موسى لبات
لا شَكَ أن للسينما عُشاقٌ كُثرٌ في هذا المنكبِ الموبوء .. ولا شَك أنها حضنٌ دافئ لمدمني الفنون بشتى أنواعِِها .. لكن مهرجانُ انواكشوط الدولي للفيلم القصير إبنُ الفنِ السابع اللقيط .. الذي تبناهُ الأسطورة Abderrahmane Lahy حين عجز العتاتُ عن إلقاحِ أمه الغانية ..
عبدُ الرحمن المارق على كُلِ الأعراف آمن بإمكانية تحقيق حلمٍ طوباويِ في بلد نامٍ تركله نعالُ العساكرة المعادون لكلِ ماهو جميل ..
عبد الرحمن "الدرويش الجوال" .. أبى إلا أن يدخِلَ السعادة إلى أرواحِ جيلٍ من المجانين يتذوقُ الصورة بكل أبعادها .. حقق حلمهم بإبتسامةٍ شاخت وهيَ مرسومة على وجهه دون إستراحة ..
أيعقلُ أيها العقلاء .. أن نفرط في هذه الثروة المسماةُ " عبد الرحمن أحمد سالم " ؟
عبد الرحمن نفسه .. فرط في عبد الرحمن .. دونَ أي يسألنا - نحن صغاره ضرورة - عن ماذا نريد !! وهل نحنُ مستعدونَ لفقدانِ عتبهِ وتوجيهه ولمسته الإبداعية في هذا التوقيت بالذات ؟
ذهبَ عبد الرحمن .. ودخل المؤرخُ الدكتور شحنةُ الحنانِ Ahmed Maouloud Eida El-Hilal إلى عالمنا مديرا لثلاث نسخٍ من المهرجانِ اليتيم المتوحد .. فشاخَ هو الآخر لفرط حبه للفن ..
كانُ "الكَهل" Salem Dendou يجارينا دائما في النسخِ المنصرمة .. ولا ينفكُ يعدنا بالإبداعِ مرة تلوَ الأخرى .. مصحوبا بطاقة وحبٍ سينمائِيَن تجسدتا في Cheiguer Junior .. ذاك الشابُ الحالم الطامح الذي لا ينتمي لهذه الأرض فكرا ولا شكلا ..
أعدو العِدة لنسخة هذا العام وأقتحموا على السلطات مقراتهم وخرجوا بالغنيمة كبرى من عزوتهم الفنية المباركة ( رعايةٌ سامية من رئيس الجمهورية )
لقد أقنعوا الدولة أن تستثمر في الفن .. وصنعوا نسخة عظيمة من المهرجان لهذه السنة .. خلت من التذمر وشح الوسائل ..
كان كم الضيوف ونوعتيتهم نجاحٌ منقطعُ النظير لدارِ السينمائيين الموريتانيين ..
جعلها حديث المنطقة العربية لمدة أسبوع ..
الآن .. وقد تحقق الحلم ولو - جُزئيا - يجبُ على دارِ السينمائين أن تحيا من جديد .. تحيا بإعادة لمِ شمل السينمائيين .. وتفعيل البرامج البرامج القديمة وتحديثها لكي لا تبقى السينما في هذا البلد موسم سنويٌ قصير .. من 23 أكتوبر كل عام حتى 29 من نفس الشهر ..
فهل ستلقى دعوتي هذه آذانا صاغية عند الحالمين الجدد القدامى ؟
فنكم الراقي يا سادة مهدد بالتمييع .. فصفحاتُ هذا الفضاء مليئة بإعلانات تجارية تدعى التكوين في مجالكم .. وأشياء أكثر وقاحة ..
قوموا من سباتِكم العميق .. وأمسحوا على وجوهكم فالتجاعيدُ ليست وليدة الشيخوخة دائما .. تجاعيدكم وليدة الأسى .. فالفنون وممتهنيها في هذه الأرض لم يبلغلوا سنَ الحُلم بعد ..
وأعذروني في النهاية فما أنا إلى كُل واحدٍ منكم على حدة ..