ريح يوسف / محمد عبد الله ولد عمر

أربعاء, 07/01/2020 - 00:00

ما للحمام جماعاتٍ ووُحدانا،
يَهدي الهديلَ زَغاريداً وَأَلْحانا!؟

وما لزيتوننا يختالُ منتشياً،
يُوَزّع السِّلْمَ: أزهاراً، وأَغْصَانا!؟

            ☆   ☆   ☆

أُرجوحةُ الكَرْم في "عنابَه" يركبها
غِلمان "فاسٍ،" "وقَرطاجٍ،" "ووَادانا"

وصَمْغُ "شنقيطَ" في "بَنْغازِ" تَقطُفُهُ
وِلدانُ "تونسَ،" "والبيضَا،" "ووَهْرَانا"

و "قبةُ المغربِ الخضراءُ" قد ضربَتْ
أطنابَها "لِاتِّحَادِ العُرْبِ" مَيْدانا

يَفُوحُ مِنها شَذَا التاريخِ تكتُبُهُ
خيْلُ "ابنِ ياسينَ" أشعاراً و قرآنا

وسَيْفُ "عُقْبةَ" إكليلٌ بقُنَّتها،
يُوَقِّعُ النَّصرَ أنغاماً وأَوْزانا

أُمنيةٌ طالما اشْتاقَ الشُّعوبُ لها؛
وقَبْلَها لمْ يَكُ الإنسانُ إنسانا

            ☆   ☆   ☆

يا ما أُحَيْلَى كُؤُوسَ الشَّايِ نَشرَبُها
نخبَ التَّوَحُّدِ أفكاراً وأوْطانا

تحَوَّلَ الْكَونُ في عيْنَيَّ أغنيةً
عذْراءَ، وازداد إِيمانيَّ إِيمانا

وازَّيِّنَ "الأُرْزُ" "والزَّيْتونُ،" وابْتَسَمَتْ
وِلدانُ "حَيْفَا،" و"جَيْحُونٍ،" "ولُبْنَانَا"

ودَوْحَةُ العُرْبِ قَدْ زادَتْ أُرومَتُها
عُمْقاً، ومَحْمُولُهَا ثَمْراً وقِنْوَانا

هِي السِّيَاسةُ شِعْرٌ حين تصْنَعُ مِن
حُلْمِ الشُّعوبِ قَوَانينا وعُنْوَانا

بَشائِر الوَحْدَةِ الكُبْرى تُطَمْئِنُنا
أنَّا بخيرٍ، وأنّ اللهَ يَرْعَانا

وأنّ نَخْوَةَ "بَكْرٍ" لن تزولَ سُدًى،
وأنّ "شَمْعونَ" لن يغتال "مروانا."

            ☆   ☆   ☆

إنّي لَأَسمَعُ -لولا أن تفندني-
"عَمْرَو بنَ كُلْثومَ" يَتلُو الشِّعْرَ نَشْوانا

وتِلكَ أفراسُ "زيدِ الخيرِ" سائمةً
تَرْعَى الأَزَاهيرَ: قَيْصوماً وسَعْدَانا

وإِبْلُ "دَيْلُولَ" تَجْتَرُّ السَّيَالَ عَلَى
ضِفافِ "دَجْلَةَ" فُصْلانا وقُعْدَانا

            ☆   ☆   ☆

يُمْنَى الْعُروبةِ قدْ صحّت أنامِلُهَا،
وعَنْ قريبٍ بإذنِ اللهِ يُسْرَانا.

 

 

الشاعر/ محمد عبد الله ولد عمر