها وخامرنا
خمر السرور على موضونة السرر

إذ بات (حامد) يسقينا على مهل 
أشهى من الراح في أبهى من الدرر
 
كؤوسا من الشاي الشهي شهية
يطيب بها ليل التمام ويقصر

تخير من تجار طنجة شاهها
وخير لها من تلج وهران سكر

قواريرها والشاه فيها يزينها
وقد زينته جوهر فيه جوهر

يعين على الخيرات من بات قانتا
ويسعد في الأسمار من بات يسمر

ولا غرو إن طابت صنــائع ماجد 
كريم فماء العــود من حيث يعصر
 
كأن صغرى وكبرى من فقاقعــها
حصباء در على أرض من الذهب

فلما أسحرنا واستحرنا * أعيدت الإقامة فأقمنا * ونودي بالصلاة فأقمنا* وبالرحيل فقمنا* وقلنا -وليتنا كنا*
 
أقـمنا بها يوما ويومـا وثالثــا 
ويـوم له يوم الترحل خامس :
 
عذولي ويك كن وقتا عذيـري
لوازجر كنت أزجر بالنذير

رأيتك جرت في عـذلي ولومي
فهل لي من ملامك من مجيـر

أما تنفك تلحـاني كملحى
جذور الطلح دابغة الجفيــر

كأنك إذ أمرت مطـاع أمـر
أمير أو بمنزلة الأميــر

أميري من تلوم على هواهــا
وما في العيـر أنت ولا النفيــر

ومن نمت بحبيها دمــوع
بها سقط الوشاة على الخبيــر

ومن قلبي لديها أين ســارت
أسيـر أو بمنـزلة الأسيــر

تكلفه المسير بكل كســــــــب
دواما كالمسير إلى نجيــــــــر

به ترقى إلى خط "الشقــــارى" 
إلى "ترقى" إلى خط "النشير"

كلفـت بها على كبـري وظلم
بحب صغيرة كلف الكبيــر

ولما شـف حب الخــود قلبي
وضاق بما أجمجمه ضميــري

عزمت إلى السرى ليلا إليــها
وقلت لناقتى "يا ناق سيري"

فلما جئـت ليلا دار ليــلى
طلعت كما أتيت على الحصيــر

فأيقظت الفتــاة فبت "ألهــو
إلى الإصباح آثر ذي أثيــر

بآنسة الحديث رضاب فيــها
بعيد النوم كالعنب العصير"

وليس كطبع إبراهيم كــلا
وكل أداة نفي أو نكيــر

فطبع البــدء إبراهيم ينـسي
شجيج الراح بالعذب النمير

ويزري إذ يضوع على النــوادي
بعرف الورد في الروض المطير

ومرأى الروض إذ بكت الغوادي
به فافتر عن زهر نضيــر

وهـب صبا سحيرا أو شمـال
على صفحات ماء صفا صبيـر

فأهل المدح إبراهيم حــقا
بنظم الدر والدر النثيـــر

بكل مقالة كالروض فاحــت
بكل عبارة مثل العبيـــر

قد انسجمت مبانيها ورقــت
معانيها ولانت كالحريـــر

بها يثنى على بر كــريم
قمين بالثناء به جديـــر

تحادث عن محامده النــوادي
ويهديها السمير إلى السميـــر

توقى كل منقصـة وعــار
وأوتي كل منقبة وخيـــر

وأما العلم والتقوى فمـجرى
سوابقه وعامله الجريـــر

فهـدي أبيه ثم أبيه فيــه
وهدي الشيخ سيديَّ الكبيــر

فأما ما له من وصف حمــد
وإحسان ومن خيم فخيــر

فما شاءاه فيه من نقيــب
ولا مثل الفتيل ولا النقيــر

لإنسان الفخار به حيـــــــــاة
كما الحيوان أحياه الدميـــــــري

نزلنا ليلة بحماه فيهـــا
لنا جمع السـرور على السريــر

فكانت وهي تفضل ألف شهــر
فيا عجبا من الليل القصيــر

وكانت في سراري الشهر لكــن
أضـاء لنا سنا قمر منيــر

وكـان معـرس إذ ذاك أنسى
معـرس عروة ببني النضيــر

فلو شهــد المهلهل ما تغنى
"أليلتنا بـذي حسـم أنيــري"

سأشكـركم ولكـن لا يــؤدي
ثنا من حقكم عشـــــر العشيـر

وإلا تلفـني معـكم بـذاتي
فإني من معيـكم النصيــر

عليـكم من خويدمـكم ســـلام 
يطيب كطيــب طبعكم العطيــر.
 

 المختار بن حامدن