نواكشوط – "السدنة":
أدت جموع غفيرة من المواطنين الموريتانيين فجر اليوم (الأحد: 9 يونيو 2024) في مسجد بداه بمقاطعة لكصر بالعاصمة نواكشوط، صلاة الجنازة على جثمان الشاعر الكبير حسني ولد شاش الذي توفي مساء أول أمس الجمعة بتونس إثر معاناته من مرض عضال.
وجرت صلاة الجنازة بحضور شخصيات كبيرة وبحضور رموز الأدب والثقافة والإعلام، إضافة إلى أصدقاء الراحل ومحبيه وعشرات المواطنين الذين حرصوا على حضور الصلاة على هذا الشاعر المعروف بمواقفه القومية والإسلامية المشرفة.
وتم نقل جثمان الراحل إلى "العصماء" شمال نواكشوط، ليدفن في مقبرة العائلة حيث ضريح والده محمد سالم ولد شاش تغمد الله الجميع برحمته الواسعة.
وتوفي ولد شاش عن عمر ناهز 57 عاما، بعد أن قدم تجربة متميزة في القصيدة العربية الحسانية كما كتب القصيدة الفصيحة بشقيها العمودي والحر.
وكان ولد شاش أحد النشطاء البارزين في الساحتين الأدبية والإعلامية وأسس وشارك في إنشاء نواد وجمعيات ونقابات.
وكانت سفارة فسلطين بالعاصمة نواكشوط قد علقت قصيدة حسني ولد شاش "فلسطين أحزانك في الروح" على مبنى السفارة.
وللشاعر حسني ولد شاش ثلاثة دواوين شعرية صدر منها ديوان "بوح التافلويت" عن منشورات اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وهو أول ديوان من الشعر العربي الحساني يقوم الاتحاد بنشره، وديوان "اغْـنايَ" تحت الطبع، وله ديوان شعر فصيح نشرت قصائده في صحف ومواقع عديدة.
ونعى كبار الشعراء والكتاب والمثقفين الموريتانيين الشاعر الراحل وذلك بقصائد وتدوينات ومقالات وكتابات تخلد مآثر الراحل العزيز.
وكتب الشاعر الكبير إبراهيم الأندلسي قصيدة رثاء في الراحل حسني ولد شاش بعنوان: "التحية"، جاء فيها:
سلامٌ على (حَسْنِي) سلامٌ على الحُسْنَى
سلامٌ على وَجهٍ يَبشُّ بها أسنَى
سلامٌ على لُطفِ الصديقِ وبَشرهِ
سلامٌ على (حَسْنِي) أُغالبُهُ مَتْنـا
وأيُّ مجالٍ للسلامِ وقد مشَى
إلى دار خُلدٍ لا تغيبُ ولا تَفنَى
مشَى صابرا حُلوَ المَقالِ تَلُفُّهُ
خلائقُ أشرافٍ أراحَ لها المَبنَى
لقد عاش فينا جابرَ الكسرِ ناصحا
وظَهرا وَقُوفا لا يُلانُ ولا يُحنَى
وكان بيانُ الكَفِّ بالجودِ ناطقا
ومُلَّكِ في إنشادِهِ السبكَ والمَعنَى
وفي حفظهِ للوِدِّ آياتُ أمَّةٍ
إذا وُزِنت يَلقى بها جنةً عَدْنا
سلامٌ على حُسنِ المواقفِ والنَّدَى
وقُدسٍ وأقصاها، لقدْ فَقَدَ اليُمنَى
ولكننَّا للهِ واللهُ ربُنا
ولا نَملكُ الأعمارَ إنَّا لهُ هُدْنا
ونسألُه للضيفِ جناتِ خُلدِهِ
بها قاصراتُ الطرفِ كم حُصِّنت حِصنا
سلامٌ على قبرٍ يفوزُ بجسمِهِ
ولو أنه يَسقِي جَوانِحَنا الحزْنا.
كما كتب الشاعر محمد محمود ولد عبدي:
"رحل حسني المسلم المسالم رحل الصديق الذي يصادق كل الناس في كل الأعمار بتواضع جم ...
تعرفت عليه 2012 معرفة تكاد تكون كاملة لولا تعذر معرفة طريقه الخيير ....
أسترحت له وسمعت عنه ومنه كان خياله معاصرا في الأدب الشعبي يتبجح عنه قوله وصوره رغم نكران الذات !
كان من الأجدر أن تعلق مدائحته على أستار الزمن لأن كل حرف مشبع وكل حرف بردة وكل تنفس عكاظ في فواصل نصه برعي وفي حضوره جراحات الأمة ودموع الأرامل والثكالى والأطفال يحمل مظالم الناس ثم يصرخ عن نفوسها في سطور لايمكن إلا أن يصغى لها بصدر رحب !
رحل ابن الشاش تاركا هذا الكم الهائل من الحزن هذا الكم الطائل من المحبة ...
نم أيها الراحل الذي كان على علم بصيرورة وسيرورة الزمن واستحالة البقاء ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ...".
ودون الشاعر ممو الخراش:
"رحم الله الشريف الأديب حسني محمد سالم شاش، كان ينثر درره على هذا الفضاء، ويغمر ساكنيه بجميل أخلاقه، وراسخ قيمه.".
(يتبع)