إبراهيم الدويري
في عام 2004 كنت أتجول في المعرض الدولي الأول والأخير للكتاب في نواكشوط رفقة زميلي الجزائري الدكتور رفيق حميدة البوسعادي زميلي في محظرة النباغية وهو أحد مرشديَّ الأوائل في عالم الكتب والطبعات، وفي إحدى تلك الجولات دلفنا إلى ركن أنيق كتب عليه "دار الغرب الإسلامي" يجلس فيه رجل سبعيني أبيض يرتدي لباسا إفرنجيا وقورا يقوم لكل الداخلين ويسلم عليهم بحرارة وأدب كأنه يعرفهم منذ عقود، وحين دخولنا ركن دار الغرب الإسلامي كاد صديقي الجزائري الذي خبر عالم الكتب وعرف مراتب رجال النشر يصيح لهول المفاجأة إنه يقابل الحاج الحبيب اللمسي وجها لوجه من غير ترتيب، وفي صحراء الملثمين حيث كان يتوقع أن يلتقي كل عالم ومهتم بالعلم والثقافة ما عدا هذا التونسي الذي اتخذ بيروت مهاجرا لإحياء تراث الأندلس والغرب الإسلامي عموما.
شعر زميلي رفيق ببرودتي تجاه الرجل السبعيني الأريحي وجهلي بقيمة الواقف أمامنا فأسرها في نفسه على غير عادة الجزائريين، وبدأ في حديث جميل مع الناشر المخضرم حول نوادر الطبعات وفرائد الكتب، وفي يوم آخر رجعنا لركن دار الغرب الإسلامي رفقة أستاذنا العلامة الشيخ محمد سعيد ولد بدي –حفظه الله - واستمعنا لحديث ماتع حول كتب المالكية واهتمام الدار بها ثم عاتب الشيخ محمد سعيد الحاج الحبيب اللمسي على رداءة طبعة الدار لذخيرة القرافي، وكان رد اللمسي لطيفا متواضعا إذ قال للشيخ سعيد: "لو وجدنا أمثالكم من العلماء والمحققين لأخرجنا تراث شهاب الدين القرافي بما يليق به من صحة ودقة وأناقة".
عقب انقضاء المعرض وتفتيش غنائمنا من دار الغرب الإسلامي وخصوصا بعض كتب التراجم احتلت الدار في قلبي منزلة عالية وأصبحت ترمز عندي لجودة الكتب وحسن الطباعة، وأناقة الإخراج، وبقيت صورة صاحبها الحبيب اللمسي عالقة بذهني أمني النفس بلقياه بحرارة مع العزم على إجلاله وتقدير أياديه البيضاء على تراث الغرب الإسلامي بأندلسه ومغاربه، ثم رمت بي الأقدار بعيدا عن ديار العرب ودور نشرها أعواما، وقبيل عودتي بأشهر لمواطن معارض الكتب العربية كان الحبيب اللمسي قد قضى نحبه يوم 18 مايو 2017 غير مخلف شيئا من متاع الدنيا الفانية إلا آلاف الكتب النادرة والسمعة العلمية الطيبة والأخلاق الكريمة السمحة والعلاقات العلمية الواسعة.
كان الحبيب اللمسي وهو ابن ثمانية عشر عاما في مصر متطوعا للقتال في فلسطين عام 1948 وهناك اعتقله الفرنسيون الذين يحتلون بلاده تونس فأعادوه لها عبر ليبيا ورموه في سجن بصفاقس ومنه استطاع الهروب عائدا إلى صفوف المقاتلين في مصر التي حاصرته فيها الكتب والمكتبات فعشق هذا العالم ورابط على ثغره حتى وسد في التراب دفينا، يقول الحبيب في مقابلته الجميلة والنادرة مع مجلة "الفيصل" السعودية عام 2009 عن بداية ولعه بالكتب في مصر "وأذكر أنني في أحد الأيام دخلت مكتبة كبيرة، وظللت أسأل بائعاً عجوزاً أسئلة كثيرة، فسألني: هل ستشتري؟ قلت: لا، لا إمكانات لديّ، فقال: هل أنت مُولَع بالكتب؟. أجبت: نعم، فقال: لماذا لا تعمل في هذه المهنة؟.".
لم يترك اللمسي عبارة "لا إمكانيات لدي" لشراء الكتب تأكل قبله كما تأكل هذه الحالة قلب كل كتبي فقير، ولم يؤجل ممارسة هوايته بل انغمس فيها مباشرة بعد عودته لتونس كما قال "وعندما عدتُ إلى تونس عملت في مكتبة خاصة للتوزيع، ومنها انطلقت شيئاً فشيئاً، ثم عملتُ في مؤسسة حكومية في قسم الكتاب العربي، ثم استقلتُ وذهبت إلى بيروت وأسّست دار نشر في أواخر عام 1979م، وفي عام 1980م بدأت بإصدار الكتب من خلال دار الغرب الإسلامي".
لم يستفض اللمسي في المقابلة عن هذه الفترة من حياته أي ما بين رجوعه من مصر وعام 1979 لكن كُتبيا آخر يحدثنا عن حياة اللمسي في بعض تلك السنين بإكبار وإجلال وإخلاص ذلكم علامة الجزيرة وفخر الجغرافيين العرب حمد الجاسر الذي حل بتونس في العاشر من ديسمبر 1972م وبفضل الكتبيين التوانسة يقول "لم أحس ذلك اليوم أني أقيم في بلد لست من أهله بل بعكس ذلك فقد وجدت بفضل الإخوة الذين تقدم ذكر بعضهم ما جعلني أشعر بالراحة والاطمئنان وأنسى كل أثر من آثار مشقة السفر ووحدة الغربة"، وسيد أولئك الإخوة المذكورين في رحلات الجاسر هو الحبيب اللمسي الذي يقول عنه "ولقد كان للأخ الصديق الحبيب اللمسي الفضل في ذلك فلقد حرص أن يوفر لي من الراحة ما قدر عليه لقد أمضينا جل النهار والهزيع الأول من الليل في التجوال في المدينة في شوارعها الحديثة وفي مشاهدة بعض معالمها".
ولم يكن اللمسي الأربعيني حينها مجرد دليل سياحي أو شاب تونسي مضياف محتف بعالم عربي ذي سمعة كبيرة في عالم الكتب بل كان فضلا عن ذلك كما يقول الجاسر "من أوسع الباحثين في التراث العربي اطلاعا وبخاصة ما له صلة بتاريخ العرب قديمه وحديثه، يضاف إلى ما يتمتع به من روح كريمة مرحة، وخلق سمح، ومعرفة بأحوال العالم العربي، وتتبع لحركات تطوره الفكرية والأدبية اكتسبها من رحلاته إلى مصر والحجاز وغيرهما من الأقطار الأخرى وهو يعمل الآن موظفا في الدار التونسية للنشر من خلال صفات الأخ اللمسي هذه وغيرها من صفاته الكريمة الأخرى كانت زيارتي لهذه المدينة مريحة ومفيدة". (رحلات الجاسر ج: 1، ص 105 - 106).
ولصداقة اللمسي والجاسر قصة طريفة بدأت منذ 1953 فقد كان من قدر الله أن يشهد الحبيب اللمسي وهو مقيم في فندق التيسير بالطائف وفاة الملك عبد العزيز في مدينة بني ثقيف هذه، ورأى جمعا من الناس فسأل أحد المارة عن سبب تجمعهم فقال له "طويل العمر توفي وسينقل للرياض"، فعزم اللمسي على السفر إلى الرياض ولم يتح له ذلك لندرة السيارات حينها إلا في موكب عائلة الأمير محمد بن عبد العزيز فسافر في سيارة صغيرة مكثت أسبوعا بين الطائف والرياض، وفي مدينة الرياض لم يجد اللمسي فندقا يسكنه فأقام أياما مع صديقه الدكتور عبد المنعم النمر.
وخلال مقام الحاج اللمسي هذه الأيام في الرياض تعرف على الجاسر الذي كان يتابع "اهتماماته بالجغرافيا والتاريخ، ومنذ ذلك الوقت دامت الصداقة" بينهما، يقول "وكان يزورني في الفندق كلما جئت إلى الرياض، وكان يوجّه لي الدعوات فنتلاقى كثيراً"، ويصف اللمسي علامة الجزيرة بأنه "كان مرحاً، ونكتته حاضرة، وكانت أفكاره مستنيرة، ولم يكن عنده جمود، فكانت أفكاره متحررة"، وممن عرف اللمسي من السعوديين عبدالله القصيمي فقد عرفه في بيروت وكان يقول له "أنت عندك تخمة دينية، ولا بد من هزّك وخضّك"، فيرد عليه اللمسي "بالعكس، أنا عندي نقص ديني، لو عندي تخمة دينية كنت رأيتني في عالم آخر".
كان شغف الحبيب اللمسي بالكتب والنشر متقدا، وكانت غيرته على التراث العلمي لمنطقته المغاربية تدفعه لتحدي كل المخاطر وخوض جميع المغامرات بحثا عن مكان مناسب للنشر وإحياء هذا التراث العريق والوافر بطرق فنية تليق به تستلهم الإتقان المغاربي والفخامة الأندلسية، وحين فكر وقدر وقارن بين الأقطار العربية الملائمة للطباعة والنشر لم يجد مكانا مناسبا غير بيروت فألقى بها عصاه عام 1979 ولم يبال بأوار الحرب الأهلية المشتعلة حينها بلبنان، وكانت دور النشر البيروتية تبحث عن أماكن أخرى تهاجر إليها فاتخذ هو هذا القرار الغريب المفاجئ كما يقول صديقه ورفيق دربه الشاذلي بن زويتين مؤرخ الكتاب التونسي.
استبد القلق برفاق درب الحبيب اللمسي وتملكتهم الحيرة من قرار هجرته إلى لبنان حتى جاءهم الخبر بتأسيسه دار الغرب الإسلامي عام 1980م في الشرق لإحياء تراثهم الذي خذلته جل حكومات ما بعد الاستقلال، وكان أول ما نشر أربعة كتب منها "قطعة من موطّأ ابن زياد"، بتحقيق: محمد الشاذلي النيفر، وكتاب مشيخة ابن الجوزي بتحقيق محمد محفوظ، وتوالت بعد ذلك الفتوحات العلمية المحققة الأنيقة بأيدي كبار المحققين في العالم الإسلامي في "التفاسير وعلوم القرآن"، و"السنة وعلومها"، و"أمهات الفقه المالكي وأصوله"، و"معاجم الفهارس والمشيخات والبرامج" و"التراجم والتواريخ العامة والأندلسية" والتاريخ الحديث والدراسات اللغوية والدواوين.
كما اهتمت الدار بنشر الأعمال الكاملة لعدد من الأعلام المعاصرين من أمثال الإمامين ابن باديس والبشير الإبراهيمي، والذخائر الشرقية لكوركيس عواد، وكان للحبيب اللمسي نفسه دور كبير في تشجيع كثير من فطاحلة المحققين والعلماء على جمع أعمالهم ونشرها في الدار، وكتبهم طافحة بالثناء على جميل صنعه مثل محمد أجمل الإصلاحي في "بحوث ومقالات في اللغة والأدب وتقويم النصوص"، ولم يزل شأن الدار يعلو وصيتها ينتشر وسمعتها تسبقها كما قال شيخنا العلامة المؤرخ أبو القاسم سعد الله في الطبعة الثالثة من كتابه الفذ تاريخ الجزائر الثقافي الصادر "عن دار الغرب الإسلامي التي عنيت بالتراث في الأندلس وفي بلاد المغرب حتى كاد اسمها يصبح علما على هذا التراث. ورغم أن صاحب هذه الدار، وهو الحاج الحبيب اللمسي من تونس فإن وجود الدار في بيروت، المركز النشيط للطباعة والنشر في قلب المشرق، قد جعل العلماء والباحثين من أهل المغرب العربي يتمنون أن تصدر مؤلفاتهم في المشرق أيضا لوفرة القراء والاهتمام بأوجه الثقافة المقارنة والتطورات الفكرية لبلدان المغرب العربي".
