الدكتور محمد بشير حداد يكتب عن مهرجان الشعر العربي الذي تنظمه الجمعية الدولية للشعراء العرب باسطنبول
الإبداع الشعري في تاريخنا العربي والإسلامي هو حامل الفكر وباني القيم وباعث الهمم معه فسحة الأمل تتسع ،وبه ينهار خور الجبناء ويتسابق القادة والعظماء لإعلاء شأن الأمة ولاسترداد حق للأمة مغتصب..
قبل أيام تلقيت دعوة كريمة من الجمعية الدولية للشعراء العرب لحضورة الدورة السادسة لمهرجان الشعر العربي في اسطنبول يومي/22-23/ حزيران -يونيه-/2024 والذي استضافته كلية الإلهيات في جامعة مرمرة وقد عدت معهم للشعر أتذوق بديعه وجزله وأفانينه وأذواق الشعراء الذين قدموا من معظم البلدان العربية وكانت معهم المآسي والانتصارات من غزة العزة الى حلب حاضرة في قصائد الشاعرات والشعراء فأبدعوا في الوصف والمعالجة كما أبدعوا في الصور والتراكيب حتى على لسان الطريق والحجر والمقاوم وأم الشهيد والرضيع،
كما حضر الحب والأمل والجمال ...
فساعة تجدني أتمنى أن يحضر بعض الشعراء القمم العربية والإسلامية ليزيدوا من حماس ذوي الضمائر الحية من القادة وينفضوا الوهن عن المتردد والجبان منهم..
كما فعل الشعراء الكبار مع الخلفاءوالمماليك والسلاطين في تاريخنا الإسلامي المشرق..
وساعة تجد عيني تفيض من الدمع تفاعلا مع مشهد يستنطق الحجر نصرة له..
وساعة تتتابع مني الابتسامات من رهافة الوصف ورقة المشاعر ..
على هامش هذا المهرجان تعرفت على الفنانين الشباب في فريق وجد ووقفت على لوحاتهم المعبرة البديعة التي تعبر عن نبض الشباب الحي..
وتعرفت على قامات شعرية من فلسطين وموريتانيا بلد المليون شاعر ومن المغرب واليمن والمملكة العربية السعودية وقطر والسودان وعمان والإمارات وسورية....
ضيوف المهرجان من الشعراء كانوا على درجة عالية من التميز الشعري..
وتعرفت كذلك على بعض النقاد الأجلاء، ولا أنسى صاحبنا الشنقيطي المويتاني سليل العلم والأدب الدكتور أدي ولد آدب الذي يمتلك أصالة الشعر كما يمتلك البحث العلمي والتميز الأكاديمي وقد تكرم علي بإهدائي نسخا الكترونية لبعض مؤلفاته ،ومنها:
-الشعر الحساني
- صلوات القوافي
- وطني على كتفي
- وجوه كتبتني
-فلسطين القصيدة
- بصمة روحي
- النقد في المقامة.
- الأعمدة المتناسخة
- خنساء شنقيط
- الشيخ أحمد بن أدب
- سيدي ولد آدب
- المقاومة الأخلاقية في أدب آهل آدب
- أسرة أهل آدب
- تأويل رؤياي
- كتاب المفاضلات..
ياسادة :
أعيدوا للشعر الأصيل اعتباره في أجيالنا فهو حارس القيم وحافظ العلوم وباعث الهمم..
لقد خسرت أجيالنا كثيرا يوم جعل الشعر العربي في المناهج التعليمية قطريا فتقلصت الأفاق الإبداعية الرحبة .
لقد خسرنا الكثير من رصيد شبابنا اللغوي يوم أزيح الشعر الأصيل من ثقافة أجيالنا..
لقد غلب الوهن والتميع على أجيالنا يوم حيل بينهم وبين الشعر الأصيل..
ختاما تحياتي وتقديري للجمعية الدولية للشعراء العرب ولكل روابط الشعر العربي والإسلامي ومهرجانات الشعر. .
وقبل ذلك تحية اعتزاز لكل شاعر أصيل مبدع وهو يتمثل نبض الأمة والفكر والحضارة وهو ينظم لنا إلهامه الشعري الساحر ليزيدنا معرفة وفكرا وهمة وإثراء لغويا...