مقطع من قصيدة كتبتها في مدح من هو أرفع وأطهر وأنبل من أن تضيره إساءة كل زنيم مسيء:
بِمَدحك..بالسِّرِّ الذِي أنتَ سِرُّهُ..
مَقَامٌ يَرَوِّي ظَامِئَ الرُّوحِ وَبْلُهُ
نَبِيٌّ..يقولُ المادِحُونَ..وشَافِعٌ..
وما أنتَ إلا أنتَ..حُسْبِي التوَّلُّه..!
أقُولُ..فيَبدو ما أقول مكرَّرا
وأُغمد حرفي تارةً وأسله
مديحُك في شرْعِ الغرام تَصَوُّفٌ
ووَصْفُكَ لُغْزٌ بالتَّصَوُّفِ حَلُّه
عَلَوْتَ طِبَاقَ المَدْحِ..فالقَولُ قَاصِرٌ
ومَازَالَ عَبَّ المَدْحِ فِيكَ وَعَلَّهُ..
مَحَوْتَ ظَلامَ الكوْنِ..كنتَ دَليلَه..
ولولاكَ للإشراق مَن ذا يَدُلُّه؟!
أَضَلَّ عَلَى عِلْمٍ وجَهْلٍ طَرِيقَهُ
فَلَمْ يَدْرِ مَنْ يَهديه مِمَّن يُضِلّه
حَقَنْتَ دِمَاءً فَاضَ فِي الأرضِ سُيْلُهَا
وسَيْفُكَ لَوْلا الظُّلْمُ مَا اهْتَزَّ نَصْلُهُ
تُظِلُّ مَدَى الإِنسان عَطْفا ورَحْمَةً
فما راق -مِن رُحْمَاكَ- للقتل قَتْلُه
ويومَ حَمَلْتَ السّيفَ في وجهِ مَنْ طَغُوْا..
حَمَلتَ عَلى مَنْ أَتْعَبَ الأرْضَ حَمْلُه
مَسِيرَةَ عَامٍ شتّتَ الرّعْبُ شَمْلَهُم..
قَبَائِلَ شَتَى..كُلُّ شِرْكٍ تَفُلُّهُ
جَعَلْتَ مِنَ الإِسْلَامِ رُكْنَ سَلَامَةٍ
بِهِ يُسْعِدُ الخِلَّ المُهاجِرَ خِلُّه
عَلى خُلُق القرآنِ أسَّسْتَ عَالَمًا
إلى الله -من كفّيك- يَمْتَدُّ حَبْلُه
سَقَيْتِ فَمَ الدُّنْيَا مِنَ الفيضِ زَمْزَمًا
وَمَا ظَمِئَ المَعْنَى الذي أنتَ جَزْلُه
فعُذرا..رسولَ اللهِ..ما جَفّتِ الخُطَى
ومَا مَلِّنِي الدَّربُ الذي لا أمَلُّه
على عَتَبَات الضَّوءِ نَعْلَي تَقطَّعَتْ
فَمَن ذا يُقِلُّ الخَطْوَ..مَن ذا يُقِلُّه؟!
شيخنا عمر