بالنسبة لي كل أيامي للغة العربية،لأني-نتيجة خلَلٍ في تَعَلُّمِي- لا أعرف لغة سواها، أنا سجينها المتمتعُ بسجني، وكلما أرْجَعْتُ البصَرَ كرَّتَيْنِ في بعض نصوصي، أجِدُ عراقةَ نسبنا الروحي إليها، تطلُّ بين الفينة والأخرى، حيث يرتفع صوتي في"مآذن شنقيط السائبة":
رَكْبُ الشناقِطةِ الألى صنعُوا اسْمَنا
أبْـنـــــــاءُ هَــــــــذا الرَّمْـل .. أهْــــلُ اللـــهِ
***************************
قدْ عَرَّبوا أقْصَى التخوم..فاصْبَحَتْ
- لِلسّـاكِــــــنِي أرْضَ الحِـجَـازِ- تُبَــاهِي
لُغَةُ السّمَا..تزْدَانُ.. مِلْءَ شِفَاهِهِمْ
وَمُعَلّــقــــــاتُ الشِّعْرِ .. زهْـــــوُ مَـــــلاه
وهكذا انحدرت هذه اللغة –مع الإسلام- إلى دمائنا، من بين أصلاب هؤلاء الآباء، وترائب الأمهات،وراثة وتوريثا:
أمِّي..رضَعْتُ أنَايَ..ملءَ حليبها
فالضادُ والإيمانُ تَوْأمُ مُرْضع
كانتْ تُهَدْهِدُنِي بذكْرِ اللهِ.. في
أذْنٍ.. وفي الأخْرَى بشِعْرٍ مُبْدَعِ
"قل أعُوذُ".. مازالتْ يُرَتِّلُها دَمِي
ومُعَلَّقاتُ الشِّعْر..تَسْكُنُ مَسْمَعِي
وأمام هذه المعطيات كان الشاعرُ الموريتاني المُهاجرُ فيَّ، يقدم نفسَه للآخرين:
أنا ابنُ صَمِيمِ الضَّادِ ممْلَكَتِي الرُّؤَى
بِبَيْتِ القَصِيدِ البِدْعِ..جَلَّ سَرِيرُهَا
ولمنْ تُساورُه الشكوكُ في صِدْق مُنْتَمَاهُ أنْ يلجأ إلي فحْص الحِمْض النَّوَوِي،فشعْبُ"المليون شاعر" – دون ريْبٍ- من "سُلالة المُتَنَبي"،وأسلافه:
افحصْ دَمِي.. تُبْصِر رحيقَ الأحْرُفِ
أوْجُسَّ..نَبْضِي..تُصْغِ فيه لمعْزَفِي
أنا منْ سُلاَلَةِ مَنْ تَنَبَّأَ شَــــــــــــــــاعِرًا
المُرْتَقِينَ إلى المَقامِ الأشْرَفِ
هذا إضافة إلي اعتكافي في محراب التدله بها عبر قصيدة "لغة السما" التي تمحضت لها معنى ومبنى
كُلُّ يوْمٍ والعربيةُ بعيدةٌ عنْ مُتَنَاوَلِ العَابِثِينَ بها ألْسِنَةً وأقْلاماً وأفهاما.
ِ