نواكشوط - "السدنة":
قدم الشاعر د. أحمدو ولد آكَّاهْ محاضرة مميزة عن "الطريقة الشاذلية في الذاكرة الشنقيطية"، وذلك أمام حضور معتبر مساء أمس الأربعاء بمقر "المركز الثقافي المغربي في نواكشوط".
وتركزت محاضرة ولد آكَّاهْ، وهو أستاذ جامعي وباحث أكاديمي وإعلامي قدير ورئيس تحرير جريدة "الشعب" (رسمية)، عن الطريقة الشاذلية في الذاكرة الشنقيطية" تحت محور رئيسي عنونه بـ"حضور في الأسانيد وتجذر في المصادر" منذ بدايات دخولها إلى نهاية القرن الرابع عشر الهجري.
وفيما يلي تنشر "سدنة الحرف" مختصر لهذه المحاضرة:
يشكل التصوف عنصرا دينيا وروحيا لدى الشناقطة، بوصفه الركن الثالث من أركان الدين التي وردت في حديث جبريل عليه السلام، وهي الإسلام والإيمان والإحسان، ووصلت إلى بلاد شنقيط عدة طرق صوفية منها الشاذلية والقادرية والتيجانية والصديقية والخضرية والنقشبندية.
ومن الطرق الصوفية التي تغلغلت في هذه البلاد وانغرست في الذاكرة الجمعية للشناقطة وأخذت في نفوسهم مكانا عليا الطريقة الشاذلية.
ويتناول موضوع المحاضرة، وهو "الطريقة الشاذلية في الذاكرة الشنقيطية (حضور في الأسانيد وتجذر في المصادر) منذ بدايات دخولها إلى نهاية القرن الرابع عشر الهجري، ذلك الحضور الروحي الذي عرفته الطريقة الشاذلية وإمامها أبو الحسن الشاذلي في الساحة الشنقيطية من خلال التطرق لأسانيد هذه الطريقة التي وصلت منها إلى هذه البلاد من ناحية، واعتماد أمهات الكتب الشاذلية وتداولها لدى الشناقطة من ناحية أخرى.
وسيكون الحيز الزمني للموضوع ممتدا من بدايات ظهور هذه الطريقة الصوفية في الربوع الشنقيطية إلى نهاية القرن الرابع عشر الهجري؛ وسنعرض الذكر صفحا عن ما بعد هذا التاريخ لحداثته نسبيا.
من الناحية المنهجية ينقسم البحث إلى النقاط التالية:
- مقدمة
- بين يدي الموضوع .. محددات أساسية
- المحور الأول: حضور الطريقة الشاذلية في الذاكرة الشنقيطية .. عناصر بارزة
- المحور الثاني: الأسانيد الشاذلية الداخلة إلى بلاد شنقيط
- المحور الثالث: حضور المؤلفات والمصادر الشاذلية في الذاكرة الشنقيطية
- خاتمة
- المصادر والمراجع
المحور الأول:
الطريقة الشاذلية في الذاكرة الشنقيطية ..
