حدود 21 مارس 1982
إسمع أخي سأقص عما قد جرى
طرق اللصوص بيوتنا غِبّ الكرى
كان المؤذن يا أخي يدعو الورى
الله أكبر فالصباح قد أسفرا
لكنّهم كانوا هناك بجيشهم
وكلابهم تعوي وتنبش في الثرى
جاءوا كعاصفة الجراد من المدى
تجتاح في الظلمات نبتاً أحضرا
هتكوا البيوت بخيلهم وبرَجلهم
واستجوبوا حتى الشقيق الأصغرا
حتى دمى الأطفال، حتى مصحفي
ظن الكلاب به سلاحاً مُشْهرا
ما أعجب الجبار يملك عسكرا
لكنه يخشى التراب الأغبرا
في أحرف الكلمات يسمع نعيه
فيخالُ في الحداثِ موتا أحمرا
كاللص يضرب في متاهات العمى
خوفا فيحسب كل شيء مبصرا
***
أنا يا أخي سأظل مثلك صامدا
أنا لن ألين لمن طغى وتجبرا
إن يقهروا جسدي فإن إرادتي
أقوى من الليل المخيمِ في الذرى
سيقول لي الجلادُ إنك مجرمٌ
ويذيع في كل المخافرِ محضرا
وسيشرب العملاء نخبَ شهادتي
في قصره وكأنهم ملكوا البرا
لكنني أدري بأنَّ قضيتي
ستظل للأجيال دربا نيرا
أنا ما أردت سوى الحياة عزيزة
أنا ما أردتُ سوى العقيدة مصدرا
أحببت للأشجار زهرا يانعا
ولشعب هذا الأرض خبزا أوفرا
أنا هكذا فهل الحياة جريمةٌ
أم أنَّ حب الأرض أصبح منكرا.
***
لهفي على الوطنِ المعذبِ في الهوى
لهفي على الشعب المكبل في القرى
لهفي على السارين في بحر الدجى
يستبشرون كأن فجرا أشقرا.
***
لله فتيان الطليعةِ ويحهم
ما كان أجمل نا أعز وأصبرا
ساروا إلى جبل الكفاحِ وخلفوا
في كلِّ بيت دمعة وتحسرا
لم يطلبوا الدنيا ولم يتكبروا
حين المنافق للعهود تنكرا
ومبادئ البعث العظيمِ سلاحهم
لا يبتغون بها حديثا مفترى
والحر لا يرضى الهوانَ لشعبهِ
والأرض علق لا يباع ويشترى
وإذا الطغاةُ على البلاد تألبوا
لا بدَّ من بعث لكي تتحررا
***
يا جاحدا للبعث يكفر سعيه
أقصرْ وحسبك أن تكفَّ واقصرا
ليس الطلائع من عهدتَ قتالهم
بالقفرِ يشؤؤون الجرادَ الأصفرا
كم من عدوٍّ للهروة حاقدٍ
نصبوا له يوما أغرَّ مشهرا
لولا نضال البعث واستبسالهُ
ما كنتَ جئت ولا علوت المنبرا
وبقيت مثل بني أبيكَ وجدهم
بالسفحِ تلتحف السماك الأعسرا
إذْ أنت أنكر من حذاءٍ ساقطٍ
وادقُّ من شخص الحقارةِ مظهرا
همْ ألبسوكَ على القماءةِ معطفا
وهم الذين ثنوا عليك المئزرا
وهم الرجال على الضفاف عشية
مدوا سواعدهم إليك لتعبرا
فإذا وفيت فإنها لغربيةٌ
وإذا غدرتَ فشيمة أن تغدرا.
___
قصائد أخرى للشاعر: