قد اسـتقـلتْ بلادي.. هل ترى قمرَ الـ
الخمسين يطفو رويدا شاخص الحرف..!
هل تسمع اللحنَ يا “صاحي” يرددهُ
غول المجابات تمـويها على الصلف..
هيّ استقلتْ.. ولكن قد تلـبّـسها،
لسان مستعمر.. يا آية الصدف!..
محتلة لغويا.. من مكائدهم
بومُ الشتات يناجيها، فيا أسفي..
إستبدلوا روحها لغوا وتصفية،
فهمْ هنا في لحاف الرمل والخزف..
وهم هنا في تقاسيمي وأغطيتي،
فكيف تنبتُُ فينا لحظة السعف..!
يا ساقي الجرح هبْ لي بعض ذاكرتي
لعلني أحمل الأيام في كتفي..
كانوا سيبتهجون اليوم يا قمرا
من ظلمة الروح، لو كنا بلا سلف..
أستأنف اليوم لحنا في مقاومتي،
يحرر البحر من إغماءة القرف..
إني أقرر تأجيل احتفاليتي
إلى زمان بلا رجس ولا جيف..
حتى تعود لشنقيط هويتها
وروحها العذبُ في در من الشرف..
أنا أقرر تأجيل احتفاليتي،
وسوف أعزف حتى آخر الشغف..
أنا أقررُ تأجيل احتفاليتي،
حتى يكون لها معنى من الهدف.
(نواكشوط: 28/11/1999)