نماذج من التوسل والتحلية
نظر الشناقطة الشاذليون نظرة إجلال وإكبار واحترام لـ"لشاذلي" وطريقته في التصوف معتزين بالانتماء إليها ومنوهين برجال سندها ومتوسلين برجالاتها إلى الله تعالى بغية تحقق أهدافهم وحاجاتهم الدينية والدنيوية فمن ذلك قد قول الشيخ "محمد اليدالي" (ت 1166 هـ ) في التوسل بالنبي- صلى الله عليه وسلم - وجملة من المشايخ وجلهم منتمون إلى الطريقة الشاذلية أو يمر بهم سندها بعد "الشاذلي": (مجزوء الرجز)
لي خمسة أطفـي بهـم
شر الخطوب الحاطمه
خير الأنــام وعلـي
وابناهمـا وفاطمــه
وخمسة أحفــادهـم
أولو الطوايا السالمـه
القطب إدريس الـذي
له المــزايا الدائمـه
وابـن مشيش نجلـه
محيـي القلوب النائمه
و"الشاذلي" تلميــذه
ذو المنقبـات القائمـه
و"الجيلي" مـن نفسه
في ذي الجـلال هائمه
و"ابن سليمان الجـزو
لي" ذو المعالي اللازمه
لهم سلام المرتجـي
دار السـلام الناعمـه
بجاههم يا ربنـا
جد لي بحسن الخاتمـه
ومنه قول العلامة "التاه بن يحظيه بن عبد الودود القناني الشاذلي" ( ت 1414هـ)
يشيد بشيوخه ويذكر اتباعهم للسنة وابتعادهم عن البدعة بعد صدر من الكلام:( وافر)
... فإن لنا مشايخ نصطفيها
طوال الباع في خير وخيـر
توسطت المحجة واستقامت
على أوساط لاحبها المنيـر
فما مالوا وما حادوا وما إن
أتونا بالعجيب ولا النكيــر
أما العلامة "نافع بن حبيب بن الزايد" (ت 1416هـ) فينصح الشاذليين باتباع الورد الذي تواصى أهله بالحق والصبر، ذلك الورد المنقول بالتواتر والذي يسلم أهله من الشطح والسكر، معرضا- شيئا ما- بالطرق الأخرى ومثال الشاذلية بينها كالتبر بالنسبة إلى التبن، يقول: (الطويل)
هو الورد ورد الشاذلية بالسبــر
ذووه تواصوا فيه بالحق والصبــر
عليك به يا "شاذلي" فلا تحـــد
وصلت فذاك الفصل كسر بلا جبر
ولا تفصلن عنهم ضميرك بعدما
عن ـ اثار حزب الشاذلي بكالشـبر
ولا تبغين بـ"الشاذلي" وحزبـه
بديـلا فلا تستبـدل التبن بالتبر
حقيقة هذا الورد ذكـر محــدد
تلقن من إسنـاد حبر إلى حبـر
يوفونه صحـوا بلا سكرة تـرى
ولا علة تحتاج للمرهم المبـري
وليس لهم دعوى تزكـي نفوسهم
بها المدعي يعلو شفا جرف الكبر
شياه ديات لا عليهـم ولا لهــم
وأمرهـم يبنى على قلة الخبر...
ويكفي دليلا على إعجاب الشناقطة بالشاذليين والمكانة التي يحظى بها الشيخ "أبو الحسن الشاذلي" لديهم ما كتبه "عبد القادر الكمليلي" عن هذا الشيخ من التبجيل والإطراء حين عرض لسلسلة شيخه باب "بن حمدي" (ت 1316هـ)، يقول إن "أبا العباس المرسي" أخذ عن: « شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة القطب الرباني العارف الوارث الصمداني صاحب الإشارات العلية والحقائق القدسية والأنوار المحمدية والأسرار الربانية والمنازلات العرشية الحامل إمامة لواء العارفين والمقيم في دولة علوم المحققين كهف الواصلين وجلاء قلوب الغافلين... المحمدي العلوي الفاطمي الحسني الصحيح النسبتين الكريم العنصرين فحل الفحول إمام السالكين الذي يغنيك عن قول منتحل الأستاذ المربي الكامل "أبي الحسن علي الشاذلي" .
المحور الثاني:
الأسانيد الشاذلية الداخلة إلى بلاد شنقيط
نحاول في هذا المحور أن نتتبع ما وصل إليه البحث حتى الآن من أسانيد الطريقة الشاذلية، التي وصلت إلى هذه الربوع، وهي ـ حسب المتاح من المصادر ـ تتوزع على ثلاثة أسانيد، نذكرها فيما يلي:
I. السند الزروقي :
من أعلام الطريقة الشاذلية الذين لهم صيتهم اللامع وشأنهم الملحوظ في الثقافة الصوفية بموريتانيا الشيخ "أحمد زروق الفاسي البرنسي"، وقد وصل هذا السند بشكل مؤكد، حيث إن جميع الأسانيد التي وصلت إلى بلاد شنقيط تمر بالشيخ أحمد زروق، لكنها قد تكون جزولية أو دلائية أو ناصرية.
