نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 21 مارس 2024 الموافق 11 من رمضان 1445 للهجرة سمرا شعريّا ضمن برنامجه المستمرّ الساعي إلى إتاحة الفرصة للشعراء من أجل التعبير عن رؤاهم وإبداعاتهم وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر الذي دأب بيت الشعر-نواكشوط أن يخلّده احتفاء بمكانة الشعر في الذاكرة الثقافية عند الموريتانيّين، وقد شارك في الأمسية ثلاثة شعراء من مشارب مختلفة التوجهات الأدبية هم: إسماعيل محمد يحظيه الحسن، والتّقي الشيخ أحمدو، ومحمد سالم سيدي محمد يام.
وفي كلمة له بالمناسبة عبّر د. عبد الله السيّد مدير بيت الشعر نواكشوط عن رسوخ حضور الشعر في وجدان الأمّة وضرورة إعلاء القيم الجمالية وبثّها من أجل خلق روح حضاريّة معبّرة عن الخصوصيات الثقافية والفكرية للمجتمعات العربية، كما أكّد على أنّ الاحتفاء بيوم الشعر في بلاد تنعت بالشعر والشعراء أمر يجعل من الذكرى ذات أهمّيّة خاصّة، متوجّها بالشّكر إلى جمهور الثقافة والأدب ومن خلاله إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مبادراته الجليلة ودعمه المتواصل للأدب والثقافة في كافة الأقطار العربية.
وافتتحت الأمسية بتقديم عرض موجز لسير الضّيوف وعن حضور الشعر في الوجدان العربيّ واحتلاله المساحة الكبرى من تاريخ الحضارة العربيّة؛ لما يعكسه من صورة معبّرة عن واقعها ومساراتها، وضمن هذا الإطار يندرج السعي الحثيث لبيت الشعر في استقطاب الشخصيات الشعرية والفكرية من أجل التطرّق لتجاربها الإبداعية والثقافية، إضافة إلى مشاركاتها المعرفية في الحقل الثقافيّ والعمليّ.
وقد بدأت الإلقاءات مع الشاعر إسماعيل محمد يحظيه الحسن وهو من مواليد 1954، كاتب ومؤلّف مهتمّ بالأدب والثقافة، مشارك فاعل في الساحة الثقافية.
وقد ألقى أمام الجمهور نصّه الموسوم "عندما يكلم الساحر " :
هو الدهر يغشانا فنلهو بزيفه :: دِراكا فيرمينا بهول المصائب
ويمكسنا محض المودة بالجفا :: ويكشر عن أنيابه بالعجائب
فكم سام أحلامَ الورى ضيمَ جوره :: وما الضيم إلا نقص أهل المناقب
أتانا لسان النعي حسرى فدمدمت :: أراجيف وادهمَّت رحاب المضارب
هو الوعد لم يمهل أخانا وحبنا :: محمدَنا المختارَ عالي المراتب
نُعاب اذا استنحى بنا الخطب مجزعا :: كما استصرخ المرعوب في وجه ناعب
فيما تلاه ثانيا التقي ولد الشيخ وهو شاعر من مواليد 1968 بنواكشوط، حاصل على دكتوراه في الآداب من جامعة القاضي عيّاض بالمغرب، عضو اتحاد الأدباء العرب، أمين العلاقات الخارجية باتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، عضو لجنة تحكيم شاعر الرسول بموريتانيا، كما قد مثّل موريتانيا في عدة مؤتمرات ثقافية وأدبية دولية، عمل سابقا كاتبا بعدة صحف وطنية، له عدة بحوث ومقالات منشورة وقد ألقى نصه "أيقونة الروح" الذي ورد فيه:
أسير وقد أعيا الكرام مسير
فهم في مداه ظالع وكسير
أسير ضمير لا يفك إساره
إذا فكّ من قيد الضمير أسير
صبرت لها صبر الزمان ولم أكن
لأعدل عنها والزمان يجور
وسيرتها في الخافقين أوابدا
من الشعر لم تزدن بهن قصور
إذا احترق الأقوام في صلواتها
علا الكون مما ينطقون حبور
وانتهت الإلقاءات ثالثا مع محمد سالم سيدي محمد يام وهو شاعر من مواليد 1984 في مدينة انْتَيْكانْ، حاصل على البكالوريا الأدبية العصرية والمتريز في الدراسات العربية،باحث مهتمّ بقضايا الشعر وموضوعاته، يعمل حاليا مدرّسا للغة العربية، وقد ألقى عدة نصوص من ضمنها نصّه المديحيّ "رحلة لبراق دمي" الذي جاء فيه:
يا سيّد الماء والأنوار مذْ عبَرا
هذي البحار أزاح الليل والكدرا
كم كنت خلف هطول الليل ممتثلا
بين المحاريب تتلو آيه سوَرا
تمتدّ في شجر المأوى غلائله
عطرا يفوح بنبع الطهر منتشرا
بي من خطاياي أثقال أنوء بها
فاغسل ثرى جسدي من كوثر زخَرا
كما تبادل للإلقاء على المنصّة شعراء هم: الشاعر د. ابوه ولد بلبلّاه والشاعر ماء العينين الشيخ الأديب والشاعر محمد المصطفى العربيّ.
واختتمت السهرة الشعرية بصورة تذكارية جماعيّة، وقد حضر النشاط جمهور واسع من الأكاديميين والأساتذة والإعلاميين رواد بيت الشعر وعشاق القصيدة والأدب.