النجاح محمد فال
صوت:
-“سأسمعك صوتي..” …
-“وهل للقمر صوت؟”
_ “صوته ابتسام العطر يلقي به النسيم إلى الليل”
-” طوبى للساكنين عيون الفجر…”
انهمر الطوفان…
طغى الموج…”
للوهلة الاولي يوحي العنوان “صوت” بانقطاع دل عليه الفعل المضارع الدال علي المستقبل :”سأسمعك “، كما لو كان مقدمة لحياة ستدب من جديد في وجدان البطل المتمثل في غيره، الذي يدل عليه ضمير المخاطب “ك” ..
حياة ملؤها الحيرة القاتلة التي تجعل البطل يحتار في صوت البطل الذي انزاح عنه الإبهام الذي اعتراه عندماكان مجرد ضمير، لكنه انكشف حين غدا وجها بثغر جميل…
عندها انطلق ذات الوجه والثغر الباسم فدوي صوتها المقترن بابتسامتها لان مصدر الصوت والابتسامة هو نفسه الثغر ؛ لذلك كان الوجد: (صوته ابتسام العطر يلقي به النسيم إلى الليل).. ومن ثم جاء الالتحام بين العاشق – المستمع – وذات الثغر الباسم صاحبة الصوت ..
إنه الالتحام المعبر عنه بصيغة الجمع: (طوبي للساكنين عيون الفجر ..).. فحين يتخذون من عيون الفجر سكنا فهم بذلك يغمضون عيونه … والفجر أصلا غير صديق: “وإذا الفجر مطل كالحريق ” .. بعدها يبقي تاثير هذا الصوت المنبغث من ثغر بابتسامة القمر بمثابة الموج المنبعث من طوفان مشاعر طاغية تمنح القصة بعض سمات العنف، وتتغذي من تراجيديا الادب إلي حد كبير .