سمعت من محمد محفوظ أبات رحمه الله (الكاتب الخاص العربي لرئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الأول) في مقابلته مع برنامج “الصفحة الاخيرة” الذي كانت تبثه التلفزة الموريتانية ويقدمه د. الشيخ ولد سيدي عبد الله، أن المختار ولد داداه أقام حفلا على شرف الملك فيصل، ملك السعودية، إبان زيارته الشهيرة لموريتانيا وأن المختار بن حامدون، ألقى بمناسبة الزيارة قصيدة عصماء أعجبت الملك فطلب من الشاعر أن يأمره: أي أن يطلب ما يشاء منه، فقال المختار، عالي الهمة، ولد حامدون: لدي مهمة (تأليف) كلفني بها رئيس الجمهورية الأستاذ/ المختار ولد داداه وعندما أُنجزها أرغب في أن أجاور قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أقيم حتى أُدفن هناك.. فوافق الملك شفهيا حينها استل ولد حامدون قلما كان ثبته فوق أذنه طالبا أن تُكتب له الموافقة فأمر الملك معاونيه أن يكتبوا له أمر جوار استمسك به ولد حامدون.. وأذكر أن الراوي أبدى عجبه من كون الملك لم يعش بعد ذلك طويلا.. وعندما أكمل المختار، رحمه الله، المهمة وأراد أن يسافر للبقاع الطاهرة استظهر بمكتوب الملك فيسرت له البعثة السعودية الإجراءات وانتقل للإقامة في المدينة المنورة التي أقام بها حتى توفي.
في أحد الأعوام فرح ولد حامدون بزيارة ابنتيه له في إقامته ولما أرادتا السفر وحضرت السيارة لتقلهما إلى المطار خرج لتوديعهن وتأثر بالفراق وقال:
حاولتُ كبتَ دموعي عندما ركبت
أمُّ الحسين وأم المصطفى فأبتْ
ودِدتُ لو ثَبتتْ سيّارةُُ مضتا
فيها فما ثبتت وإنما وثبتْ
فقمت أُُتبعها طرفي ويحجبها
عني تباعدها حتى إذا احتجبت
رجعتُ للبيت علِّي إن ثبتتُ به
يُمحَى عن القلب بثُُّ كان فيه ثبت
لكنّ عاطفة الآباء آبية
بتَّ العزاء إذا ما فيه قُرر بت
أقامتا مع أكباد لنا معنا
جزاهما الله خيرا فترة عذُبت
إذ كنت أسمع من تسجيل عائشةٍ
وَعْظاً يُخيّل أن الساعة اقتربت
وكنت أسمع منها كل آونة
ذكرا عليه بحمد الله قد دأبت
ومن قريض حُسينِِ كل قافية
في حسنها بيننا الأمثالُ قد ضُربت
وكنت أسمع رومَ المصطفى عبثا
كشف النقاب عن الراء التي انتقبت
وضغط “تُوتُ” على محمدِِ ومدى
تطبيقِ مافيه أو ما عنه قد رغبت
وصوت أحمد يبكي كلما ذهبت
إلى صلاة على الإنسان قد كتبت
قد لاقت النفس من هذا النوى أسفا
إن لم تكن منه قد ذابت فقد كربت.
اليوم (6 يونيو 2020) انتقلت عائشة بنت المختار ولد حامدٌ (التي ذكر أبوها في أبياته أنها كانت دائمة على الذكر وأنها كانت تعظه حتى يخيل إليه ان الساعة دنت) إلى الرفيق الأعلى في انواكشوط كما ورد في تدوينة لابنها الحسين ولد محنض.. رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته. وأفاد الحسين في تدوينته، أنهم يرغبون في ترخيص بنقلها ودفنها في آمنيكير.
محمد سيدي عبد الرحمن