نجم لألاء سقط ليلة الإثنين الماضية ..
رحل الأستاذ الباحث البصير السالك سيد أحمد لحبيب (السالك ولد محمد السالك)
المعروف في أروقة البحث العلمي و ميادين الثقافة و التربية و الإعلام أن السالك محمد المصطفي كان المرجع الخبير واسع الاطلاع حاضر المعلومة المؤصلة لين الجانب في قوة ، ظريفا أديبا في اتزان ، مهتديا ، نفاذا إلى مفاصل الحقيقة العلمية التي هي ضالته و مبتغاه
غير أن الذي نعرفه له نحن القريبين منه من القدرات الذاتية النادرة في حدة الذكاء و نفاذ البصيرة و اتساع الأفق و قرب المقلع يتجاوز حدود المألوف في أستاذ متمكن و باحث موهوب إلى خصائص النوابغ النوادر و إن غمرت خلال التواضع و القناعة و الزهد الكثير من ذلك .
اجتمع لي شخصيا في السالك أخ أكبر و صديق وفي و دليل هاد في متاهات الفكر و السياسة و الاجتماع
لقد عرفت فيه نموذج الرجل الذي يمتلك ذاته في كفاءة اجتماعية و كفاية معرفية يرسم بذلك لكل شيء في هذا الوجود الفسيح حدودا يحميها ببيان مسيطر يدعمه منطق قوي و معرفة متسعة و أدب لطيف ..
و لئن كان التزام الحق لذاته و احترام نواميس الحياة بمختلف تجلياتها يضع الرجل في زاوية العزلة ضمن "مجتمع فضفاض" فقد نال السالك من ذلك قسطا وفيرا و كان بذلك مقتنعا و سعيدا فعلا .. لم تمله رياح مهما كانت هوجاء حتى انسل من خضخاض الحياة كالشعرة من العجين .
اللهم باسميك الرحمن الرحيم أفض على عبدك السالك من رحماتك و نفحاتك ما يسكنه غرف الجنة و يمتعه بالنظر إلى وجهك الكريم ، و أنزل على عقبه لطفك الكريم و بركاتك الضافية .