انطلقت أمس الأحد فعاليات النسخة الأولى من «مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث» بولاية الحوض الغربي، أقصى شرقي موريتانيا، وذلك بعد أشهر من التحضير المتواصل لتنظيم مهرجان يصفه القائمون عليه بأنه “فريد من نوعه”، إذ أنه يسعى إلى إحياء المناطق الشرقية من البلاد، وخاصة منطقة لعيون.
المهرجان الذي يستمر لثلاثة أيام، أعلن القائمون عليه أنه فرصة للغوص في تاريخ مدينة لعيون الزاخر، عبر أنشطة ثقافية ورياضية، وبحضور الفاعلين الثقافيين والاقتصاديين والاجتماعيين، ووجوه معروفة على المستوى الوطني.
رئيس المهرجان المختار ولد اغويزي، قال خلال افتتاح المهرجان إن “الثقافة والتراث وسيلة لتوضيح الرأي بحرية وانسيابية، وذلك بتحديد معالم تاريخ أمة مختلفة المسارات، موحدة الأهداف والغايات، وفي هذا السياق يتنزل مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث”.
وأضاف ولد اغويزي الذي تولى الإشراف والتنسيق للمهرجان، أنه “يسعى إلى إظهار المقدرات الثقافية في المنطقة، وتراثها المتنوع، استجابة للتوجه الذي يسعى من خلاله رئيس الجمهورية إلى استنهاض الهمم واستغلال المتاح من الزراعة المطرية، استغلالا يمهد الطريق لاكتفاء ذاتي يؤمن البلاد”، وفق تعبيره.
حضور جماهيري كبير لافتتاح المهرجان
من جانبه قال عمدة لعيون أج ولد أدي إن “المهرجان يأتي في وقت تعاني فيه الثقافة الملتزمة بمقتضيات خصوصيات الأمة والمجتمع، من نقص حاد في النمو على غرار كل الثقافات الأخرى، ويتعرض فيه التراث لعميلة تجفيف لروافده الأصيلة بشكل متواصل، حتى تراث شنقيط والقيروان ودجلة، في هذا العصر”.
وأكد أن تنظيم المهرجان “يمثل تلبية فصيحة لحاجات حضارية وثقافية ملحة لملء الفراغ، وهو ما كلف إدارة المهرجان مشقة كبيرة”، على حد تعبيره.
وأوضح أن المهرجان تجاوز دوره من أجل “تنمية مجالات أخرى كالعلاقات الوطنية المحلية، والنشاطات الاقتصادية في المدينة، وتنمية السياحة”.
وأضاف أنه “سيمكن من نشر تاريخ لعيون”.
أما رئيس المجلس الجهوي لولاية الحوض الغربي ختار ولد الشيخ أحمد، فشدد على أهمية أن يستمر تنظيم المهرجان في المستقبل، واعتبر أن “الترفيه مهم، ولكنه ليس هو جوهر المهرجان، بل يجب أن يكون فرصة لتوعية الشباب حول ضرورة العمل”.
وأضاف ولد الشيخ أحمد أن ولاية الحوض الغربي “هي ثاني أفقر ولاية موريتانية بعد كيدي ماغه”، داعيا الشباب إلى الإقبال على العمل لتطوير الولاية.
فنانون ومشاهير كانوا حاضرين على خشبة المهرجان
ويهدف المهرجان إلى إحياء الموروث الثقافي والعلمي في الحوض الغربي، وتسليط الضوء على خصوصية المنطقة الزراعية والرعوية، إضافة إلى التعريف بمقدراتها السياحية وما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة، إذ تصنف من أجمل مناطق موريتانيا.
وتمتد لعيون من سلسلة مرتفعات أَفله غربا إلى منطقة المكفه شرقًا، مرورا بمنطقة تمببه والمخروكات واعليب الفران شمالًا وشرقًا، وهي الأماكن التي توصف من طرف القائمين على المهرجان بأنها “لوحات طبيعية متناسقة تجذب الكثير من السياح خلال موسم الأمطار”.
ومع موسم الأمطار القياسي هذا العام، جاءت فعاليات المهرجان لتضيف عنصر جذب جديد للمنطقة، وذلك من خلال تنظيم أنشطة ثقافية ورياضية، وتنظيم محاضرات وندوات فكرية تسلط الضوء على علماء وأدباء المنطقة الذين تركوا بصمتهم في التاريخ الموريتاني.
وبالإضافة إلى سهرات فنية وأدبية وألعاب فولكلورية سيشهدها المهرجان، سينظم القائمون عليه يوما زراعيا خاصا في مدينة لعيون لتوعية السكان حول أهمية الزراعة، بالإضافة إلى يوم صحي تقدم فيه استشارات وعلاجات مجانية، وتوزع فيه ناموسيات مشبعة على الأسر الهشة.