نواكشوط - صحراء ميديا:
غيب الموت أمس الاثنين، الحكواتي الموريتاني يحيى ولد الراجل بعد صراع مع المرض، ورحلة طويلة من الاعتناء بالتراث الشعبي الموريتاني، بجانبه القصصي، وحفظه من الاندثار.
وكان الراحل فاعلًا ثقافيًا، شارك في العديد من المهرجانات الثقافية، وأسهم في تدوين الحكايات والقصص التراثية للشعب الموريتاني، وعضوا في “الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي”.
ويعتبر ولد الراجل واحدًا من أبرز الحكائين الشعبيين في موريتانيا، الذين ساهموا في خدمة السياحة الموريتانية من خلال عمله في الإرشاد السياحي، والحكاية الشعبية التي عرف بها عند السياح الأجانب.
أسس مع بعض زملائه منظمة “رواة الصحراء” عام 2003 التي تولى رئاستها عند التأسيس، ومثل موريتانيا في مهرجانات دولية تهتم بالتراث، باسم المنظمة.
كتب عنه الديبلوماسي السابق جمال ولد احمدو على صحفته في الفيسبوك: ” كانت له إسهامات جليلة في تدوين الحكايات والقصص التراثية التي أخذت نصيبها من العالمية نتيجة حضوره الدائم ومشاركاته في العديد من المهرجانات الثقافية الدولية في أوربا وأفريقيا والعالم العربي ، وبفقدانه يخسر قطاعي السياحة والتعليم كنزً ثمينًا لا ينضب من الإفادة والإرشاد والتوجيه والامتاع”.
وكتبت عنه الدكتورة المغربية نجيمة طايطاي: ” أتقدم باسمي وباسم كل اعضاء الأكاديمية وكافة جمهور مغرب الحكايات الذين احبوه بأحر التعازي لزوجة الفقيد وأبنائه ولكل أصدقائه.”
وسبق للراحل يحيى ولد الراجل، أن تحدث لصحراء ميديا عن طبيعة عمله، وكواليس إنشاء المنظمة التي يترأسها: ”عندما أنشأنا هذه المنظمة أصبحنا نتجه للخارج خاصة فرنسا، ونلقي محاضرات وننظم جلسات لرواية الحكايات الشعبية الموريتانية، بالتعاون مع شركات السياحة الفرنسية، وكان الهدف هو أننا كموريتانيين وكميدانيين نتحدث مع الزبون مباشرة، وذلك أفضل من حديثهم هم معه، وأصبحنا نخاطب السياح بالحكايات عن الحيوانات و الصحراء والعادات الموريتانية بكل أصنافها، و وجدوا أنها طريقة جيدة”.
ويضيف: ” أنا لا أحبذ الأداء بالميكرفون لإسماع صوتي للجمهور، بل أفضل الإلقاء بصوت طبيعي مباشر، إذ بالإمكان أخذ الحرية في الحركة على المسرح، أو استخدام ميكرفون صغير متنقل وصوته غير مزعج
للمتلقي”.
عُرف الحكواتي ولد الراجل عند السياح الأجانب بعصاه المزركشة، وطريقته الخاصة في لي عمامته السوداء، والأداء المسرحي الذي يضفيه على القصص الشعبية التي يرفض حكايتها بالميكرفونات، معللاً ذلك أنه لايلقي محاضرة أو خطاباً، وأن تقنيات القص الشفهي تفسد حين تخالط صوت الميكرفون الذي قد يزعج الجمهور، ويفضل الإلقاء بصوت طبيعي مباشر، لأخذ الحرية في الحركة على المسرح، أو استخدام “مايك” صغير متنقل، لايزعج صوته المتلقي
وكان يشير إلى أن الحكاية تعبير عن واقع وحياة أخرى، لذلك فان الحكواتي يخرج مستمعيه من الجو الذي يعيشون فيه، إلى العالم الذي دارت فيه الحكاية التي يرويها.