انطلقت ضحى اليوم الثلاثاء أولى أصبوحات مهرجان "نواكشوط للشعر العربيّ في دورته التاسعة" المنتظمة بقاعة الأنشطة في بيت الشعر- نواكشوط، والتي قدّم من خلالها أربعة شعراء إبداعاتهم الشعرية، هم: لمرابط ولد دياه والحسن ولد اعليّ ومحمد المصطفى ولد العربي، وعبد المنعم حسن من جمهورية مالي، وقد أدار الأصبوحة الشيخاني ولد سيدي الإعلاميّ في التلفزة الموريتانية الذي استهلّ الأصبوحة بلمحة تقديمية عن مكانة الشعر عند الموريتانيين واستمتاعهم بالفضاءات الفنية والإبداعية وبحثهم عن الجمال والمتعة لدى الشعر والشعراء.
وقد بدأت إلقاءات ضيوف الأصبوحة الشعرية مع لمرابط ولد ديّاه، وهو شاعر من مواليد 1960 بوادي الناقة، تلقّى تعليمه الأوليّ بالمحاظر الموريتانية، ثم التحق بالثانوية النظامية، حاصل على الباكالوريا الأدبية، وعلى الليصانص في الدراسات الإسلامية من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بنواكشوط، ويحضّر للماستر في علوم الشريعة، عضو نشط في عدة جهات ومؤسسات ثقافية بالبلد أبرزها اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، حائز على عديد الجوائز الأدبية، عضو تحكيم في أهمّ المسابقات الأدبية بالبلد، شارك في تظاهرات وفعاليات ثقافية وأدبية متنوعة داخل البلاد وخارجها، له أعمال فكرية مطبوعة من أبرزها ديوان "عبرات"، وأخرى قيد الطبع.
وقد تلا عدة قصائد من ضمنها نصّه " ":
بلادي
كنت دار العلى وما زلت داره
حزت ما حزت من على عن جداره
لم تضيقي بالمجد ذرعا ولكن
عن معانيك قد تضيق العباره
كنت مذ كنت للمكارم مغنى
كنت أرض الرباط أرض المناره
فيك تحت الخيام أهلك شادو
وعلى العيس في البوادي حضاره
وقد تلاه ثانيا عبد المنعم حسن وهو شاعر من جمهورية مالي، من مواليد مكة المكرمة سنة 1985، حاصل على (البكالوريوس) العربية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كما درس اللغة الفرنسية بالمركز الثقافي الفرنسي بباماكو، شارك في عدة مسابقات شعرية كبرى من أبرزها أمير الشعراء، وملتقى الشعر العربي بمالي، وليالي الشعراء بجازان، مشتغل بالعمل الصحفي بعدة مؤسسات، حائز على المركز الخامس في الموسم الثامن لأمير الشعراء، صدر له ديوان "موسم اللازورد"
وقد ألقى من جميل شعره عدة نصوص من ضمنها قصيدته " رمل يحلم " :
أخُطّ وأمحو كالرياح على الشطِّ
فهل عرفوا التأويلَ من قرأوا خطي؟
كمن دسّ في صدر المتاهة بذرةً
سقاها بعينيه، وأومى إلى القحطِ
سماءً سماءً يملأ البُعد وجهتي
إذا هبطوا.. أتعِس بمن حلّ من رهطِ!
يحطّون في ظل الخواء رحالَهم
رِدوا الثلج، لا نارٌ تهبّ بلا نفطِي
فيما تبعهما ثالثا محمد المصطفى العربي، وهو شاعر من مواليد 1995 ،مشتغل بالقصيدة العربية، رئيس لنادي "عروج الأدبي"، وعضو في "صالون مامون الأدبي"، خريج كلية العلوم القانونية و الاقتصادية، أستاذ يُدرس مادة اللغة العربية في نواكشوط، فائز في مسابقة سدنة الحرف، نشرت قصائدهُ فى العديدِ من المجلات العربية و المواقع الإكترونية، - صدر له "أشياء في مهب الاحتمال" عن دائرة الثقافة بالشارقة 2023.
وقد ألقى عدة قصائد من ضمنها نصه "رَسوًا على ضِفَّةِ التاريخِ":
لا شَـيء غـيـرُكِ أضـحى لـلزمان سَــنا
يَـــا آيــةً مُـنــذ وَجهـِي
ما تَــزالُ أنـــا
أنتِ التراتيل
في رجعِ الحروفِ مَشت
أنت المصابيحُ في كَـفِّ الحَـياةِ مُـنَـى
هــذى عـُيـُـونُـك
في غَـيمَـاتـِـها وَطَـنٌ
يُـداعِـبُ الضَّــوءُ
مِـن نايـاتـِــها مُـدُنـا
خَـصـلاتُ شَـعـركِ في لـيلاتِـها سُـفُـنٌ
تَجـتـَاحُ أزمِـنَـةً كَـي
تَـسجُـنَ الزَّمَــنا
دَعـِي نَـوافِـذَكِ الخَضراءَ تـســرُدنِــي
و بَـدِّدِي فِى الصَّحارى
ما يَـطِـيبُ لَـنَا
وقد اختتمت الإلقاءات الشعرية مع محمد ولد اعليّ، وهو شاعر من مواليد بوتلميت 1966 عضو معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، نائب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين سابقا، فائز في مسابقة الوحدة الوطنية سنة 2010 ، وفي مسابقة مجلة "حراء التركية" للمديح النبوي، مشارك في عديد اللقاءات الثقافية، صدر له ديوان " صرخات الصمت" سنة 2007، ويعمل على إصدار أعمال شعرية أخرى.
وقد ألقى جملة من إبداعاته، من بينها نصه "وجودية" :
لدي شعر ولكن لا لسان له
ولي وجود ولكن خارج
الزمن
أريد أن أركب التاريخ منطلقا
إذا بتاريخيَ المنكوب
يركبني
وأن أعبّر عن أشياء تسكنني
لكن خوفي من التعبير
يمنعني
إن الحروف رصاصات موجهة
وحين أطلقها ترتدّ
في بدني
وبعد ختام الإلقاءات قام سعادة محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، والأستاذ محمد القصير مدير الشؤون الثقافية بالشارقة والدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر- نواكشوط بتكريم ضيوف الأصبوحة، كما قد نُظّم على هامش الأصبوحة حفل توقيع عمل شعري من الإبداعات الصادرة لهذا العام 2024 عن دائرة الثقافة بالشارقة وهو: "يدي وحيدة منكبي" للشاعر إخلّيهنّ بوبكر.
وقد حضر الأصبوحة جمع متنوع الخلفيات من عشاق الأدب والجمال ومتذوّقي الشعر والكتابة والأكاديميين والأساتذة الجامعيين والصحافة، وقد ختم النشاط باستراحة قهوة وشاي ببهو بيت الشعر تخلّلتها لقاءات تعارفية وتواصلية بين الشعراء وجمهورهم.