ومن أوائل من أدخل الشاذلية الزروقية إلى البلاد بشكل مقطوع به " سيدي أحمد بن عمر العروسي(ت 1002 هـ) جد قبيلة " العروسيين" وهو ممن كثر أتباعه، وشاع وصفه بالصلاح، وقد تلقى الشاذلية عن طريق عبد الرحمن المجذوب(ت 976 هـ ) بمكناس، مدخلا الشاذلية الطريقة الزروقية.
II. السند الدلائي الجزولي
نجد "الحاج عبد الله بن بوالمختار الحسني" (القرن 11 هـ) قد التحق بالزاوية الدلائية ليدخل بذلك طيفا جديدا من الشاذلية الجزولية، فقد أخذ السبحة الشاذلية عن طريق شيخه "محمد بن أبي بكر الدلائي" أثناء رحلته إلى الحج علما بأن هذه الرحلة كانت سنة 1077هـ.
III. السند الناصري :
وهو السند الأكثر انتشارا في الديار الشنقيطية، وقد وصل من خلال ثلاث بوابات: البوابة الشمالية، والبوابة الشمالية الشرقية، والبوابة الشرقية، وتفصيل ذلك فيما يلي:
أولا: البوابة الشمالية
وقد دخلت الشاذلية الناصرية إلى بلاد شنقيط عن طريق هذه البوابة بسندين هما:
1- سند الشيخ أحمد ابن ناصر الدرعي:
وقد تلقى السند الناصري عن "أحمد ابن ناصر" بعض الشناقطة مثل:
• الفقيه الحاج "أبي بكر بن الحاج بن عيسى بن أبي هريرة الغلاوي" (ت 1146هـ).
• الشيخ "مسكه بن باركل" فقد أجازه "أحمد ابن ناصر" في جميع مقروءاته ومسموعاته.
2- سند سيدي أحمد الحبيب السجلماسي اللمطي: وقد أخد عنه الورد الشاذلي من الشناقطة كل من:
• نختارو بن المصطفى اليدالي (ق 11-12هـ)
• وسيدي محمد بن سيدي عثمان المتوفى بـ"تارودانت" سنة 1132هـ.
• وسيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي (ت 1145هـ)
• والفقيه الخطاط عمر بن محمد بن عمر البر تلي" (ت 1196هـ)
• سيدي أحمد الحاج التمكلاوي (ق 11ـ 12هـ)
3- السند التوزاني : وقد أخذ الورد الشاذلي عن أبي عبد الله التوزاني:
• العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، وعنه أخذ تلميذه الطالب أحمد بن اطوير الجنة الواداني.
4- السند العفاني الروحاني: و العفاني هنا نسبة إلى الفقيه بن عفان ابن الفغ احمد التندغي، والروحاني إشارة إلى أن المرابط محمذن فال بن متالي أخذ عنه في العالم الروحاني.
ثانيا: البوابة الشمالية الشرقية
وقد وصلت الشاذلية الناصرية من جهة توات عن طريق:
1- سند سيدي "أحمد التواتي بن محمد بن عمر" من بني "علي بن عبد الله" ثم من بني "عيسى بن محمد" ثم من بني حمان ثم من انتسابه الشهير بـ"التواتي" (1138هـ) .
وقد أخذ عنه الطريقة الشاذلية من الشناقطة كل من:
• "الطالب الأمين بن الطالب الحبيب الحرشي الولاتي" (ت 1166هـ)
• والفقيه سيدي "محمد بن الطالب عمر البرتلي" (ت 1165هـ).
2- السند الركاني: فقد انتشرت طريقة مولاي عبد الله الركاني، وابنه مولاي عبد المالك الركاني، ويعد الأخير من المشايخ الذين نشروا الطريقة في البلاد
وتلقى مولاي عبد الله الركاني السبحة الشاذلية عن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي زيان عن مبارك العنبري الغزواني عن محمد بن ناصر الدرعي.
