إعلان

[تَفَاصِيلُ الخَبَر حَـولَ الرِّحلَةِ إلَى مُلتَقَى مَدِينَةِ مُعَسْكَـرْ]

أحد, 05/24/2020 - 18:43

أبوه بلبلاه

 

 

[تَفَاصِيلُ الخَبَر حَـولَ الرِّحلَةِ إلَى مُلتَقَى مَدِينَةِ مُعَسْكَـرْ].

شِـعر المَرحُومِ مُـحَمَّد مخْـتَـار ولد بَـلبلاَّهْ..

................

علّقَ علَى تدوينَةٍ نشرتُـها عن المغفورِ له بإذن اللّه، جمَال، أخِي وزَميلِي حَسْنِي ولد الفَقيه مُنوّهًا بمرثَاةِ جمَال ولد الحَسن لمُحمّدن ولد المُختار ولد حامِدن، تَغَمدهما اللهُ برحمتِه، فقالَ:

[أحسنتم وأفدتم، رحم الله جمال ومحمدن..وقد جمعتني بهما سنة 1987 مشاركة في ملتقى للفكر الإسلامي منظم بولاية معسكر بالجزائر..ولم تكن للمرحوم جمال محاضرة في الملتقى إلا أنه تدخل في إحدى الجلسات معلقا على موضوع يتعلق بحجة الإسلام الغزالي رحمه الله..وبعد تدخله التفت إلي أحد كبار الأساتذة الجزائريين د. عبد الرزاق قسوم (حاليا رئيس جمعية العلماء المسلمين) قائلا: صاحبكم صعب الأمر على كل من سيأتي بعده..

...وعدنا إلى العاصمة (فندق الجزائر) وكان المرحوم جمال منشغل البال بأخبار الأهل فقد كان ينتظر ميلاد ابنته البكر فيما أظن فرحة...إلى أن جاءه الخبر السار...وقد علمت فيما بعد أن والده محمد عبد الله ولد الحسن رحمه علم بميلاد ابنته الدكتورة فرحة أطال الله عمرها في ذات الفندق...]

{انتهَى تعليقُ سعادة المُستشار}.

أخِي الفاضل، حسْنِي الفقيه، أدامَ اللهُ عِزّكَ وعزَّ ذلكَ البيْتِ المَعمُورِ فضَائِلَ وعلمًا وثقافةً وفقهًا، بَيتِ أبيكَ، قُطبِ فُقهاء البلَد الشيخ الفقِيه مُحَمَّد يَخيَى الوَلاَتِي، أريدُ اليومَ أن أتحفَك، بتفَاصيلَ وافِيَةٍ عن مّشَاركتِم في مُلتقى الفكْرِ الإسْلاميِّ المُنظّمِ بمدِينة مُعَسْكَر بالجَزائرِ.

خلّدَ أبِـي ومُعلّمِي الأولُ والآخِرُ، عَـمّي محمّد مختَار ولد بَلبلاَّهْ، رحمهُ اللّه وجَعلَ الجَـنَّةَ مُستَقرَّه ومَثوَاه، هذَا المُلتَقَى، وكانَ مُشارِكًا فيهِ، بقصِيدةٍ وثِيقَةٍ مِن أدَب الرِّحلَةِ فَصّلت مجرى السفَر والمُلتقَى وأهدافَه وأسماءَ المُشارِكين من بلادِنَا وبعضَ الأوراق العلمِيةِ التِي قُدّمت خلالَه...

فهذه مِنّي لكَ، سَعادةَ المُستَشارِ، هدِيَةٌ بمُناسبَة عيدِ الفِطرِ المُبارَكِ، أعادَه العليُّ العَالِي علَى بلادنَا وشعبها وعلى شعُوب الأرضِ كَافّةً بالسّلامةِ والتّأمِين من الكُوفيد-19، مِن شَـرِّه وشَـرَرِه، مِن ضرِّه وضَرَرِه..

آمِينْ..

.......

نصُّ القَصِيدة:

قال مُحمّد مختَار ولد بلبَلاَّهْ، رحمَه اللّه:

• شكَوتُ إلى المُهيمن كلَّ ما بِي...من التّقصيرِ في شأنِ المَتاب

• وسِرتُ لمُلتَقَى ذِكرٍ وفكرٍ...تُنَظِّمهُ الجزائرُ في صِحَابِ

• محمّدُ حامِدُنْ منهُم ومنهمْ...جَمالٌ ذُو الدّراساتِ العِذَابِ

• وحَسْنِي بْنُ الفَقيهِ وثَمَّ قاضٍ...أتَى بَدَلَ النَّدَى عندَ الذّهابِ

• وجاءَ السيّدُ بْنُ ابّاهَ الاوْفَى...ونَجْلُ الحَافظِ الحَبْرِ المُهابِ

• فوافَتنَا الجزَائرُ عُقْبَى لَيْلٍ...بطائِرةٍ تَمَطَّى كالعُقَابِ

• رَكِبْناهَا فَدارَت ثُمّ طارَت...وسَارَت فِي جَهامٍ مِن ضَبابِ

• وبَعدَ ثلاثِ ساعَاتٍ ونِصفٍ...نَزلْنَا بالمَطارِ البُرْكِنَابِي

• فصَلَّى بعضُنا فيهَا وبعْضٌ...معَ الرُّبّانِ صلَّى في التُّرابِ

• وعندَ طُلوعِ قَرنِ الشّمسِ هَبّت...تَمَوَّجُ في الصّحَارَي والهِضابِ

• وفي ثُلثِ النّهارِ دَنَت فقَالُوا...مَطارُ هَـوَارِي، شُدُّوا للرِّكَابِ

• فَزَمْجَرَت اذْ دَنَت منهُ فَسِرْنَا...يُسلِّمُ أمرَنا بابٌ لبابِ

• إلَى قلْبِ المَدِينَةُ فاعتَلَتْنَا...طَوابِقُها كَمُزنٍ مِن سَحَابِ

• نَزلْنا الفُنْدُقَ العَالِيَ منهَا...فقُسِّمَت الوُفُودُ إلَى شِعَابِ

• وكانَت غُرفَتِي مِني ومِنهُمْ...قَريبًا في الجَنُوبِ وبالجَنابِ

• فطَافَ بنَا المُضِيفُ بكُلِّ لُطفٍ...فسَلَّمَنا جِفانًا كالجَوَابِي

• وفِي أرضِ الجَزائِرِ لاَ تَسَلْنِي...عن انْواعِ الطّعامِ ولاَ الشَّرابِ

• فمِن تَمْرٍ لزَيتُونٍ لِلَحمٍ...إلَى لَبنٍ إلَى ماءٍ صُهَابِ

• علَى سُرُرٍ مُنَمَّقةٍ تَسَامتْ...جَوانِبُهَا وحُفَّت بالزَّرابِي

• فمَا عيْشَ الإگِيدِ بها وَجَدنَا...ولاَ لَبنَ العَلاَئلِ فِي القِعابِ

• وكُلٌّ وحدَهُ يَبْقَى فَيُدلِي...فُرُوشاتٍ كأطرَافِ الغُرابِ

• وسِرْنَا للمُعسكرِ في سُرورٍ...لفتحِ المُلتقَى سهْل الرِّحابِ

• وقد ألقَي الوزِيرُ به خِطابّا...كأحسَنِ ما يكُونُ من الخطابِ

• وجاءَ البُوطِي والقَرضَاوِي لمَّا...دعاهمْ قبلَنا عَبدُ الوَهابِ

• ومِ الكُوّيْتِ أُفْسِحَ للرّفاعِي...وهدّدَ بعدَ ذاكَ بالانسِحابِ

• فجَاء القومُ حَبرًا بعدَ حَبرٍ...إلَى قُنَن المِنصّات الرَّوابِي

• هنالكَ حصحَص الحقُّ المُرجَّى...ومالُوا للحديثِ وللكِتَابِ

• وقَد جعَلُوا التّصوُّفَ ردَّ فعلٍ...علَى نفسٍ أصِيبَت باضطِرابِ

• وقَد أوصَوْوا بآدابٍ وذكرٍ...وبَعضُهم عن الآدَابِ آبِ

• فمَن بحثُوا لفَلسَفَة ابنِ سِينَا...ومَن ذَكرُوا الغَزالي والفَرَابِي

• ومِن خيْر الذِي قَد قَدَّموهُ...كلامٌ وجَّهُوهُ إلَى الشّبابِ

• فأوصَوْهمْ بصُحبةِ كلِّ هَادٍ...كما فعَل الرَّسولُ مع الصِّحابِ

• ولمْ يَعُد التَّطرُّفُ بعدُ شيْئًا...سِوَى التّحلِيقِ في بحرِ السَّرابِ

• وقد رفَعُوا مُحاضَرتِي جِهارًا...لأنِّي في الشرِيعةِ لاَ أحَابِي

• وفي أرضِ المُعسْكرِ قد وجَدنَا...عجَائبَ كلَّها فوقَ العُجابِ

• فقد حفِظَ الرِّجالُ بها لُحَاهمْ...كما جُبِلَ النّساءُ على الحِجابِ

• وقد زُرنَا مَساجِدَهمْ وزُرنا...مَصانعَ في عِراكٍ والتِهابِ

• وزُرنَا المَكتَباتِ وكنّ كُلاًً...كتابًا من كتابٍ من كِتابِ

• جَزَى اللهُ الجزائرَ كلَّ خَيرٍ...لِمَا تُبْدِيه مِن رأيٍ صوَابِ

• وإنعَاشٍ لأروَاحِ البَرايَا...وإكرَامِ الضُّيوفِ والاقتِرَابِ

• وإنِّي حيثُمَا أدعُو لنفسِي...لأدعُو لابْن حَامِدُن الحُبَابِ

• وللوَفدِ الكَريمِ بكلِّ لُطفٍ...وحِفظًا في الذَّهابِ وفي الإيَابِ.

رحمَ اللهُ مَن إلَى جنّات الخُلْدِ انتَقلُوا مِن الوارِد ذكرُهم في القصِيدة، وأطالَ الجَليلُ، فِي صِحةٍ منْهُ وسلامة وتأمينٍ ممّا يَسُوءُ ومِن كُلِّ مُسِيئٍ أعمَار الباقِينَ ومتّعنَا اللهُ بهِم...

آمِينْ.