اعلن مساء أمس في مدينة تيزي وزو الجزائرية، عن وفاة الفنانة القديرة و أيقونة الفن التارقي، لالة بنت سالم، المعروفة فنيا بلقب "لالة بادي"، بعد صراع مع المرض، كانت تتعالج منه في الحاضرة الكبرى لمنطقة "القبائل"، عن عمر ناهز أل 88 سنة.
وُلدت لالة بادي سنة 1937 في قرية إن قزام بجنوب تمنراست (الجزائر)، وبدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث تأثرت بوالدتها وتعلمت منها الشعر والموسيقى. أسست جمعية "إساكتا" (تذكار بالعربية) عام 1990، وساهمت في تعليم وتدريب فرق موسيقية شابة في الجزائر ومالي والنيجر: فرقة تينارون- بامبيتو - كادير ترهاني...ما منحها دون منازع لقب "الأم الروحية للطوارق"، أم حافظت على فن "التيندي" التارقي، الذي يعتبر من أقدم أشكال التعبير الموسيقي في منطقة الصحراء الكبرى..
أصدرت لالة بادي أول ألبوم لها عام 2017، بعنوان "بادي لالة"، مزجت فيه بين العزف التقليدي التارقي و الغيتار العصري" على أنغام وإيقاعات التيندي المحلي، حيث فتح لها الباب على مصراعيه لتأخذ مكانا متقدما بين رموز الموسيقى في الصحراء الكبرى، و في قلوب ساكنة ما بين جبال الهقار و التاسيلي و آدرار و أزواد و تينيري بل و حتى في موريتانيا.
شاركت لالة بادي في العديد من التظاهرات الثقافية داخل الجزائر وخارجها، مرتدية على خشبات المسارح لباسها التقليدي "تيسغناست" لتعكس روح وثقافة الطوارق، محافظة على رمزيتها الثقافية التي صار يحتفى به في مختلف المحافل التي شاركت فيها.
برحيلها، تفقد الجزائر والصحراء الكبرى إحدى أبرز رموزها الثقافية، تفقد المنطقة سيدة كرست حياتها لصيانة وتطوير تراث غني، سيدة من جيل انتصب شامخا في وجه مختلف المؤثرات، رافضا تغيير ثقافته .
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تعازينا لأهل الفن في الجزائر.
باباه ولد عابدين | مراسلون
