شمس الضحى

اثنين, 03/22/2021 - 15:32

 

ها هيّ شنقيط تشُبُّ وتَكْبَرُ

بكراً تفتّحَ في رُباها العَنْبَرُ

قد قلّدت بقلائد من لؤلؤٍ

فاليوم في فستانها تَتَبَخْتَرُ

فكأنّها من حسنها شمس الضّحي

تسْبِي عيون النّاظرين وتَبْهَرُ

من بعدما جرحت وكُسِّرَ عظمها

 ها هيّ ذي تشفي وهاهي تُجبرُ

ها هوّ ذا الغزواني عالَجَ سقمها

 القائد الأعلى الكريم الأَكْبَرُ

وأعاد ضخّ دمائها بعروقها

من بعدما كادت تَجِفُّ وتَضْمُرُ

قد جاء ينعشها ويحيي قلبها

من بعدما كادت تموت وتُقْبَرُ

فأقامها وأشاد أبراجا بها

فبعصرها الذّهبيّ هَا هِيَ تَفْخَرُ

وغدت إلى سُدُمِ النّجوم معابرًا

 منها إلي أقصي المجرّة نَعْبُرُ

واليوم يغرسها ويعمر أرضها

 وغدا بها تلك المغارس تُثْمِرُ

وأنارها إذ كان أغطش ليلها

ظلما وطغيانا فها هي تُبْصِرُ

ساوا وآخا أهلها إذ قبله

كان البغاة على الضّعاف تَجَبّرُوا

 ومخاطبا أبنائها بفصاحة

 إن ضمّه عند الخطابة مِنْبَرُ

ومشمّراً عن ساعد الجدِّ الذي

 من قبله ما كان عنه يُشَمّرُ

واليوم في الإسلام نامت أعينٌ

كانت بعهد الجاهليّة تَسْهَرُ

فكأنّما الخُلِفَاءُ عاد زمانهم

 أو حُكمُ داوودَ المُأَزّرِ يُحْشَرُ

أولم يقف عند الوباَ مُتَجَلّدًا

إذ أوشكت منه القلوب تَفَطَّرُ

أولم نكن من قبله في شدّةٍ

 وأذًى فيا أهل العقول تَدَبَّرُا

واليوم 'مُورِتَنِي' تُصَفّق فرحةً

 من بعدما كانت عَلَيْهِ تُجْبَرُ

فاشكر إلهي سعي غزواني وكن

عونا له أنّي يجيؤ ويَصْدُرُ

أيّده بالنّصر المبين فإنّ من

 تنصره ياربّي يَعِزُّ ويُنْصَرُ

سبحان مولانا تقدّس إسمه

وبحمده والله أكبر أكبرُ.

 

 

عبد الرحمن محمد الحافظ