وقد أخذ عن الشيخ "مولاي عبد المالك" الطريقة الصوفية الشاذلية من الشناقطة كل من:
• الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي (ت1209هـ)
• وسيدي "مولاي زيدان (ت 1202هـ) بن سيد محمد بن مولاي أحمد الحسني الشريف". ثالثا: البوابة الشرقية
وتتمثل في سند الشيخ زين العابدين بن عبد الله التنبكتي، الذي لا توجد عنه معلومات محددة سوى أنه أخذ الشاذلية عن "سيدي أحمد بن ناصر" عن "محمد بن ناصر الدرعي".
ومن هذه البوابة أخذ الشيخ محمد الاغظف الداودي الجعفري الطريقة الشاذلية، حيث تلقى السبحة الشاذلية عن الشيخ زين العابدين بن عبد الله التنبكتي.
ومنه انتشرت الغظفية في هذه الربوع، وكثر أتباعها ومريدوها.
المحور الثالث:
حضور المؤلفات والمصادر الشاذلية في الذاكرة الشنقيطية
في هذا المحور نحاول تلمس مواطن حضور مؤلفات وإنتاج الشاذليين غير الشناقطة من خلال إعطاء نماذج من كتبهم ومؤلفاتهم التي استفاد منها الشناقطة وأفادوا، بالتركيز على الإنتاجين المغربي والمصري إذ يتمثل الأول في حضور إنتاج شيخ الطريقة أبي الحسن الشاذلي، وشيخه عبد السلام بن مشيش، ومحمد بن سليمان الجزولي، والشيخ أحمد زروق، بينما يتمثل الثاني في حضور الحكم لابن عطاء الله السكندري، وديوان محمد بن سعيد البوصيري، وميميته على وجه الخصوص، وذلك على النحو التالي:
I. الإنتاج المغربي:
وسنعطي هنا أربعة نماذج يتضح منهما حضور الإنتاج المغربي في الذاكرة الشاذلية الشنقيطية، وهي: إنتاج إمام الطريقة أبي الحسن الشاذلي، والإنتاج المشيشي، والإنتاج الجزولي، والإنتاج الزروقي.
أولا: إنتاج إمام الطريقة أبي الحسن الشاذلي
وصلت إلى الديار الشنقيطية مؤلفات الإمام أبي الحسن الشاذلي، وخاصة الحزب الكبير المعروف بحزب البر.
كما وصل حزب البحر لأبي الحسن الشاذلي إلى هذه الربوع، وكانوا يتحصنون به، ويحتفظون بنسخ منه.
ثانيا: الإنتاج المشيشي
ويتمثل أساسا في الصلاة المنسوبة إلى الشيخ عبد السلام بن مشيش شيخ الإمام أبي الحسن الشاذلي، وقد اهتم الشاذليون الشناقطة بهذه الصلاة وجعلوها من صلواتهم، ومن ذلك أن الشيخ محمد اليدالي (ت 1166هـ) أورد هذه الصلاة في وسيلة السعادة كاملة، كما شرحها العلامة زين ابن اجَّمَدْ اليدالي (ت 1358 هـ) شرحا سماه تحسين الكلام بصلاة الشيخ عبد السلام، للعلامة زين العابدين ابن اجمد اليدالي.
ثالثا: الإنتاج الجزولي
من أعلام الشاذلية الكبار الذين كان لهم أثر ملموس على شاذلية شنقيط محمد بن سليمان الجزولي، فقد عرف الشناقطة كتابه دلائل الخيرات المسمى "شوارق الأنوار في الصلاة على النبي المختار"، وأعجبوا به وتداولوه وكانوا يختمونه ويحاذون نهجه ويجارون طريقته فـ"لأعمر الولي بن الشيخ محمد عبد الله المحجوبي" (ت1070هـ) تأليف في الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ولـ "لحاج أحمد بن إند عبد الله" (ت1140هـ) تعليق على دلائل الخيرات
ويقول اليدالي: في الوسيلة الكبرى في إصلاح الدين والدنيا والأخرى "فالغرض اختصار كتاب "شوارق الأنوار" وتجريد أدعيته وحذف ما فيه من كثرة التكرار".
