أعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط انطلاق أول "مجمع للغة العربية" في البلاد باسم "مجلس اللسان العربي الموريتاني"، وذلك بإشراف رسمي وحضور هو الأكبر من نوعه لرموز وكبار النخبة العلمية والفكرية والثقافية والأدبية في البلاد.
وأشرف وفد حكومي برئاسة وزير الثقافة والناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير التعليم العالي على إعلان انطلاقة عمل المجلس الجديد، الذي يضم في عضويته نخبة من أبرز سدنة الضاد، ويتولى رئاسته العلامة والقطب الرباني والشاعر الموريتاني الشهير الخليل النحوي.
وجرت وقائع إعلان انطلاقة أنشطة مجلس اللسان العربي بموريتانيا في حفل إفطار فخم وذلك بفندق "الأجنحة الملكية"، وسط العاصمة نواكشوط، ووسط حضور إعلامي كبير.
واستعرض الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ وزير الثقافة والناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية في كلمته بالمناسبة أهمية اللغة العربية عند الموريتانيين، مستشهدا بأبيات من شعر أوائل الموريتانيين الذين اعتبروا اللغة العربية هويتهم ودليل عروبتهم.
وأشاد الوزير بمبادرة تأسيس هذا المجلس، منوها إلى ما يمكن أن يقدمه للغة الضاد من عناية وبحوث وتعليم وتطوير.
وبدوره، قال العلامة الخليل النحوي في كلمة بمناسبة انطلاق أنشطة المجلس، إن الأخير تأسس بجهود عدد من رجال العربية في موريتانيا يبلغ إنتاجهم العلمي حول هذه اللغة وأدبها حدود 200 كتاب وبحث.
وثمن رئيس مجلس اللسان العربي في كلمته العناية التي يوليها النظام الموريتاني الحالي للغة العربية، وسرعة الحكومة في استجابتها لتأسيس هذا المجل، لافتا إلى أن المجلس الجديد لا يضع نفسه في مواجهة اللغات الأخرى التي أشاد بأهميتها جميعا.
كما نوه النحوي بالعناية التي يقدمها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للغة العربية وإشرافه خلال الفترة الأخيرة على انطلاقة تفعيل وإحياء المجمعات والمجالس التي تعنى باللغة العربية، مذكرا بتصريحات سموه حول خدمة العربية.
وتزامنت كلمة الخليل النحوي عن أمير الشارقة مع بث فيلم وثائقي على شاشة حائطية يظهر فيه الأمير وهو يجتمع مؤخرا برؤساء مجاميع اللغوية العربية في بعض البلدان.
هذا وأعلن الأمين العام للمجلس الدكتور المختار ولد الجيلاني، بعد تعريفه بالمجلس الجديد وشروط عضويته، أنه سينظم لاحقا سلسلة أنشطة متنوعة من بينها مسابقات.
وتخللت الحفل إلقاءات شعرية، كما تابع الحضور محاضرة قيمة قدمها الدكتور والوزير السابق أنّ ولد عبد المالك وتطرق فيها لمختلف العصور التي شهدتها اللغة العربية ورموز الإبداع الفكري والعلمي في كل عصر.
الخطباء في حفل الليلة حرصوا على تقديم اللغة العربية كحاضنة للفكر الإنساني، والإبداع العلمي، وناقلة لمعارف حضارات شتى، فضلا عن دورها كلغة للدين الإسلامي، مع اعتراف بأنها لغة كونية، وليست حكرا على أمة أو عرقية، أو جهة أو قبيلة.
واستعرض الدكتور عبد المالك أسماء علماء كبار من قادة المعرفة العربية في عصورها الزاهية، موضحا أنهم كانوا من كل الأمم والأعراق والديانات السماوية وغير السماوية، مشيرا إلى أنها بذلك تمكنت من لعب دور كبير في حياة البشرية وفي تطوير مختلف العلوم البشرية.
هذا، وكان الحفل قد بدأ بكلمة للدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله، عضو المجلس، أعرب من خلالها عن الترحيب بالحضور، وثمن حجم ونوعية الحضور الذي يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه النخبة الموريتانية للغة العربية.