ذلكم هو الحبيب اللمسي صاحب الأيادي البيضاء على تراثنا المغاربي والإسلامي عموما فقد قام بما لم تقم به دولنا مجتمعة، وكان على كثرة انشغالاته وأسفاره "يمتاز بذاكرة خارقة للعادة في حفظ أسماء الكتب حتى إنهم يعتبرونه فهرسا متنقلا للتراث الفكري العربي"، كما يقول حسن جغام مؤلف "مذكرات ناشر" وصاحب دار المعارف للطباعة والنشر، ولم يكن اللمسي في المهمات يكتب التقارير بل كانت ذاكرته تحتضن عن كل مهمة ملفا شاملا بالأرقام والوقائع عن المهمة وقضاياها المتشعبة يبهر مرافقيه.
اختصر الحبيب اللمسي حياته في عالم الكتب والنشر فكان من العلماء العزاب فلم يكن للنساء في عالمه نصيب ولا عشق امرأة ولا عشقته، ولم يملك سيارة ولم يقدها ولا دخل بيته تلفاز فهو كما قال "ذاكرتي أركّزها في الكتب كي لا أنسى ما لي وما عليّ في الكتب"، فقد مكث أكثر من ستين عاما وهو يتجول بين المعارض مقتنيا لنوادر الكتب "فأنا أشارك في كلّ معرض بجناح أجعل له من يديره، وأنا أطوف على المكتبات لأشتري الكتب الجديدة التي تهمّني"، هذه الكتب التي أهمته وصلت إلى أكثر من 60 ألف كتاب بها عدد كبير "من الكتب المحكّمة تبلغ نحو الـ90٪، وهي صادرة عن الجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية، وكلها كاملة وأصلية ومجلّدة ومرتّبة ومُتابعة ومدقّقة. أما بالنسبة إلى المخطوطات فتبلغ نحو 350 مخطوطة، والمطبوعات الأجنبية المطبوعة في أوربا بعضها قد يرجع إلى عام 1500 م، ويوجد لديّ كتب قديمة من أوائل المطبوعات في العالم".
قدر المحقق العراقي الكبير الدكتور بشار عواد معروف - حفظه الله - قيمة مكتبة الحبيب اللمسي بـ30 مليون دولار، وهذا العلم الكثير والمال الوفير كان مصدر قلق وحزن للحبيب اللمسي كما كانت سعادته فيه؛ فـ"هذه الكتب – كما يقول – الابتلاء بها وإدمانها مثل إدمان الحشيش"، والمدمن عافاكم الله مغلوب على أمره فحينئذ لم يكن للشيخ المدنف والعازب المغترب من سبيل للحوار مع مكتبه غير الدموع فكا يقول "وعندما أدخل إلى مكتبتي أبكي أحياناً من دون أن أشعر؛ لأنني أجد نفسي عاجزاً أمام هذه الكتب؛ فأنا أضع إلى جواري 20 كتاباً لكي أقرأها، وأحار بعد ذلك ماذا أقرأ، وماذا أدَعُ. صحيح القول: إن كثرة الكتب مضيعة للعلم".
