عِراب الأندلس / إبراهيم الأندلسي

خميس, 07/09/2020 - 00:35
حولت الفنانة الأوكرانية ليزا ستارستينا بهو فندق غايا غراند في دبي، إلى واحة استعراض سحر وجمال الخيول العربية الأصيلة

خُيولُكِ  لم   يَثنِ   اللجامُ  لها  عِنْدا
ولا قبِلتْ أنْ تَعلُكَ الحَربَ والحِقدا

تُعانقُ  من  أرضِ   المُرُوجِ  نقاءَها
و   تَلبسُ      أثوابا    مُطرزةً     وَردا

جَميلةَ شكلٍ  لم يرَ الحسنُ   مثلَها
و لا  أبصرَ  الراؤون  عُرفا   و لا قَدا

تَسيرُ   على    مَرْجٍ     تَفَتّقَ    زهرهُ
وقد تَرشفُ الأزهارُ بالعَرَقِ  الخُلدا

إذا  عاينتْ  غُصْنا  من  البانِ راقَها
تَمايُسُ    هزَّاتٍ    تُقلِّدُها    قَصدا

لقد   كَمُلتْ  أوصافُها   فانقسامُها
و ألوانُها   نَسْجٌ    تَفيجُ    به   رَغْدا

تَصُفُّ   صُفوفا    بالجَمال   تَفتّقتْ
كأشطارِ سَطرٍ تَرسمُ النَّظمَ والسَّردا

و ألوانُها  لم يَخدشِ الدَّهرُ حُسنَها
مُرصعةٌ    نَسْجا     مُذهَّبةٌ     عِقدا

قوائمُها     مَصفوفَةٌ        بانتصابِها
إذا صَفنتْ حِينا و إن  وَقفَتْ رَصْدا

و تَمشي على الأنغامِ  يَعزفُ لَحنَها
وُرودُ هواءٍ  يَحملُ الذِّكرَ  و المَجدا
——
حَوَافرُها  لا تقطعُ النبتَ  إن جَرَتْ
ولا تعرفُ الأغصانُ في لمسِها بُعدا

إذا  وَرَدتْ  ماءَ   الشَّراب    تَحلَّقَتْ
كأهدابِ   أَحْداقٍ     مُصفَّفَةٍ   سَدَّا

و تَشربُ من ماءِ الجَمالِ  و  عُرفُها
يَهزُّ  بهاءً  يَجلبُ  الطِّيبَ   و  البَردا

وتَنظرُ من بعضِ العيونِ إلى المدى
لتمنحـَهُ  عهدا    يُعيدُ   لهُ   السَّعدا

كأن حِسانَ الحُورِ في المَرجِ جُمِّعتْ
و  أن  جِنانا  قد  أراقتْ   به  الشُّهدا

إذا  افترقتْ  لا  يُعْكِرُ  الماءَ   جَريُها
و لا تُنثَرُ  الغبراءُ  في  مَشيها حَشْدا

رأتني   على  تلٍ     أُراقِبُ    عَدوَهــا
فما خالفتْ نَسْجا و لا قاربت وَخْدا

و كنتُ  أرى  لوحاتِ  مَسرحِ  ناظمٍ
يُرصِّعُ  بالأحجارِ  في نَظمِهِ  العِقدا

فما  التَفتتْ  إلا    قليلا   و لم   تَذرْ
تَرانِيمَها  أن  تَتركَ  الجَمعَ و الفَردا

إذا  عاودتْ  جَرْيا    تَخُطُّ   بجَريِهــا
خُطوطَ النَّدى جَمْعا وتُبعدها عَمدا
——
و إن وَقفتْ تُعطي الرؤوسَ لبعضِها
مُعانِقَةً      نِدًّا       مُسَرِّحةً     جَعْـدا

تُطيلُ    عِناقا      بالوُقوفِ       كأنها
تَنامُ ،و هُدبُ  العَينِ  مُنفرجٌ سُهدا

يَهابُ شُعاعُ  الشَّمسِ هُدبَ عُيونِها
و يَتركُها   تَمتاحُ  من   فَروِها  مَهدا

و تَرتاحُ   حتى يَحسبَ  الغِرُّ   نَومَها
فتَرجعُ     للميدانِ     قافزةً      نَرْدا

و تأتي  بلوحاتٍ من الحُسنِ غيرَ ما
رأيتُ، و تَثني  الجِيدِ   مُلهبةً   وَجْدا

فما سَمعتْ صَوتَ اللجامِ و سَوطَه
وما صَاحَ فيها فارسٌ يَحملُ الرِّفدا

تَنامُ   على   الأزهارِ    مِلءَ    عُيونِها
و تصحو  متى شاءت مُنعَّمَةً  غِمدا

هناكَ  صَهيلُ  الخيلِ  لحْنٌ و نَغمةٌ
و ليسَ صُياحا، مَن يُصيحُ لها جُرْدا؟

تُقلِّبُ   ظَهرا    في    النَّباتِ     تَهُزُّه
فيمنحُها التَّسريحَ والمسحَ و النَّدَّا

رأيتُ  بمَرجِ   الخيلِ   أطيافَ  جَنَّةٍ
و حُسْنا  على  آثارهِ    ألثُمُ   العَهْدا.