عاشت تُلاعبُ هُدبَنا الأحزانُ
ما عاد في أمواجِنا المُرجانُ
قَرْنٌ تغيّبَ في مدافنِ أمّةٍ
حتى بكتهُ الأرضُ و الأركانُ
مَن يدفنُ الأجسادَ من أوقاتِنا
بل كيف يدفنُها لنا الشجعان؟
أعْمارُ هذا الكونِ تَرْجف خيفةً
أفعالُنا يختارُها الشيطانُ
كانت دماءُ الجِنِّ تُسْفكُ قبلنا
و الجنُّ كان مدارَها البُهتانُ
الآن أُغمِسَ فعلُها في قَطرةٍ
من بحرِنا فتثاءبت أشجانُ
المُفسدون تَغيَّرت أسماؤهم
و العابثون دلاؤهم أشطانُ
ماذا سنكتبُ في الصحائف مرّةً
للقادمين و هل لنا أَيمانُ؟
حتى تُرابُ البحرِ لُوِّثَ لونُهُ
فكيف تُسعِفُ شكلَهُ الشُّطآنُ؟
الأرض ماجَت بالغرائب وَيْلها
تهتزُّ في أحضانِها القِطعانُ
—
أين الخليفةُ ؟ قالها قبل الورى
مَلَكٌ و قالَ مقالَهُ الأقرانُ
نبَتَ الفَسادُ و أثمَرتْ أشجارُه
إنسانَنا فتواصلَ المَيَلانُ
والآن نسقطُ في الحضيض كقطرةٍ
مَنبوذةٍ تُلقِي بها الأفرانُ
لا لن يَعودَ لكوننا إنسانُهُ
قد مات في إنسانِهِ الإنسانُ