فدم الدكتور أحمدُّ ولد آكاه مساء اليوم الأربعاء (08-02-2023) محاضرة بمقر المركز الثقافي المغربي حول "الطريقة الشاذلية في بلاد شنقيط ونماذج من النصوص الصوفية".
واشتملت المحاضرة على العناصر التالية: "مقدمة تؤطر للموضوع"، وتناولت المنحى التأليفي لدى الشاذليين الذين لديهم مؤلفات تعتبر من أهم مصادر التصوف السني خاصة ما يتعلق بفقه التصوف "فأغلب مؤلفات هذا العلم كانت من إنتاج متصوفة شاذليين، ومن أهم هذه المؤلفات: كتاب الحكم لـ"أحمد بن محمد بن عطاء الله السكندري"، وقواعد التصوف، والنصيحة الكافية لـ"أحمد زروق"، وشروح الحكم لكل من: "محمد فتحا بن عباد" و"الشيخ زروق" و"ابن عجيبة".
وقد انتشرت كذلك أدعيتهم وتوجهاتهم فصارت معتمدة موثوقا بها عند أصحاب التصوف والدين مثل: الصلاة المشيشية، وأحزاب الشاذلي، ودلائل الخيرات للجزولي، وغيرها متداولة بين الناس، وكثر استنساخها.
وليس الشناقطة ببعيدين من هذا المنحى التأليفي، فقد ألفوا وشرحوا وأضافوا فأثْرَوْا بذلك الساحة الثقافية والدينية وأثَّرُوا كذلك في محيطهم.
بعد ذلك تطرق المحضار إلى ثلاثة محاور:
-المحور الأول: وقد تطرق لتجلية عنوان المحاضرة، وهو المكون من تركيب وصفي (الطريقة الشاذلية) يتبعه تركيب إضافي (بلاد شنقيط) يربط بينهما حرف الجر (في) لتبيين حضور هذه الطريقة الصوفية في حيز مكاني هو بلاد شنقيط.
ويأتي بعد ذلك تخصيص لهذا العموم من خلال قصر الموضوع على أمثلة من المركب الوصفي الثاني وهو: (النصوص الصوفية).
-المحور الثاني: وفيه استعرض المحاضر الناحية الأولى من هذا البحث المتمثلة في النصوص النثرية، وقدم بعض النصوص مثل: شرح "خاتمة في التصوف" للشيخ محمد اليدالي (ت 1166 هـ)، وفيض المنان في الرد على مبتدعة هذا الزمان، للعلامة الطالب أحمد بن اطوير الجنة الواداني (ت1265 هـ)، ونفحة الياسمين في الصلاة على النبي الهادي الأمين لـلعلامة محمدفال ابن محمذن بن العاقل(ت 1334هـ)، من خلال التعريف بمحتواها وإظهار قيمتها الصوفية.
-المحور الثالث: وفيه قدم المحاضر رشد الغافل ونصيحة الجاهل للعلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي(ت1333هـ)، بوصفه ممثلا للأنظام الصوفية المطولة شيئا ما، مع أمثلة من المقطوعات الشعرية والأنظام التعليمية لهؤلاء القوم
واختتم ولد آكاه محاضرته بخلاصة عامة عن الموضوع ليرد على أسئلة الحضور، التي تركزت في أغلبها على مسألة تحديد التصوف السني، ومساهمة الطرق الصوفية في مكافحة التطرف.
جدير بالذكر أن ولد أكاه حاصل على شهادة الدكتوراه في الآداب (تخصص: تراث الغرب الإسلامي) بدرجة مشرف جدا، ودبلوم كاتب صحفي من السلك العالي بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء بنواكشوط، وله عدد من الكتب المنشورة منها: "الروافد الأندلسية المغربية في التصوف الشنقيطي (الشاذلية نموذجا)"، ودراسات في الأدب الأندلسي والمغربي (من خلال إسهامات الشنتريني والكلاعي وابن زاكور)، والطريقة الشاذلية في بلاد شنقيط: أعلام ونصوص (خاتمة التصوف للشيخ محمد اليدالي نموذجا) (أطروحة دكتوراه في الأصل).
وله أيضا، عدد من المقالات العلمية، وديوان شعري فصيح وآخر بالحسانية.
ويعمل ولد أكاه حاليا رئيسا لتحرير جريدة "الشعب" (رسمية) وأستاذا جامعيا في عدة جامعات.