وكان قلق اللمسي الأكبر على مصير مكتبته بعد رحيله فالكتب عند مدمنيها كالأولاد أكباد مكدسة على الأرض، وكان حزينا على ضياع الأوقاف في تونس ومحاربة بو رقيبة لمظاهر الإسلام في أرض القيروان وهذا ما جعله يتأخر في إهداء مكتبته لبلاده كما يقول "وما جعلني أتأخر في إهدائها أنه ليس لدينا وقف، وكان هناك وقف في جامعة زيتونة ألغاه بورقيبة مع كل الأشياء التي تمتّ إلى الإسلام بصلة؛ إذ إن أول شيء عمله بعد الاستقلال هو الاعتداء على الإسلام، وآمل أن يعود الوقف ليكون في دار الكتب؛ لكي نخصّص لهذه الكتب مكانها، وأن تطبع فهارسها إن شاء الله. أنا حريص أدبياً الآن على أن أقدمها بسرعة؛ لأن عمري اليوم 82 سنة، -كان ذلك عام 2009- ولم تعُدْ عندي القدرة على العمل ولا الجلَد".
لم يترك الحاج الحبيب مسعود اللمسي كتبه مغتربة كما اغترب هو بل أهداها إلى المكتبة الوطنية التونسية، واستن به في ذلك المؤرخ والمحقق الكبير محمد الحبيب الهيلة "آخر الزيتونيين والمجاور بالبيت العتيق" كما وصفه الأديب البارع حسين بافقيه، قدرت المكتبة التونسية هذا الصنيع واحتفت بالراحل في ندوة مشهودة بمنسابة مرور أربعين يوما على وفاته حضر وقائعها الشيخ رشيد الغنوشي الذي كان الحبيب اللمسي يقدر دوره الطلائعي في التصدي للطغيان والظلم بتونس وجهوده في إيقاظ الوجدان الإسلامي في بلاد القيروان والزيتونة، وقد حرص بشار عواد في تأبينه الجميل الذي قرئ في هذه الندوة أن يذكر أن الحبيب اللمسي أخبره في آخر لقاء له معه بمدى "فرحته وسعادته بزيارة شيخ المجاهدين الشيخ راشد الغنوشي له وفاء وتقديرا".
وليس هذا بمستغرب على مسلم أبي عايش الظلم والطغيان وعانى منهما مثل الحبيب اللمسي وهو حسب صديقه بشار عواد "المسلم الصادق الأمين الملتزم الوفي لدينه، قد عارض في كل حياته الظلم والطغيان فرأى الظالمين قد ألبسوا ثوب الغرة والخيلاء يدعون الناس إلى عصيان خالقهم وهتك سلطانه، وشاهد عندهم من ضروب الاختلال واضطراب الأحوال في سياسة الخلق ما حداه إلى إنكار ذلك المنكر ما استطاع فكان جزاؤه أن قضى ردحا من سنواته سجينا معذبا مثل غيره ممن تعرضوا للظلم والأذى".
وكان اللمسي لمعرفته الدقيقة بأحوال العالم العربي ورصده للتحولات الكبيرة فيه يخاف من المآل الذي آلت له الأوضاع في تونس ويحذر منه في جواب له لمجلة "الفيصل" عام 2009 عن الحقبة المقبلة في تونس قال "أجيال جديدة ستفرز مجموعات جديدة، والمعركة الصعبة ستكون من العلمانيين الذين يحاولون التخويف بالإسلاميين، وجعلهم بعبعاً يخيف الناس"، مبديا استياءه من تقليد بعض مواطنيه للغرب في تصنيف الإسلاميين حركات باطنية وإصدارهم كتبا تافهة في هذا السعار التشويهي، وكان يرى أن الحركات الإصلاحية لا تلجأ للعمل تحت الأرض إلا في الضرورة، ناصحا الأنظمة أن تتيح الحريات للشعوب، لأنه "دائماً من الأفضل أن تترك البشر يعملون فوق الأرض بدلاً من تحتها؛ لأن من يعمل تحت الأرض لا تعرف متى سيؤذيك".