وتوجد نسخ من حزب "سبحان الدائم" للجزولي في بلاد شنقيط من بينها واحدة في المعهد الموريتاني للبحث العلمي تحت رقم: 2357، وقد ألف "الشيخ محمد اليدالي" "الوسيلة الكبرى" على نهج دلائل الخيرات، وصنف "الشيخ سيدي المختار الكنتي" كتابا في الموضوع نفسه سماه نفح الطيب في الصلاة على النبي الحبيب الذي استلهم عنوانه- كما يبدو- من نفح الطيب للمقري التلمساني.
وقد جاء الشيخ محمد سالم بن ألما اليدالي بمؤلف يحوي هو الآخر صلوات مباركات على النبي- صلى الله عليه وسلم- أسماه سبائك اللجين في الصلاة على سيد المرسلين اعتمد فيه على شوارق الأنوار.
وأكثر من ذلك كانت النساء الصالحات يحفظنها مثل العالمة توت بنت محمد بن المحبوبي اليدالية (ت 1386 هـ ) وفي ذلك يقول الشيخ أحمدو بن اتاه بن حمينه ناظما:
وكان من دلائل الخيرات
أن حفظت دلائل الخيرات
رابعا: الإنتاج الزروقي
اهتم الشناقطة بمؤلفات الشيخ أحمد زروق، وأصبحت بين أيديهم يقرؤونها، ويتبركون بها، ويتيمنون بدراستهامثل: النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية، وقواعد التصوف، والنصح الأنفع"للمعتصم" من البدع بالسنة ووظيفة النجا لمن إلى الله التجا، وتبيين السبيل، والحكم الزروقية.
وقد شرح المرابط "محمد سالم ابن ألما" وتلميذه العلامة "الحسن بن زين العابدين" وظيفة الشيخ "أحمد زروق" شرحا اسمه: "المنيفة بشرح الوظيفة"، وهو شرح غير مطول يرُد الأذكار المجموعة فيها إلى أصولها.
أما قصيدة "زروق" المشهورة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم- فهي متداولة يحفظها الأطفال والنساء وسطرت حولها شروح كثيرة من بينها:
• أنوار البروق شرح قصيدة "زروق لمحمد النابغة الغلاوي".
• شرح بائية زروق لـ"محمد بن محفوظ بن أهمد.
• شرح قصيدة زروق في صفة النبي – صلى الله عليه وسلم- للشيخ "محمد عبد الله بن أحمذيه الحسني.
• الإنتاج المصري:
وسنقتصر هنا على نموذجين من الإنتاج المصري الحاضر في الذاكرة الشنقيطية، وهما الحكم العطائية، وديوان البوصيري، على سبيل المثال لا الحصر.
أولا: الحكم العطائية
وقد وصلت هذه الحكم إلى بلاد شنقيط، في القرن الثاني عشر الهجري إن لم تكن وصلت قبل ذلك، وكان " الأمين بن الحبيب الحرشي الشاذلي" (ت1166 هـ) يقرئ هذه الحكم التي أخذها عن شيخه "سيدي أحمد التواتي". وكان مولاي "عبد المالك الركاني" (ت1207 هـ) و هو أحد الناشرين للطريقة الشاذلية في البلاد يحفظ الحكم العطائية كما يحفظ أحزاب الأولياء.
ثانيا: ديوان البوصيري
لديوان البوصيري وبخاصة ميميته وهمزيته في المديح حضور بارز في الذاكرة والحفظ و الشرح والتعليم فقد شرح البردة باب "بن حمدي الحاجي"، ولم تسلم همزية البوصيري من الشروح و الطرر مثل شروح "احمد ابن المختار بن الأمين التندغي" (ت 1324 هـ) و فيما يتعلق بقصائد البوصيري أيضا فقد شرح "اعمر انبوي بن الإمام محمد عبد الله المحجوبي" (ت 1260 هـ) قصيدة البوصيري الدالية التي أولها:
كتب المشيب بأبيض في أسود
بغضاء ما بيني وبين الخرَّد
شرحا سماه" البرد القشيب في شرح كتب المشيب".