شجِيَّ الحَشايَا..والحُدوسِ شرُودَها
كَأن بَلغتْ فيكَ المَآسِي حُدودَها
وقَد أثَخنتْ فيكَ الدُموعُ كدأبِها
وعَادتُــها أنْ لاَ تَخونَ عُهــودَها
وأصبحَ إلاَّ مِن نَجاواهُ فارغًا
فؤادٌ كَستهُ الفاجِعاتُ قُيودَها
أشوقًا إلى مَن شَاقهُ كنهُ حضرةٍ
تضمُّ على الشَوقِ الجليلِ وُفودَها؟
صَعودًا بِروحٍ تَسرجُ الليلَ همَّةً
لرُحبى مَقاماتٍ تمنَّى صُعودَها
فَكانتْ بُراقًا مِن حَنينٍ يَحثُّه
بِما ألِفتْ صوبَ العُلا أن يَقودَها
وخلَّفَ روحًا بعدَه تخلعُ الرَدى
وتَنحتُ في صخرِ الوجودِ وجُودَها
ولَو أنَّ نفسًا بالفِـداءِ خُلودُها
إذًا لأبِي أسدَى الإلـٰهُ خُلودَها
تعثَّرَ في آمَالــهِ عابرُ المَدى
لِترثي سَماءٌ بَرقهَا ورُعودَها
على أنَّه هَل مِن عَزاءٍ لأنفسٍ
تَخوضُ المَنايا كاسِراتٍ عَمودَها ؟
أعزِّي صَلاةً بالتحلِّي وضوؤُها
و كم بِالتجلِّي قد أقامَ سُجودَها
وعلَّـمَ للرَوضاتِ حِـكمةَ قَلبِه
فبثَّتْ على كلِّ الجهاتِ ورودَها
وللطيرِ في الأعلى هواجسَ همَّةٍ
وللنخلةِ المِعطاء أهدَى صُمودَها
وربَّى عَلى طبعِ السَحابِ فؤادَه
فكانَ شَفيفَ الماطِراتِ ودودَها
مُريدًا صَدوحَ السرِّ بوَّاحَه..وقد
أقرَّ عيونَ الكشفِ أنْ لَن يَؤودَها
فَسيحُ المَعانِي الخالِداتِ بذكرهِ
يُبايعُ في أقصَى النَقاء حشودَها
وأنَّى يَكونُ الفضلُ إلاَّ فِعالهُ
وكفُّ أبيهِ يرتَدي البحرُ جودَها ؟
تَلقَّتهُ مِن فوحِ الجِنان سَكينةٌ
وزلفَى نَعيمٍ كم تَمنَّى بَرودَها!
جَزاءً بِحُسنَى يَطمَــئنُّ بفيضِه
لِسُقيا اصطِفاءٍ كم تَشهَّى وُرودَها!
كَذا الدربُ يُغوي بالحَياةِ مسافةً
فَتطوِي الورَى ألحَادَها ومُهودَها..
وليسَ بغيرِ المُصطفَى نأمنُ الدُنى
عليهِ صلاةٌ.....طَيَّب الله عودَها!