عندما أراد العلامة لمجيدري بن حبيب الله الموسوي اليعقوبي رحمه الله، الخروج من المغرب أرسل رسالته المشهورة إلى أمه وأعطاها تاجر كتب، فأعطاه سلهاماً و"عبداً ”¹وتسعين درهماً وزربيةً -وهي البساط المعروف-، وكتب له ورقة صغيرة كتب فيها:
" سلام بزيادة لامِ ماءٍ إلى لامِه، وإحدى خبر كأن في قوله: ترديت إلى آخر كلامه، وإياك نعبد وإياك نستعين."
فقرأ التاجر الورقة فلم يفهم شيئاً مما فيها، فناولها العجوز فقالت:
هات الزربية والسلهام والعبد والتسعين.
فقال:
من أين أخذتِ هذا؟ فقالت:
لامُ ماءٍ هاءٌ؛ لأنه يجمع على (أمواه) ويصغر على (مويه)، وإذا أضيفت الهاء إلى لام سلام كانت سلهاماً.
وأما قوله:
وإحدى خبر كأن في قوله:
ترديت إلى آخر كلامه فتقول:
راجعت ما أحفظ من الشعر فلم أجد بيتاً بدئ بقوله: (ترديت) وفيه كأن إلا قول غيلان:
ترديت من أعلام نور كأنها = زرابي وانهلت عليك الرواعد
وواحدة الزرابي زربية.
وأما إياك نعبد وإياك نستعين فتقول: لم أفهمها، فعرفت أنها مصحفة، فانتزعت نقاطها فقرأتها فإذا هي:
أتاك بعبد وأتاك بتسعين.
(تدوينة)